- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
المد الأخضر ينساب في نعومة إلي قلوب الغربيين (الحلقة 30 )
المد الأخضر ينساب في نعومة إلي قلوب الغربيين (الحلقة 30 )
- 12 مايو 2021, 4:48:47 م
- 744
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
داعيهم هو القرآن
*قصة إسلام عالم نفس ألماني أثبت أن في الإسلام علاجا للروح والبدن
*أما لينا الألمانيه فأسلمت لأنها قابلت الله علي شرفة منزلها بالقاهرة
2000 شخصا يدخلون الإسلام سنويا في ألمانيا وهم المسجلون فقط وهناك من يسلم دون توثيق
"فيما ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة، الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم،
ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم، يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم،
فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية، وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره
ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه والزود عن تعاليمه وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان، ليتحقق قول الرسول الكريم : " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم .."
ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..
يعتنق نحو ألفي شخص الإسلام في ألمانيا سنويا، وما يجعل الإسلام مهما بالنسبة لهم منظومته الشعائرية الواضحة والمتعلقة بالشؤون الدنيوية،
لكنهم في الوقت ذاته يواجهون خطر التهميش، ورغم هذا فالنسبة متزايدة عاما بعد عام، والقصص كثيرة وبعضها غريب ومثير وهو ما يأتي علي لسان صاحبة القصة،
حيث لأول مرة لأول مرة أحست لينا الشابة الألمانية بأنها قريبة من الله، عندما كانت جالسة على شرفة منزلها في القاهرة، أحست بمن يشد على كتفيها،
وتقول: "أحسست لأول مرة، أنه ومهما حصل هناك من سيحملني بين ذراعيه...إنه الله"، ومنذ ذلك "اللقاء" قبل خمسة أعوام، لم "يفارقها" الخالق، حسب تعبير لينا، ومنذ ذلك الحين اعتنقت الإسلام.
وحسب تقديرات سليم عبد الله، مدير الأرشيف الإسلامي في مدينة سوإيست غرب ألمانيا، يعتنق نحو ألفي شخص في ألمانيا الإسلام سنويا، لا أحد يعرف العدد الحقيقي لهؤلاء،
لأن المساجد والجمعيات الإسلامية لا تقوم بتوثيق حالات اعتناق الإسلام إلا نادرا، كما أن من ينطق بالشهادتين في بيته فهو بعيد عن دائرة التوثيق.
معنى الوجود
كذلك هو الأمر بالنسبة للينا البالغة من العمر 28 عاما، والتي اعتنقت الإسلام في دوائر مقربة، وذلك عقب رحلة طويلة من البحث عن معنى الوجود،
إذ تقول: "منذ طفولتي، وأنا أشعر بالحزن والوحدة...لكن بعدما دخلت الإسلام كسَّرت قيود الوحدة، ودخل الفرح حياتي".
الدوافع التي جعلت هؤلاء يعتنقون الإسلام مختلفة، فقد تكون بداعي "البحث عن معنى الوجود، أو الزواج من رجل أو امرأة مسلمة،
أو لإيجاد إجابات عن أسئلة نابعة من التجربة الشخصية"، كما يقول أكسل كراينبريك المشرف علي قسم أبحاث الهجرة في المكتب الفدرالي الألماني للهجرة واللاجئين.
بدورها، تشير مونيكا فولراب - سار أستاذة علم الاجتماع الثقافي في جامعة لايبزيج، إلى أن معتنقي الإسلام مهما اختلفت مميزاتهم،
إلا أن لهم "قواسم مشتركة" وهو استعدادهم "لاعتماد أسس جديدة في حياتهم، بسبب تجارب خاصة ومشاكل وأزمات تعرضوا لها".
ومع اختلاف الأسباب، تتنوع أنماط الشخصيات التي قررت تغيير معتقدها الديني، يوضح أكسل كراينبريك، مضيفا أن الشباب المنقطعين عن الدراسة
يظهرون اهتماما بالإسلام تماما مثل نساء متقدمات في العمر، ولا يمكن الجزم بوجود مجموعة معينة تبدي اهتماما بالإسلام دون غيرها".
يبدي العديد من الألمان اهتماما كبيرا بالإسلام، لكونه يشمل تصورا واضحا عن الحياة، حسب أستاذة علم الاجتماع مونيكا فولراب - سار.
وسواء تعلق الأمر بالملبس أو المأكل، أو الشعائر، أو العلاقة بين الجنسين، فإن للإسلام أجوبة عن كل هذه القضايا، وهي "منظومة يثمنها المعتنقون ويجدونها مثمرة وطيبة".
عادة ما يلتزم الوافدون الجدد على الإسلام بتعاليمه وشعائره، تقول الخبيرة الألمانية. وذلك عكس المسلمين أبا عن جد في ألمانيا، الذين لا يطبقون تعاليم الإسلام بحذافيرها،
ولهذا يتضايقون من حديثي العهد بالإسلام، يقول سليم عبد الله من الأرشيف الإسلامي. والسبب الذي يدفع الفئة الجديدة أكثر تشددا يكمن حسب عالمة الاجتماع فولراب - سار،
في وجود فارق كبير بين ما إذا كان "الإنسان يبحث في حقيقة الدين في الكتب، أو أنه تعرف عليه ضمن السياق الثقافي الذي يتيح استثناءات وترك القواعد بشكل متفق عليه.
أي أن السياق الثقافي يحمل مجالا أوسعا من التسامح، وهذا ما لا يمكن العثور عليه في أي كتاب".
معتنقو الإسلام يواجهون أيضا خطر الانعزال بعد اعتناقهم الدين الجديد، ولذلك ارتباط مع نظرة المجتمع الألماني للإسلام، إذ تشير فولراب - سار أنه عادة ما تتم معالجته بتقديمه كدين مختلف عن المسيحية،
كما أنه يتم اختزاله في نقاط محددة، وفي هذا الإطار، يتم التركيز في الإعلام على مجموعة من معتنقي الإسلام المتشددين أصحاب ميول للعنف,
وفي حقيقة الأمر لا تمثل هذه المجموعة إلا قلة قليلة، كما يقول كراينبرينك.
عائلة لينا هي الأخرى شعرت بخوف شديد عندما علمت بخبر اعتناق ابنتها الإسلام؛ غير أن الفتاة شرحت الكثير عن دينها الجديد، لتعود بعد أربع سنوات من إقامتها في القاهرة إلى أوروبا.
اليوم تقول لينا "عائلتي سعيدة اليوم بسعادتي، وبأنني قابلت الله على شرفة منزلي
لم تكن لينا وحدها من ألمانيا المسلمة أو المجتمع الإسلامي في ألمانيا بل هناك مسلم جديد هوأستاذ علم النفس بجامعة "ميونيخ"...
درس القرآن وتعمق في دراسة التصوف الإسلامي بحكم تخصصه كباحث في الظواهر المختلفة في الأديان..جذبه الإسلام الذي شعر تجاهه براحة نفسية، ويعبر عن ذلك بقوله:
"إنني وجدتُ في الإسلام راحة نفسية، لم تفتقدها ألمانيا الغربية فحسب، وإنما تفتقدها أوربا كلها"، ثم يسرد قصة إسلامه فيقول:
"إن شعوري بانجذاب للإسلام كان منذ فترة طويلة.. ولكن أراد الله تعالى أن يكون عملي كأستاذ لعلم النفس بجامعة "ميونيخ" مدخلاً لاعتناقي الدين الإسلامي..
.فمن خلال عملي بدأت مرحلة البحث والدراسة حول الأديان كافة لمختلف دول العالم، والظواهر الغربية في كل الأديان.
وعند دراسة الإسلام شد انتباهي ما وجدته في القرآن أولاً، وفي التصوف ثانياً، من شرح لأصول العقيدة ومناهج الإسلام، فعكفت على دراسة التصوف فترة غير قصيرة،
حتى انتهيت إلى حقيقة مهمة وهي أن الإسلام يهتم بعلاج الإنسان ظاهراًوباطناً.. فهو دين يدعو إلى نظافة الظاهر وطهارة الباطن، ويربي في الإنسان حب الأخوة والترابط والتآلف،
بعكس ما نجده في المجتمعات الغربية، حيث يعيش كل إنسان في عالمه الخاص، لا تربطه بالمجتمع روابط روحية أو علاقات دينية،كما يحدث عند المسلمين.
وعرفت من خلال دراستي للتصوف أن المتصوفة يجتمعون لذكر الله، ويلتقون على حُبّه، ويسيرون في طريق النقاء الروحي والوجداني،
ويتلون أوراداً معينة بعد كل صلاة، مما يجعلهم مشدودين دائماً إلى تعاليم السماء.
.