- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الصين تنفي شنّ هجوم إلكتروني على مايكروسوفت وتنتقد حلفاء واشنطن
الصين تنفي شنّ هجوم إلكتروني على مايكروسوفت وتنتقد حلفاء واشنطن
- 21 يوليو 2021, 4:26:51 م
- 1385
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نفت السلطات الصينية بشدّة، اتّهامات وجّهتها إليها الولايات المتّحدة وعدد من حلفائها بالوقوف خلف هجوم إلكتروني استهدف شركة مايكروسوفت، متّهمة واشنطن بأنّها "بطلة العالم في الهجمات الإلكترونية الخبيثة".
والأمن الإلكتروني (أو السيبراني) هي مسألة خلافية أخرى تُضاف إلى مجموعة المواضيع الخلافية بين أول قوتين في العالم أبرزها الحرب التجارية وشركة "هواوي" الصينية المصنّعة لمعدات الاتصالات ومعاملة الأويغور المسلمين وتايوان فضلاً عن هونغ كونغ.
أدانت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة الاثنين في حملة منسّقة، الأنشطة الإلكترونية "الخبيثة" التي تقوم بها بكين واتّهموها بالوقوف خلف القرصنة واسعة النطاق التي استهدفت في مارس خدمات "اكسشانج" للمراسلة لمجموعة مايكروسوفت.
وكانت الولايات المتحدة والاتّحاد الاوروبي وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي واليابان وكندا وأستراليا ونيوزيلندا دعت الإثنين في بيانات، منفصلة ومتزامنة، الصين إلى التصرّف "بشكل مسؤول" في الفضاء السيبراني.
رغم أن كل دولة كتبت بيانها على طريقتها، إلا أن ذلك يشكل أكبر إدانة للأنشطة الإلكترونية الصينية حتى الآن. غير أنها لا تترافق مع إعلان فرض عقوبات.
تبنّت الولايات المتحدة لهجة قاسية يُرجّح ألا تساهم في تحسّن العلاقات الصينية الأميركية. واتّهم الرئيس جو بايدن السلطات الصينية بـ"حماية" منفذي هذه الهجمات، وحتى "تأمين وسائل لهم لتنفيذها".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "سلوك الصين غير مسؤول ويتسبب باضطرابات ويزعزع استقرار الفضاء السيبراني، الامر الذي يشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد والامن" لدى الولايات المتحدة وشركائها.
وأبدت لندن الصرامة نفسها. فأكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن "على الحكومة الصينية أن تضع حدًّا للتخريب الالكتروني المنهجي (الذي تمارسه) وينبغي محاسبتها إذا لم تقم بذلك".
في بيان اتسم بلهجة أكثر حذراً، أعلن حلف الأطلسي أنه "أخذ علما" بالتصريحات الأميركية والبريطانية في شأن الصين مبديا "تضامنه" معهما. وأضاف "ندعو الدول كافة، بما فيها الصين، الى الوفاء بالتزاماتها (...) ويشمل ذلك الفضاء السيبراني".
نفت الصين بشدّة الثلاثاء مسؤوليتها عن هذه الهجمات الإلكترونية وخصوصاً تلك التي استهدفت شركة مايكروسوفت، معتبرة على لسان سفارتها في نيوزيلندا أنّ اتّهامات ويلينغتون في هذا الاتجاه مجرّد مزاعم "لا أساس لها وغير مسؤولة على الإطلاق" و"من دون أدلة".
بدورها أصدرت السفارة الصينية في كانبيرا بياناً مماثلاً اتّهمت فيه أستراليا "بترديد مثل الببغاء" الخطاب الأميركي. وأضاف البيان "كما يعلم الجميع، قامت الولايات المتحدة بلا خجل بعمليات تنصت سرية واسعة النطاق وعشوائية في عدد كبير من دول العالم، بما في ذلك لدى حلفائها. إنها بطلة العالم في الهجمات الإلكترونية الخبيثة".
ووفقاً لواشنطن التي لم تقدّم أدلة، فإنّ الحكومة الصينية "تستعين بقراصنة معلوماتية مجرمين" لشنّ هجمات سيبرانية في مختلف أنحاء العالم.
وكشف القضاء الاميركي توجيه اتهامات الى أربعة قراصنة صينيين، بينهم ثلاثة "موظفين في وزارة أمن الدولة" متهمين بالتسلل الى أنظمة شركات وجامعات وحكومات بين 2011 و2018 بهدف سرقة بيانات او تكنولوجيا.
وترتبط المعلومات المسروقة بدول عدة بينها ألمانيا واندونيسيا بآليات مستقلة ومعادلات كيميائية وتكنولوجيات تسلسل جيني، وفق وزارة العدل الاميركية.
أوضح مسؤول أميركي بدون الكشف عن اسمه أن القراصنة الصينيين المتّهمين بسرقة أسرار صناعية، قد يكون لديهم أيضاً دافع "المصلحة الخاصة". وتحدث عن محاولات ابتزاز و"طلبات فدية بقيمة ملايين الدولارات" من شركات خاصة.
وباتت "هجمات الفديات" التي تقضي بتشفير معطيات تابعة لهدف معين والمطالبة بالمال لفكّ هذا التشفير، شائعة جداً، وقد استهدفت أخيراً عدداً من كبريات الشركات الأميركية. لكنّ المتخصّصين الأميركيين ينسبون هذه الهجمات في قسمها الأكبر إلى قراصنة متمركزين في روسيا.
وحملت بروكسل ولندن وواشنطن في بياناتها الصين رسميا مسؤولية القرصنة واسعة النطاق التي استهدفت في مارس خدمة "اكسشانج" للمراسلة التابعة لمجموعة مايكروسوفت، ويقدر بأنها استهدفت عشرات آلاف الضحايا في العالم.
وسبق أن اتهمت مايكروسوفت مجموعة قراصنة على صلة ببكين تعرف باسم "هافنيوم".
وقالت الدبلوماسية الاوروبية إن "القراصنة يواصلون حتى اليوم استغلال هذه الثغرات الامنية"، مؤكدة أن ذلك يمثل تهديدا أمنيا ولافتة الى تكبد "المؤسسات والشركات (في الاتحاد الاوروبي) خسائر اقتصادية كبيرة".
كذلك، نددت بأنشطة قراصنة يعرفون باسمي "ايه بي تي 40" و"ايه بي تي 31" (ادفانسد بيرزيستنت ثريت، ما معناه تهديد متقدم ومستمر)، مشيرة الى أنهم شنوا هجمات "من الاراضي الصينية بهدف سرقة اسرار أو التجسس".