- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
المطبخ العالمي يراهن على تغيير موقف بايدن من تسليح الاحتلال
المطبخ العالمي يراهن على تغيير موقف بايدن من تسليح الاحتلال
- 9 أبريل 2024, 5:47:14 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا قالت فيه إن مؤسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، الطاهي المعروف خوسيه أندريس يحاول استخدام تأثيره على الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة بهدف تغيير السياسة الأمريكية من الحرب المتواصلة على قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن أندريس "كان قبل أسبوع يتنقل بين محطات التلفزة للترويج لكتاب طهي جديد ويشرف في الوقت نفسه على التحضيرات الأخيرة لنقل المواد الغذائية بحرا إلى غزة ومن خلال منظمته المطبخ المركزي العالمي. لكنه الآن، وبعد مقتل سبعة من فريقه بغارة إسرائيلية على غزة، يحاول استخدام تأثيره السياسي لإحداث تغيير في السياسة وشن في الوقت نفسه حملة عامة شجب فيها تصرفات إسرائيل في حربها ضد حماس".
وذكر التقرير أن أندريس دعا، الثلاثاء، قبل اتصاله مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يعتبره صديقا في مكالمة هاتفية خاصة وقبل أن يخبر وكالة أنباء رويترز أن سياسة بايدن في تسليح إسرائيل وإدخال المساعدات إلى غزة "يصعب فهمها"، إسرائيل إلى "وقف القتل الذي لا يميز" في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس".
وناقش في مقالين نشرهما بصحيفة "نيويورك تايمز" و"يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "إسرائيل لا تستطيع الانتصار في الحرب من خلال تجويع كامل السكان في غزة"، معتبرا أن "إسرائيل هي أفضل من الطريقة التي تشن فيها الحرب".
وأشار التقرير إلى أن هذه ليست المرة التي يتدخل فيها الطاهي المعروف المولود في إسبانيا في السياسة، فقد تبارز مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لموقفه من الهجرة وخطابه الانقسامي بشأنها، كما هاجم تردد قادة الكونغرس لتوفير الدعم العسكري لأوكرانيا.
واليوم يحاول أن يحدث تغييرا في السياسة من الشرق الأوسط ويدعو واشنطن لإعادة التفكير في صفقات الأسلحة إلى "إسرائيل"، حسب التقرير.
ونقلت الصحيفة عن النائب الديمقراطي عن ميريلاند جيمي راسكين، قوله: "لا توجد أي طريقة سيسمح فيها الطاهي خوسيه أندريس لأحد أن يجرها تحت السجادة" و"هذه لحظة ذات انعكاسات دولية في مسار الحرب".
وطالب أندريس، الذي أنشأ المطبخ المركزي العالمي في عام 2010 ردا على زلزال هاييتي، إلى تحقيق مستقل بشأن اغتيال فريق الإغاثة التابع لمنظمته في قطاع غزة بغارة إسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن تأثير أندريس يمتد على الحزبين الرئيسين في الكونغرس حيث أدار ولعقود مملكة من المطاعم في العاصمة ما فتح له الأبواب للتعامل والتواصل مع النخب هناك. ويحظى باحترام في "إسرائيل" حيث قام بتوفير الوجبات الساخنة بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر لآلاف من الذين أجلاهم جيش الاحتلال من البلدات الجنوبية والشمالية.
وأضافت أن "منظمة الطاهي حظيت بثناء داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث قال مسؤول إسرائيلي إنها منظمة نقدرها".
ويعتبر أندريس، شخصية غير محتملة في عالم دبلوماسية المساعدات الغذائية. فهو طباخ لا يزال يهتم بتفاصيل الوصفات الغذائية التي يقدمها المتطوعون في منظمته.
وفي أوكرانيا استجوب الطهاة حول كيفية صنع وجبة البوشت المعروفة لدى الأوكرانيين. وأكد على ضرورة إدخال أكبر قدر ممكن من الخضروات في الحساء المعروف هناك. وهي لفتة قدرها المحليون نظرا لعدم توفر الكثير من المواد الغذائية في البوشت المقدم من وكالات الإغاثة الأخرى.
وذكر التقرير أن بعض الموظفين السابقين اشتكوا من أن أندريس يخاطر أحيانا في قضايا بيروقراطية تتجنبها عادة وكالات الإغاثة الأخرى. ولكنه كطاه يحاول الدخول في "مقلاة" النزاعات المحلية والدولية مقارنة مع منظمات الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة التي يحاول أفرادها استخدام لغة محايدة خشية إغضاب السلطات المحلية والوصول للسكان المحتاجين.
وعندما أعلن ترامب عام 2015 عن حملته الانتخابية وهاجم المهاجرين المكسيكيين، قرر أندريس وقف خطة له لفتح مطعم كان يخطط له في فندق ترامب. وقررت منظمة ترامب مقاضاته ولكن أندريس قاضاها أيضا، قبل تسوية القضية خارج المحكمة. وقال الطاهي الراحل أنطوني بوردين إن أندريس هو "الطاهي الوحيد في تاريخ أمريكا الذي قاضى رئيسا أمريكيا وهو في منصبه".
واستخدم أندريس حسابه على منصة "إكس" للسخرية من السيناتور الجمهوري تيد كروز بشأن القيود على السلاح، وقدم البيتزا للحرس الوطني أثناء الهجوم على الكونغرس في 6 كانون الثاني /يناير عام 2021.
وأثناء فترة الإغلاق الفدرالي في 2019 قدم وجبات للموظفين الفدراليين المجازين إلى جانب النائب الديمقراطي جو كيندي والجمهوري ويل هيرد، حسب التقرير.
ولم يتأثر أندريس بسبب توغله في السياسة العالمية، فمحل التاباس "جاليو" الذي افتتحه عام 1993 يمتلئ بجماعات اللوبي والمساعدين في الكونغرس والمدراء التنفيذيين الزائرين. ويشمل المستثمرون في مطاعمه الممثلة غوينيث بالثرو والمستثمرين في رأس المال ستيف كيس ومايكل كلاين.
وتقول الصحيفة إن أندريس يواجه في موضوع الشرق الأوسط و"إسرائيل" رئيسا رفض استخدام الدعم العسكري الأمريكي لها كورقة ضغط، لكن حادث القتل لموظفي مطبخه العالمي وما يقوم به من ضغوط على الساسة بدأت تثمر ثمارها بين الديمقراطيين.
ولأن أندريس ظل يركز على تأمين الاحتياجات اللوجيستية وتأمين وصول الطعام حول العالم، فلم يتم تصنيفه ضمن الرؤية الحزبية، وذلك حسب النائبة الديمقراطية عن واشنطن، براميلا جايابال، حيث علقت أنه كان قادرا على الدخول في الكثير من المناطق التي تعتبر ديمقراطية وجمهورية. فقد دعم ماركو روبيو، السناتور الجمهوري وطلبه من وزارة الزراعة الأمريكية البحث والعثور على الطعام ضمن برنامج المساعدة الغذائية التكميلية والمعروف بطوابع الطعام، وفقا للتقرير.
وذكرت الصحيفة أن أندريس أقنع بايدن في عام 2022 بعقد مؤتمر الجوع، التغذية والصحة. ويكره أندريس القيود البيروقراطية ووجد طرقا للتحايل عليها من أجل إيصال الطعام إلى مناطق الحرب وضحايا الكوارث بسرعة وأضخم مما تقدمه منظمات الإغاثة.
وبعد أقل من يوم على غزو روسيا لأوكرانيا وصل طاقمه وبدأ بتوفير الطعام للمدن القريبة من جبهات القتال مثل دونستيك، ووصل أندريس نفسه إلى المنطقة حيث كان يسكب الشوربة للنساء والأطفال. وقالت يوليا ستيفانيوك، مسؤولة المهمة سابقا بأن أندريس حاول تحسين نوعية الطعام وليس تقديم نفس الوجبة كل يوم.
واستخدم أندريس نفس أسلوبه من ناحية السفر إلى أوكرانيا والتواصل مع الطهاة المحليين من أجل توفير المواد لهم وارتبط مع 500 مطعم في المناطق المتأثرة بالحرب. وفي بولندا استخدم الترجمة عبر غوغل ونظم فريقا من المتطوعين لإطعام اللاجئين وتوفير النقانق والخبز الطازج والخردل.
وأضاف التقرير أن أندريس حل بهذه الطريقة مشكلة للاتحاد الأوروبي الذي فوجئ بالرحيل من أوكرانيا ولم يكن جاهزا للأزمة.
وبحلول كانون الأول/ديسمبر زاد "المطبخ المركزي العالمي" من عملياته في غزة، وبدأ أندريس تحذيراته من نقص الطعام. وقدمت المنظمة حسب تقديراتها أكثر من 43 مليون وجبة للسكان المحاصرين. وعندما بدأت الظروف الأمنية بالتدهور وتعطل إيصال الطعام بسبب نقاط التفتيش تعاون المطبخ المركزي العالمي مع الأردن لإنزال الوجبات عبر الطائرات في شباط /فبراير. وفي الشهر الماضي، بدأت المنظمة ممرها البحري لشحن الطعام بالسفن إلى شاطئ غزة من قبرص.
ولفت التقرير إلى أن أندريس بدأ حياته كطاه بفشل، حيث طرد من مطعم مصنف على قائمة ميشيلين في كاتلان. وترك بلده إسبانيا إلى مانهاتن في التسعينات ووصل وفي جيبه 50 دولارا. وكان يعمل لساعات متأخرة لإعداد التاباس. وعندما اشترى جاليو وجد أن الأمريكيين لا يعرفون الكثير عن التاباس الإسباني. واليوم يستخدم أندريس حزنه وتأثيره للتأثير على صناع القرار في واشنطن.