المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب الأوربيين الحلقة العاشرة

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 23 أبريل 2021, 12:46:55 ص
  • eye 943
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

داعيهم هو القرآن .. 

قصة إسلام بريطاني من الإسلام للمسيحية ذهابا وعودة  

لامان بول من الميلاد مسلما إلي المسيحية طفلا ثم العودة مجددا كداعية إسلامي

مات أبوه المسلم وسلمته أمه للجدين المسيحيين فربياه ثم استردته أمه فعاد مسلما بعد إلحاد

أعلن إسلامه كتابة في غرفة مظلمة ثم أشهر إسلامه علانية في المركز الإسلامي بلندن موثقة

فيما ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة، الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم، ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم، يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم، فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية، وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه والزود عن تعاليمه وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان، ليتحقق قول الرسول الكريم : " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم ..

ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..

 نشأ لامان بول مسلما لكن وفاة أبيه جعلت أمه تسلمه لجديه المسيحيين لتربيته لأنها لن تستطيع الوفاء بهذه التربية، ورغم كونها مسلمة إلا أنها في ذلك الوقت لم تكن تعي مفهوم الإسلام حتى تستطيع أن تقف أمام أعاصير الرياح التي ستواجهها؛ ولذلك سلمت ابنها وفلذة كبدها وهو في سن البراءة وهو عجينة طرية لينة قابلة للتغير إلى جَدَّيْه، وهي تعلم أنهما مسيحيان، ولكن هذا مصيرها، وبحكم اندماج المرأة في العمل الغربي وخروج المرأة للعمل ندًّا بند إلى جانب الرجل، وتلبية لمتطلبات الحياة كانت الدوافع الأساسية الرامية لترك "لامان" عند جديه لتربيته، لذا كانت نشأته غير مسلم خلافًا لمولده، وإن لم ينصِّرْه أبواه أو يهودانه، لكن هذا قدر مكتوب، وإرادة الله سيّرته هكذا.


أصبح "لامان" بعيدًا عن أبويه وتوارت آثار فطرته الإسلامية وراء تربيته المسيحية، لكنه لم يكن مهتمًّا بشخصه تجاه الدين المسيحي في صغره، فطبيعة الأحداث هي التي جعلته مسيحيًّا دون رغبة منه؛ ولذلك لم يبحث في يوم من الأيام عن طبيعة خالقه أو ما هو هذا الدين، إذ كان يذهب للكنيسة قبل إدراك الوعي وقبل سن النضوج، فكان غير مبالٍ بما يراه أمامه من تصرفات عقائدية، وكان يرى أن ذهابه مع جديه، مجرد خروج لنزهة ترفيهية أو لحفلة كما يقول، وليس هناك فائدة ترجى من وراء ذلك سوى إشباع النفس لهوًا ولعبًا فقط.

بلغ "لامان" سن السادسة عشرة من عمره وهو بين هذه الأهواء، ولم يدرِ أي طريق يسلك، واندمج بحكم سن المراهقة في حياته الشبابية هذه مع طبيعة الجو الذي يحيط به، من خلال الذهاب إلى الحانات والبارات وممارسة كافة أنواع اللعب والبذخ وشرب المسكرات وغيرها، حياة كحياة غالبية الشباب الغربي مع عدم الإهمال في الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق الرغبات في التقدم نحو النجاح في الدراسة أو غيره، بيد أنه في هذه الفترة مرحلة الانتقال من الثانوية إلى الجامعة، وصلت معنوياته إلى أدنى درجة منها.

وإلى هذه السن لم يعرف عن الدين شيئًا، ولم يعرف من هو إلهه أو أي عقيدة يتبع، بدأ التفكير فيما يجري من حوله من أمور؛ فأبواه مسلمان، وجداه اللذان تربى في أحضانهما مسيحيان، وهو لا يعرف أي انتماء له، ولا يعرف حتى نفسه، في ذاك الوقت كانت أمه قد تزوجت من رجل مسلم مصري الجنسية، وبزواجها هذا اكتسبت جرعة علمية عن الإسلام وفوائده، كانت بمنزلة الدافع القوي لها في تنمية دينها، فبعد ذلك الزواج أسست هي وزميلة لها مركز إسلامي مصغر، وجمعت فيه كافة تعاليم الإسلام من تعريف بالقرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامي أيضًا ومبادئ وأخلاقيات التربية الإسلامية، بحيث يقوم هذا المركز بتعليمها لمن يرغب في تعلمها، وأصبحت رؤية الإسلام واضحة أمام والدته بعد إنشاء هذا المركز، ولهذا الحين لم يكن يعرف عن الإسلام شيئًا، أو حتى عن وجود الله تعالى.

بعد أن افتتحت أمه المركز الإسلامي وأيقنت ما فيه ابنها من ضلال، أرادت أن تنتشله من مستنقع الغرق ودأبت في التحرك لضمه إليها، رغم أنه في المرحلة الجامعية، ولكنه يحتاج في هذا الوقت بالذات لكنف أمه، وخاصة أنها أمست قادرة على تغير حياته جذريًّا لما وصلت إليه من معرفة بالدين الإسلامي وممارسة العمل الديني.

التقته أمه وكأنه طفل في المهد وضمته إليها بعد طول هذه السنوات مع أنها كانت تراه، ولكن هذه المرة تختلف عن غيرها من اللقاءات بعدما عرفت ما عليها من واجبات أمام ابنها الضائع، وأيقنت أنها شاركت في ما وصل إليه من ضلال بعيد عن حضنها،.. كان "لامان" في هذه المرحلة يعرف جيدًا أنه لا بد من تحقيق النجاح واجتياز كل الصعاب للوصول إليه، فرحل مع والدته إلى "لندن" بعدما تقرب منها، واطمأن على نفسه معها، ويبدو أن أمه ضمته بنصائح زوجها ووقوفه إلى جانبها، وعلى أساس أن تكون ناجحة في العمل الإسلامي الذي سلكته مع زميلتها المسلمة.

وإلى الآن لم يعرف "لامان" حقيقة وجود الله تعالى في الكون أو طبيعة الدين إلا كلامًا فقط من والدته دون إقناع، لكن بعد أن أحضرت له أمه كتبًا خاصة ما كانت تحتفظ بها في حياة أبيه، وهي كتب عن الفلسفة والطبيعة، وما يتعلق بالحقائق الكونية من إعجازات علمية وغيرها على مر الدهر، بدأ عقله يستفيق وتنقشع من على قلبه الغشاوة والتيه والضلال، فكان يسأل نفسه كثيرًا حتى يعرف الصواب من الخطأ، من بين هذه الأسئلة: أين أنا من نفسي؟ ما الذي أراه أمامي الآن؟ وهل هذه حقائق بالفعل؟ ومن هو رب هذا الكون؟ وكيف خلق الله الكون؟ وآيات عديدة بدأ يسأل نفسه عنها بعدما تفتحت عينيه على كتب أبيه.


هذه التساؤلات وغيرها الكثير كانت جديرة بأن تفرض عليه قراءة القرآن الكريم وتفسيره، والذي كان من بين كتب أبيه، حيث إنه الآن في كنف أمه المسلمة وحتى يعرف كل الحقائق دينية كانت أو علمية وكما يقول: "بدأت أقارن الحقائق الدينية الموجودة في القرآن الكريم بالحقائق العلمية التي توصل إليها العلم في القديم والحديث، وكلما زاد بحثي وتطلعاتي أكتشف أحداثًا وحقائق مذهلة ومفاجئة مطابقة لما ينص عليه القرآن الكريم ويدل على صدقه، ولم يحدث أن واجهت خطأ أو مخالفة في القرآن لطبيعة الكون وما فيه".

بدأت الأفكار الإيمانية تدب إلى عقل "لامان" باتجاه نحو الدين الإسلامي، ورغبته أخذت طريق الاستقامة، من خلال تطلعاته وبحثه في القرآن الكريم عرف "لامان" من هو خالقه I الذي لا إله إلا هو، خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير، خلق البحار فأجراها، والسماء وما بناها، والأرض وما طحاها، والجبال كيف أرساها، وأنه هو الذي خلقه فسواه فعدله، في أي صورة ما شاء ركبه، وأنه جعل له عينين ولسانًا وشفتين.


بينما هو جالس ذات ليلة من الليالي مع نفسه لا يوجد معه غير القرآن العظيم أنيسًا، والله يشهد عليه أنه لصادق، وفي لحظة حولت مجرى حياته من الشك والأوهام، ومحت صور الكنيسة والخزعبلات العالقة في ذهنه إلى إيمان صادق ويقين عقلي، لقد شهد على نفسه -والله يشهد عليه من قبله- "أنه قد آمن بوجود الله وتوحيده بأن الله واحد لا شريك له في الكون I".

يقول لامان: "كانت الحجرة التي أجلس بها مغلقة والليل أرسى سكونه وأنا وحيد لم يكن معي إلا الله، اتجه إحساسي في هذه اللحظة نحو الاعتراف بوجود الله I مع نفسي، وأخذ قلمي يتجه ناحية أوراقي، وبه كلمات من نور، وأخذ يكتب (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله). بعدها أخذت تنهيدة طويلة النفس، ثم استراحت جوارحي وهمدت أنفاسي، وقمت بالتوقيع أسفل الشهادتين على الورقة التي أضاءت لي طريق الهداية، وكان الله شهيدًا على ذلك".

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257].

بعد أن مَنَّ الله عليه بالإسلام بينه وبين ربه، وبعد معرفة أصدقائه بما حدث منه، أراد أن يكون إشهار إسلامه علانية، وبمساعدة صديقه التونسي الذي جاء به إلى مجموعة من أصدقائه واصطحبوه جميعًا إلى أحد المراكز الإسلامية وتم إشهار إسلامه رسميًّا، ودوَّن اسمه ضمن المهتدين الجدد للإسلام بهذا المركز بلندن، ومن ثَم نال شهادة إشهار الإسلام.


الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، بحيث إنها تنمي الإسلام لدى المهتدين، فأول ما يفعله المسلم الجديد بعد هدايته إقامة الصلاة وعليها تنمو زيادة الإيمان لدى المهتدي، عن طريق الحفاظ عليها وتأديتها في أوقاتها، وقد كان لها الأثر العظيم في نفس "لامان"، من حيث إنها أسبغت عليه أخلاقيات الإسلام، وبها أصبح مراقبًا لربه I، ووجد نفسه التي كانت ضائعة، لما رأى تحقيق الهدف الذي خلق من أجله في هذه الفريضة، وابتغاء مرضاة الله تعالى في كل شيء.. {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].

فعن طريق الصلاة استطاع "لامان" التغلب على هفوات نفسه ونزواتها، وطرأ على حياته تغيرًا جذريًّا بفضل التمسك بالصلاة، وبات من الذين يؤمنون بربهم حق الإيمان، مُنقادًا لأمر الله {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].


هناك عوامل عدة طرأت على حياة "لامان" بعد الهداية" اجتماعيًّا ودينيًّا وعمليًّا:

 تحولت حياته جذريًّا من حيث الانعزال عن حياة الترف واللعب والإباحيات التي يقرها المجتمع الغربي في صورة الحرية.

 أصبحت حياته ثمينة، ورسم لها أهدافًا يجب تحقيقها، وأول هذه الأهداف "هي عبادة الله"، حيث إنها الهدف الأسمى الذي خلق الإنسان من أجله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

والتعمق في تفسير حقائق القرآن الكريم، ودراستها، ومعرفة قراءته بالعربية؛ حتى يتسنى له الحفظ الجيد.

: بعدما مرت به قبل إسلامه ظروف اليأس وضعف المعنويات، كاد أن يهوي إلى السقوط في الفشل، غير أن اتجاه أمه نحوه ساعده كثيرًا في الخروج من تلك الوهلة، ولهذا رأى في نفسه بعد إسلامه واستقرار فكره أنه لا بد من اجتياز كل الصعاب التي تواجهه، والوصول إلى النجاح، وتحقيق الأهداف التي يطمح في الوصول إليها.

بعد هذه المستجدات التي طرأت على حياة (لامان) وجد لنفسه قيمة في هذه الحياة، ويجب العمل من أجل تحقيق الذات، وعلى إثر ذلك كانت المرحلة الجامعية قد انتهت، ونال شهادة في خدمة الإسلام.

عن طريق علاقته بالمركز الإسلامي ببريطانيا "نيو مسلم اوجيكت"، والخبرة التي اكتسبها في هذا المجال وإتقان مهارات الإدخال ووضع البيانات، وكثرة العمل في الدعوة الإسلامية، فكان هذا المركز هو همزة الوصل بينه وبين إسلام أون لاين، واجتاز الاختبارات، وأصبح من خلال ذلك المشروع "داعية إسلامي"، وها هو الآن تستضيفه الجمعيات الإسلامية لخدمة مشاريعها في مجال الدعوة بالإنترنت، وقد أحدث تقدم في أسلوب الدعوة يخدم الإسلام في شتى أنحاء العالم.

المصدر: موقع موسوعة الإعجاز العلمي .. بتصرف 

 

التعليقات (0)