تكبير الخط تصغير الخط

القضية الفلسطينية في أخطر مراحلها

حذّر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من أن القضية الفلسطينية تمر بأخطر لحظاتها منذ نشأتها، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس "حرب إبادة ممنهجة" ضد الشعب الفلسطيني، وسط صمت دولي يرقى إلى مستوى العار والخذلان.

وجاءت تصريحات أبو الغيط خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ57 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، حيث شدد على أن الصمود الفلسطيني على الأرض هو خط الدفاع الأول، قائلاً: "علينا تعزيز هذا الوجود ومقاومة هذه الوحشية العمياء التي لم يشهد لها عصرنا الحديث مثيلاً".

الاحتلال يسعى لمحو الشعب الفلسطيني من الجغرافيا والتاريخ

اتهم أبو الغيط سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسعي إلى "محو الشعب الفلسطيني من الجغرافيا والتاريخ"، وهو ما اعتبره انعكاسًا لأوهام وعقد عنصرية مترسخة في العقلية الصهيونية.
وأكد أن مثل هذا المشروع مرفوض عربياً وإسلامياً ودولياً، مشدداً على أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين ستُواجَه برفض قاطع من الأمة والمجتمع الدولي.

الدعوة لوقف المذبحة وإطلاق جهود الإعمار والتعافي

أوضح أبو الغيط أنه قد آن الأوان لوقف هذه المقتلة الدامية التي تطال المدنيين العزّل، داعياً إلى الشروع الفوري في جهود إعادة إعمار غزة والتعافي الاجتماعي والاقتصادي، خاصة في ظل الأرقام الكارثية للضحايا والدمار.

كما أشار إلى قرارات مهمة اعتمدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، بالإضافة إلى قرار قمة البحرين في مايو 2024، والتي أكدت على إعداد خطة استجابة طارئة للتعامل مع تداعيات العدوان على فلسطين، مشيداً بتبني اللجنة لهذه الخطة في دورتها السابقة.

الاحتلال يخرق الهدنة ويواصل حربه على غزة

ذكّر أبو الغيط بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنصلت في 18 مارس الماضي من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي كان ساريًا منذ 19 يناير، لتستأنف بذلك عدوانها الواسع على قطاع غزة، في تجاهل صارخ لكل الجهود الدبلوماسية والإنسانية المبذولة.

أرقام صادمة للضحايا والمفقودين

ومنذ 7 أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي مطلق، تواصل إسرائيل ارتكاب مجازر بحق المدنيين في غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 167 ألف فلسطيني، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود لا تزال فرق الإنقاذ تحاول العثور عليهم تحت الركام.

واجب عربي وأخلاقي لا يحتمل التأجيل

في ظل هذا التصعيد الدموي وهذه المعطيات الخطيرة، ناشد أبو الغيط الدول العربية تكثيف جهودها الدبلوماسية والاقتصادية والإنسانية لدعم فلسطين، مؤكداً أن الوقت قد حان لترجمة المواقف إلى أفعال ملموسة، تحفظ ما تبقى من حقوق شعبٍ يُذبح في وضح النهار.