-
℃ 11 تركيا
-
19 أبريل 2025
المرصد الأورومتوسطي يحذّر: المجاعة بدأت في غزة وسط حصار خانق
نقص حاد في الغذاء... وانهيار آليات البقاء
المرصد الأورومتوسطي يحذّر: المجاعة بدأت في غزة وسط حصار خانق
-
17 أبريل 2025, 3:06:54 م
-
482
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المرصد الأورومتوسطي
حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، من بدء تفشّي المجاعة في قطاع غزة، نتيجة الحصار الإسرائيلي الشامل المتواصل منذ 45 يومًا، والذي يُعد الأطول منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع في أكتوبر 2023. وأكد المرصد، في بيان تلقته وكالة "قدس برس"، أن سكان القطاع يواجهون كارثة إنسانية وشيكة، وسط مؤشرات تنذر بانهيار شامل في الأمن الغذائي والأنظمة الصحية.
نقص حاد في الغذاء... وانهيار آليات البقاء
أفاد المرصد أن طواقمه الميدانية رصدت مؤشرات خطيرة على تحوّل حالة انعدام الأمن الغذائي إلى مجاعة فعلية، نتيجة النقص المستمر في الحبوب، البروتينات، والدهون، إلى جانب تدمير البنية التحتية الزراعية والغذائية بفعل القصف والاحتلال. ولفت إلى أن السكان اضطروا إلى بيع ممتلكاتهم الأساسية لتأمين الطعام، ما يُعد مؤشرًا على انهيار آليات التكيّف لدى العائلات.
وجبة واحدة بالكاد... واستهداف مباشر لمراكز الإغاثة
أوضح البيان أن معظم الأسر في غزة قلّصت عدد وجباتها اليومية للحد الأدنى، وتعتمد بشكل شبه كلي على المعلّبات المتوفرة، في ظل غياب تام للغذاء الطازج والمغذّي. كما تعتمد آلاف العائلات على التكايا الخيرية لتوفير الوجبة الوحيدة في اليوم، والتي تعرّضت مؤخرًا لتصعيد إسرائيلي باستهدافها بالقصف.
ووثق المرصد استهدافًا مباشرًا لأكثر من 37 مركز توزيع مساعدات و28 تكية طعام، ما يكشف سياسة ممنهجة تهدف إلى تجويع المدنيين وحرمانهم من الحد الأدنى للبقاء.
انعدام الغذاء والأسواق خالية من الخبز واللحوم
خلال الجولات الميدانية، رصد فريق المرصد اختفاء الخبز تمامًا من الأسواق نتيجة توقف المخابز، مع غياب كلي للحوم بأنواعها، ووجود كميات قليلة من الخضروات تُباع بأسعار باهظة تفوق قدرة السكان الشرائية، خاصة بعد انقطاع مصادر الدخل لأكثر من 18 شهرًا.
جريمة تجويع مكتملة الأركان ضد المدنيين
اعتبر المرصد أن ما تقوم به إسرائيل هو جريمة تجويع منظمة، تمثل أحد أبشع أوجه الإبادة الجماعية، عبر تدمير سبل العيش ومنع دخول المساعدات واستهداف مصادر الإنتاج. وأشار إلى أن النساء والأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا، حيث يواجه أكثر من مليون طفل خطر الموت البطيء بسبب سوء التغذية ونقص المناعة.
كما تتعرض النساء الحوامل والمرضعات لمخاطر صحية تهدد حياتهن وحياة أطفالهن، في ظل غياب الرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب.
مجاعة تهدد مستقبل غزة
نبّه المرصد إلى أن تداعيات هذه السياسات لا تقتصر على الحاضر، بل تمتد إلى المستقبل عبر إنتاج جيل مهدد بالإعاقات الجسدية والنفسية، ما يعكس النية التدميرية الكامنة خلف السياسات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن نحو 2.3 مليون إنسان في غزة باتوا مشرّدين داخل القطاع، يعانون من انعدام الأمن الغذائي واستمرار القصف والمجازر بحق المدنيين، ما يجعل من المجاعة خطرًا حقيقيًا يقترب من نقطة اللاعودة.
دعوة إلى تدخل دولي فوري
حمّل المرصد المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة عن تفاقم المجاعة، مطالبًا الأمم المتحدة والدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بـالتدخل العاجل لرفع الحصار، وضمان تدفق المساعدات الغذائية والطبية بشكل آمن ومنتظم.
كما شدّد على ضرورة محاسبة إسرائيل لاستخدامها التجويع كسلاح حرب، في خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني، مؤكدًا أن ذلك يرقى إلى جريمة إبادة جماعية تهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني كجماعة وطنية.
خطوات عاجلة لإنقاذ ما تبقى
دعا المرصد إلى تفعيل استجابة إنسانية عاجلة وشاملة، تشمل توفير الغذاء والماء والمأوى المؤقت والخدمات الصحية، مطالبًا وكالات الأمم المتحدة كـبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) واليونيسف بتكثيف تدخلاتهم فورًا.
وطالب بعقد مؤتمرات دولية طارئة، وفتح ممرات إنسانية آمنة، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين المحاصرين.
خرق للتهدئة وعدوان متواصل
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه الشامل على غزة في 18 مارس 2025، رغم اتفاق تهدئة سابق بدأ في يناير، إلا أن إسرائيل خرقت بنوده بشكل ممنهج، مستمرة في ارتكاب جرائم مدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت الحرب عن أكثر من 167,000 شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14,000 مفقود، ما يجعل الوضع الإنساني في غزة من أشدّ الكوارث العالمية في القرن الحالي.








