- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
العبوات الناسفة في جنين ونور شمس.. كابوس مميت يلاحق جنود الاحتلال
العبوات الناسفة في جنين ونور شمس.. كابوس مميت يلاحق جنود الاحتلال
- 3 يوليو 2024, 12:59:49 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في ضوء نجاح المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحديدا بمخيمي جنين ونور شمس (شمال الضفة) بتطوير العبوات الناسفة، وزيادة قوتها التدميرية، وفي ظل الخسائر البشرية الذي مني بها جنود الاحتلال مؤخرا، باتت تلك العبوات تشكل كابوسا وشبحا مميتا يلاحق جنود الاحتلال.
وأفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، خلال الأيام الأخيرة مساحة واسعة من برامجها التلفزيونية للتحريض على الضفة الغربية عموما، وعلى المخيمات خصوصا، في ظل نجاح عمليات المقاومة التي أوقعت عددا من القتلى والجرحى.
ويقول الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي، ياسر مناع، بأن "الضفة الغربية باتت في الآونة الأخيرة ساحة المواجهة الرئيسية بالنسبة لإسرائيل، وبعد 7 أكتوبر أصبحت ساحة ثانوية مؤقتًا، لكنها جزء لا يتجزأ من المعركة".
وفي معرض تعقيبه على تطور قدرات المقاومة، قال: "المقاومة الفلسطينية على مر التاريخ التحرري الفلسطيني تطور من ذاتها، من حيث الأدوات والوسائل، كالانتقال من الحجر والسكين إلى الرشاش والصاروخ".
وأكد "مناع" على أن "تصاعد عمليات المقاومة في الأونة الأخيرة وتطورها يعود للدعم الذي يقدم لهذه المجموعات، إضافة إلى انتشار عوالم التكنولوجيا ووسائل التواصل وغيرها"، وفق قوله.
ولفت مناع إلى أن "اقتحام المدن والمناطق الفلسطينية من وجهة نظر الاحتلال بات مكلفًا، بمعنى كانت عملية الاعتقال سابقًا سريعة ودون مقاومة، من ثم رافقها اشتباكات مسلحة واليوم عبوات ناسفة تكبده خسائر فادحة".
ويتابع: "الجيش سيتخذ إجراءات وأساليب عملياتية اكثر حرصًا من جانبه، كالتركيز على استخدام الطائرات في الاغتيال والاعتماد على الوحدات الخاصة في الاعتقالات، إضافة إلى تجريف البنية التحتية قبل أي عملية اعتقال واقتحام، وإن كان الواقع اثبت ان هذه الجزئية غير مجدية تقريباً".
وبحسب مناع، فإن "الضرر الذي لحق بالآليات الإسرائيلية، جراء عمليات المقاومة، يضر بالصناعة العسكرية للاحتلال على مستوى العالم، كون تل أبيب تقدم نفسها من الدول الرائدة في الصناعات الأمنية والعسكرية"، مشيرا إلى أن "إسرائيل خامس دولة مصدرة للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا واليابان".
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، سليمان بشارات، بأن "قدره المقاومة على تطوير نفسها وأدائها في الفترة الأخيرة أكثر ما يؤرق الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بل هي واحدة من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية؛ وردة الفعل الإسرائيلية في الايام القليلة الماضية من استخدام الطائرات الحربية والمسيرة لاستهداف المقاومين، تدلل على حالة الإرباك في التعامل مع الحالة في الضفة الغربية".
ونبه بشارات إلى أن "إسرائيل" لم تتعلم من تجاربها السابقة في التعاطي والتعامل مع الحالة النضالية، متابعا: "لم تكتف دولة الاحتلال بالقوة العسكرية، بل لجأت إلى سياسة العقاب الجماعي والحرمان والتجويع وتقطيع أواصل المدن، ومع ذلك استمرت المقاومة في تطوير ذاتها وهذا بحد ذات تحول إلى إخفاق جديد للاحتلال".
ويرى بشارات إلى أن "السياسات الإسرائيلية المتعاقبة في الضفة الغربية تولد حاله مضادة وتولد حاله عكسية، وهذا ما ظهر في مخيم جنين ونور شمس وطولكرم وبلاطة وعقبة جبر، وهذا الأمر ربما سيظهر ويمتد في أكثر من مكان بالضفة الغربية".
وبحسب بشارات، فإن الاحتلال الإسرائيلي "كلما زاد من استهدافاته للفلسطينيين، والبنية التحتية بهدف ضرب القاعدة والحاضنة الشعبية والجماهيرية، كلما أصبح هناك تصاعد في ردات فعل المقاومة، حتى وإن لجأ الاحتلال الاسرائيلي الى عمليات الاغتيال والقتل والاعتقال الجماعي".
الأمر الأخير في هذا الإطار، وفق بشارات: بأن "النموذج الملهم الذي وجد منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزه، وكذلك الأمر نموذج مخيم جنين ومخيمات الضفة الغربية والبلدة القديمة في نابلس، كلها أصبحت نماذج يمكن محاكاتها من قبل جيل الشباب الصاعد وهذا الأمر نلمس نتائجه الآن، حيث أن هناك جيلا نشأ على ذات الدرب والنهج".
تجدر الإشارة إلى أن العمل المقاوم الفلسطيني في الضفة الغربية شهد تطورا نوعيا وبارزا بعد عملية "طوفان الأقصى"، كان عنوانه التوسع في استخدام العبوات الناسفة التي باتت تمثل هاجسا لجيش الاحتلال، حيث أسفرت خلال أيام قليلة عن مقتل جنديين، أحدهما بجنين والأخر بطولكرم، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 15 آخرين.
قدس برس