المستشار أسامة سعد يكتب: كذبة الدولة الوطنية

profile
  • clock 16 ديسمبر 2024, 1:06:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مازال كثير من الكتاب مصرون على أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا هو حلقة فيما يسمونه ( مؤامرة الربيع العربي)، على اعتبار أن كل ما حدث لم يكن ثورات شعوب وإنما تخطيط من الإمبريالية الغربية لإسقاط ( الدولة الوطنية)، ذلك المصطلح المضلل الذي يستخدمونه لتجميل شكل الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت الشعوب بالحديد والنار بدون اي شرعية شعبية ناتجة عن إنتخابات حقيقية.

ورغم كل مظاهر الفرح العارمة التي كانت وما زالت  تصاحب سقوط هذه الأنظمة، إلا أن البعض يصر على اعتبار كل ذلك عبارة عن مسرحيات يتم كتابة سيناريوهاتها في أروقة المخابرات الغربية، ويتناسى هؤلاء أن تلك (الدول الوطنية) بزعمهم ما كانت إلا عدوة للمواطن ومتصالحة تماما مع العدو المركزي للأمة العربية وهو الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ذلك أن كل مقدرات جيوشهم استخدمت حتى الطلقة الأخيرة في قمع شعوبهم ولم تطلق رصاصة واحدة باتجاه العدو، بل وكانت المعتقلات هي مصير كل من يفكر مجرد تفكير في مقاومة هذا العدو، 

الدولة الوطنية أيها السادة هي دولة الشعوب لا دولة الأنظمة الفاسدة المستبدة، الدولة الوطنية هي الدولة التي يحيى فيها المواطن بعزة وكرامة وليس بذل ومهانة الدولة الوطنية هي التي توفر للمواطن العيش الكريم وتقدم له الخدمات التي يستغني بها عن مرارة الهجرة غير الشرعية عساه يحظي ببعض مما يحظى به مواطنون أخرون في الجزء الآخر من العالم، 

الدولة الوطنية هي التي يختار فيها المواطن حاكمه بكل حرية ويعبر عن رأيه بكل قوة ويجد فيها قضاء نزيها ينصفه وبرلمان يعبر عن طموحاته وتطلعاته، فلا تخدعوا الناس بعبارات جوفاء أكل عليها الدهر وشرب ولم يعد يطيق المواطن العربي مجرد سماعها، المواطن العربي من حقه أن يختار من يشاء لحكمه دون أن تفرضوا عليه نمطا أو شكلا أو توجها او فكرا معينا للحكم فهذا شأنه وأما شأنكم أنتم فلكم أن تعيشوا في ( دولتكم الوطنية) التي تحبون ما شاء الله لكم أن تعيشوا، لتتفيؤا ظلال سجونها وبرد العيش في طغيانها ولذة التمتع في فقهرها وتخلفها، ولن يجبركم أحد على التخلى عنها، ولكن فقط كفوا ألسنتكم عن خيارات الشعوب مهما تكن، فهي حرة في خياراتها طالما اخترتم أنتم ما أردتم، فلكم دولتكم الوطنية وللشعوب وطنهم الذي يستحقون.

التعليقات (0)