-
℃ 11 تركيا
-
21 أبريل 2025
تحليل سياسي: الوضع في غزة على مفترق طرق.. تصعيد محتمل أم انفراجة تفاوضية؟
استمرار الجمود والتوتر
تحليل سياسي: الوضع في غزة على مفترق طرق.. تصعيد محتمل أم انفراجة تفاوضية؟
-
20 أبريل 2025, 6:32:23 م
-
479
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غزة
قدم الدكتور رامي أبو زبيدة رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات تحليلاً حول الوضع الراهن في قطاع غزة بناءً على تطورات الميدان.
حيث قال إن التطورات الأخيرة في قطاع غزة، والتقارير الإعلامية الإسرائيلية، والتصريحات السياسية الصادرة مساء اليوم، تشير إلى أن الأحداث تتجه نحو مفترق طرق حاسم، مع تزايد احتمالات التصعيد العسكري في ظل الجمود التام في المفاوضات. في هذا السياق، تبرز عدة مؤشرات حاسمة تستدعي الوقوف عندها لتقدير المسار المتوقع خلال الأيام المقبلة.
ضغوط إسرائيلية تتزايد على المقاومة
أبرز ما ورد في الإعلام العبري خلال الساعات الأخيرة، يتمحور حول اتجاه إسرائيل لاستخدام أدوات ضغط إضافية على حركة حماس، ومنها إعادة اعتقال الأسرى المحررين مؤخرًا، وهو ما يُعد رسالة تهديد صريحة تهدف إلى دفع المقاومة لتقديم تنازلات في ملف تبادل الأسرى.
كما تُطرح في الكواليس الإسرائيلية فكرة تحديد "مهلة نهائية" لحماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وإلا فإن الاحتلال سيُقدم على تنفيذ عملية عسكرية واسعة، ما يعكس تصعيدًا في لهجة الخطاب السياسي والعسكري.
المفاوضات أمام طريق مسدود
تشير التحليلات إلى أن السبب الرئيسي لتعثر المفاوضات يكمن في الخلاف العميق حول شروط إنهاء الحرب، حيث تصر إسرائيل على نزع سلاح المقاومة، وإقصاء حماس عن الحكم في غزة، بينما تُصر الحركة على صفقة شاملة تضمن:
وقفًا دائمًا لإطلاق النار
انسحاب القوات الإسرائيلية
رفع الحصار
بدء عملية إعادة الإعمار
في المقابل، تسعى تل أبيب إلى صفقة جزئية تركز على تبادل الأسرى فقط دون التطرق لبقية الملفات.
أربعة سيناريوهات محتملة لمآلات الوضع في غزة
تصعيد عسكري واسع ومناورة برية
في حال فشل التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء المهلة التي قد يحددها "الكابينت"، فإن إسرائيل قد تُقدم على تنفيذ عملية برية واسعة في القطاع. كما أن تنفيذ تهديد إعادة اعتقال الأسرى المحررين قد يُفجر الوضع بشكل غير مسبوق.
استمرار الجمود والتوتر
قد تستمر المفاوضات المتقطعة دون تحقيق أي اختراق حقيقي، ما يعني بقاء الوضع على ما هو عليه، مع استمرار الضغط العسكري، وتزايد معاناة المدنيين، وغياب أي حلول في الأفق القريب.
التوصل إلى صفقة جزئية (احتمال ضعيف)
في هذا السيناريو، قد تُفضي الضغوط الإسرائيلية إلى إتمام صفقة تبادل أسرى محدودة، دون تحقيق المطالب الفلسطينية الأخرى. إلا أن حماس تُظهر تمسكًا قويًا بالحل الشامل، ما يجعل هذا السيناريو أقل احتمالًا.
تغير مفاجئ في المواقف بفعل ضغوط أو حسابات جديدة
قد تؤدي ضغوط دولية أو إقليمية، أو تغير في الحسابات السياسية لدى أحد الطرفين، إلى تعديل المواقف وفتح باب تسوية، سواء كانت شاملة أو مرحلية. هذا السيناريو يتوقف على مدى فاعلية الأطراف الوسيطة في تحريك الملف.
المشهد: غزة على صفيح ساخن
تشير كل المؤشرات إلى أن الوضع في غزة يسير نحو مرحلة حرجة وحاسمة، مع استمرار الخلافات حول مستقبل المقاومة وإنهاء الحرب. في ظل تهديدات إسرائيلية بتحديد مهلة زمنية، وتنفيذ عملية عسكرية، فإن احتمالات التصعيد تبقى عالية جدًا، ما لم يُسجل تدخل دولي فاعل ينجح في تغيير المعادلة.
الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، وهو مفتوح على كافة السيناريوهات، من التصعيد العسكري إلى الانفراجة السياسية، لكن المعاناة الإنسانية مستمرة ما لم تُكسر دائرة الجمود السياسي.







