- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
رامي أبو زبيدة يكتب: ماذا يعني عودة الارباك الليلي شرق غزة
رامي أبو زبيدة يكتب: ماذا يعني عودة الارباك الليلي شرق غزة
- 28 أغسطس 2021, 5:40:40 م
- 4064
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ترى قوى المقاومة الفلسطينية أن ما بعد معركة "سيف القدس" لا يجب أن يكون كما قبلها، وان هنالك معادلات جديدة تشكلت على أرض الواقع لا يمكن تجاهلها.
منذ انتهاء معركة سيف القدس في ٢١ مايو بدأت معركة أشد وأقوى، في استثمار المعركة ونتائجها والبناء عليها المقاومة الفلسطينية أن ما بعد معركة "سيف القدس" لا يجب أن يكون كما قبلها. هنالك معادلات جديدة تشكلت على أرض الواقع لا يمكن تجاهلها، ويسعى الاحتلال وشركائه في إحباط نتائج المعركة وتفريغها من مضمونها عبر الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة من خلال
الواقع الإنساني الصعب والمؤشرات في القطاع تدلل على أن الأمور قد تنفجر حتى لو لم يكن ذلك رغبة الفصائل الفلسطينية أو حكومة الاحتلال والاحتلال "يتلكأ" في تنفيذ التفاهمات برفع الحصار عن غزة وإعادة إعمار القطاع
الواقع في غزة مأساوي ونسب البطالة تزيد عن 55 في المائة والفقر إلى 80 في المائة والقطاع الخاص منهار والصحة في أسوأ حالها، الشباب والنساء هم من يدفعون ثمنا للحصار الإسرائيلي.
إسرائيل تحاول اختزال الحصار المفروض على القطاع ومعاناة سكانه وتدمير حياتهم بمساعدات إنسانية وتسهيلات وترتيبات أمنية والهدوء مقابل الغذاء.
بالتالي استمرار الفعل الشعبي وتفعيل "الإرباك الليلي" خلال الساعات القادمة يهدف الشباب الثائر من خلفه لإرباك منظومة الاحتلال الأمنية والضغط على مستوطني غلاف غزة، وجعلها تقف عاجزة أمام الانفجارات والطائرات والبالونات.
والإرباك الليلي هو تنويع وشكل من الأشكال الإبداعية التي ابتكرها الشبان خلال مسيرات العودة لإرباك الاحتلال والمستوطنين ولا تجعلهم ينامون ولا يهنأون، بل يشعرون بالقلق والتوتر.
من الناحية العسكرية يعتبر الارباك ضمن أساليب الخداع في الحرب، وهذا الاسلوب يعتمد على خلق خيارات عمل ميدانية مفتوحة وضاغطة بغية التضليل والتشويش على قوات العدو، وهذا الاسلوب يتم انتهاجه لإحداث أهم أثر على العدو، وهي تلك الحالة التي لا يفرق فيها العدو بين الحركة الاعتيادية والحركة الاستثنائية وبين العمل الواجب فعله والعمل الممكن فعله، فهذه الحالة من عدم اليقين المستمر تحدث عامل التراخي لدى العدو مع زيادة نجاح عنصر المباغتة والمفاجأة التي يستخدمها الشباب الثائر في اختيار النقاط والدشم العسكرية المراد التشويش عليها وإرباك العدو بداخلها.
بالتالي ومن الضروري الاستمرار بالضغط وتفعيل الأدوات والتحكم بها ارتفاعاً وخفضاً، وفق سياسة حافة الهاوية من أجل تحقيق حقوق شعبنا، من خلال تصعيد حالة الغليان بالقطاع بفعل الحصار، ودفع الحالة إلى حافة اللا رجعة حتى يصل العدو لقناعة أن غزة تأبى التنازل أو الرضوخ ولو أدّى بها ذلك إلى اجتياز هذه الحافة الخطرة".
فعاليات الارباك الليلي تشكل حالة ضاغطة على قوات الاحتلال ومستوطنيه المستوطنين بمحاذاة القطاع الذين يتعرضون للضغط الميداني كما تظهر هذه الحالة الحكومة الصهيونية بمظهر العاجز أمام الفعل الشعبي المقاوم مما يؤثر على سمعة الحكومة التي تحاول ارضاء المستوطنين مما يجعلها تتجه لإيجاد حلول لتخفيف حالة الضغط على هؤلاء المستوطنين
كل التجارب اثبتت اه الاحتلال الإسرائيلي لا يتراجع عن سياساته التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني إلا عبر الضغط بشتى الأدوات المتعددة، بدءاً من الكلمة وانتهاء بالصاروخ والمقاومة المسلحة