المطلوب لمواجهة عمليات محاصرة المنازل واستهداف المقاومين

profile
رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والامني
  • clock 7 مايو 2023, 1:28:13 م
  • eye 240
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قاعدة مهمة : "إذا كان لديك سلاح يستطيع ضرب أي هدف بدقة كبيرة، فإن ما ينقصك هو فقط معرفة موضع العدو" فإذا كنت تتحصن في مكان ما، فإن الخطوة الأولى لعمل العدو هي معرفة مكانك، والاستهداف يأتي ثانياً، ولذلك فإن هدف المقاوم الأهم هو إخفاء مكانه، والقاعدة الذهبية تقول: "هدف العدو هو أن يعرف مكانك، وهدف المقاوم هو ضرب العدو بدون كشف مكانه"

تزايدت وتيرة جرائم الاحتلال بالضفة الغربية المحتلة في الاشهر الاخيرة عبر محاصرة منازل مواطنين بذريعة ملاحقة مقاومين مستخدمًا أسلوبًا مستحدثًا يعرف بـ"طنجرة الضغط" لاغتيالهم والحيلولة دون انسحابهم.

طنجرة الضغط هو تكتيك عملياتي متعدد المراحل يتبعه جيش الاحتلال “الإسرائيلي” لاعتقال شخص متمترس داخل منزل، مع وجود احتمالية مرتفعة لتعرض الجيش لإطلاق نار، أي أنه إجراء عسكري متدحرج للتعامل مع الاشتباكات أثناء عمليات الاعتقال، وكل مرحلة تستدعي تكثيف الضغط إن كانت المرحلة الحالية غير فعالة، ويتضمن جملة من الخطوات بدايةً بمحاصرة المنزل وانتهاءً بتدميره، وتعتمد كل واحدة منها على الأخرى في حال رفض المطلوب تسليم نفسه.

تهدف "طنجرة الضغط" إلى إجبار "الهدف" على الاستسلام أو تحييده بأقل الخسائر، كما أنها تعطي الاحتلال السيطرة وتجعل المقاوم مكشوفًا أمام النيران. كما تعمل هذه الاستراتيجية على حرمان "الهدف" من التفكير المنظم الذي يساعده على تقدير الموقف واتخاذ القرار الأنسب للتعامل بشكل صحيح مع الوضع. بالإضافة الى أنها تقطع عنه طرق الامداد والدعم الخارجي.

يتضمن هذا الأسلوب العملياتي عدة إجراءات متتالية، يحدد شكل الحدث على أرض الميدان وتطوره طبيعة الإجراء والانتقال للذي يليه، أو الاكتفاء به في حالة تحقيق الهدف من العملية، من خلال متابعتنا ورصد طريقة اقتحام المدن ومحاصرة المنازل بهدف اعتقال او اغتيال المقاومين بالضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال نجدها تتم بطريقة واحدة عبر الخطوات التالية:

  1. تحديد الهدف (شخصيته – أثره – مكان وجوده)
  2. جمع معلومات عن منطقته وما يتعلق بها من معلومات استخباراتية.
  3. التحديد الدقيق لمكان إقامته ووجوده وتحركاته.
  4. تحديد الوقت المناسب للعملية.
  5. محاصرة منطقة الهدف وتطويقها وإغلاق منافذها، وعادة ما يتم التطويق بعدة أطواق عسكرية واستخباراتية تنتهي بطوق حول مكان الهدف، سواء كان مبنى أو مزرعة أو غيره.
  6. عرض الاستسلام بمكبرات الصوت أحياناً.
  7. تحرك مجموعات الاقتحام وكمونها حول مكان الهدف تحديداً واستعداد مجموعات الاسناد تمهيدا للاشتباك.
  8. الاقتحام إن لم يكن هناك مقاومة، وأحياناً إن كان هناك مقاومة شديدة أو شك في تحديد مكان الهدف بعينه، أو فشل القوات المقتحمة في التغلب على المطلوب (المقاومة)، ينسف المكان والمبنى بالكامل إما بالأسلحة الثقيلة أو المتفجرات أو الطائرات ودائما يكون حلا أخير..

عيوب تكتيك "طنجرة الضغط" وطرق المواجهة

هذه هي الخطوات المتبعة في تنفيذ تكتيك ""طنجرة الضغط" نجد ان الاحتلال طبقها في أغلب عملياته بالضفة الغربية لاستهداف المقاومين والمطاردين، ولهذه الطريقة عيب كبير يكمن في تجمع قوات الاقتحام حول منطقة الهدف، إما تجمع راجلة أو مصفحات وسيارات، وهذه التجمعات تُعد أهدافاً سهلة وتتيح فرصة مناسبة وسهلة للمقاومين لضربها وبطرق بسيطة، وإحداث أضرار فادحة بها، ونرفق هنا بعض الصور التي تظهر فيها تلك التجمعات المغرية فأنظرها.

هذه إحدى الطرق في مواجهة تلك العمليات والاستفادة من الثغرة السالفة الذكر، وعيوب هذه الطريقة في الاقتحام يمكن الاستفادة منها في عدة أشياء مهمة أيضاً وهي:

  1. المناورة 
  2. إيجاد فرصة الانسحاب وإخلاء المكان.
  3. إرباك العدو
  4. جعل العدو يطر لتغيير تكتيكاته.
  5. قلب موازين المعركة من مدافع إلى مهاجم.

وهناك أمور أخرى تدعو الحاجة إليها في وقت المعركة، وحتى تكون المواجهة والخطة ناجحتين لا بد من التالي:

  1. التدريب والاعداد الجيد قدر المستطاع وخصوصا على خطط الطوارئ.
  2. الترتيب لخطة الطوارئ من أول ساعات نزول المقاومين للمكان وبدون إهمال أو تهاون.
  3. الابتعاد عن وسائل الاتصال الالكترونية 
  4. إتقان استخدام المتفجرات والتشريك واستخداماتها.
  5. الحذر ثم الحذر من التهاون والتسويف والتأجيل 
  6. الاستخدام الصحيح لعنصر المفاجأة والمباغتة.
  7. إفشال خطة العدو وإصابته بحالة صدمة وجمود تعطي المقاوم فرص الانقضاض على العدو وفرصة الانسحاب الآمن في آن واحد وذلك بعمل التالي:
  • النظر لمكان الاقامة ومحيطه، وملاحظة ما حوله من ساحاتٍ ومبانٍ وطرق وسواتر وموانع طبيعية وغير ذلك 
  • مطلوب من المقاوم أن يتخيل لو كان هو سوف يداهم المكان، عندها سوف يرى أن قوات العدو لا بد لها من أن تجتمع سياراتها ومركباتها المحملة بالجنود في شوارع او ساحةٍ او ساحات مناسبة لها في المنطقة، ثم لابد لقوات الاحتلال أن تتخذ سواتر مناسبة لها، وايضاً لا بد له أن تتحرك في أماكن معينة، حتى ترصد وتقتحم، وايضاً لا بد لها من أماكن تضع عليها قناصيها، ومكان آخر لقيادة وإدارة العملية وغيره.
  • الآن على المقاوم أن يضع نفسه في موضع المهاجم أو المقتحم وينظر ويدرس تلك الأماكن المناسبة لعمل المقاومين ولابد أن تكون الدراسة من عدة أفراد محنكين وخيرة المقاومين إيمانا وذكاء وعقلاء.
  • ثم إن هذه المواقع التي سنفرض على العدو اتخاذها في حالة المداهمة والهجوم هي المواقع نفسها التي نبني عليها خطتنا الدفاعية والتي من خلالها نستطيع أن نشل حركة العدو ونفشل اقتحامه ونصيبه بالإرباك والفوضى.
  • زرع العبوات المتفجرة او الفخاخ الخداعية في هذه الأماكن التي اعدت فخاً للعدو في حالة مداهمته، وتفجيرها بالوقت المناسب، وثق أنك ستحصد منهم، وتربكهم وتثير الذعر في قلوبهم، وستعطي لنفسك وإخوانك فرصة الانسحاب والخروج من الطوق والحصار.
  • هذه الطريقة سوف تجعل العدو يغير من تكتيكاته، ولن يستطيع فعل شيء سوى الانشغال في البحث عن الألغام والتشريكات، مما يجعل البطء يُفرض على حركته، وبالتالي تفوت عليه فرصة المفاجأة والمباغتة، ويتيح للمقاومين فرصة لترتيب ما.

أخي المقاوم اعلم انه كلما استخدمت الوسائل البدائية قديمة الاستعمال في معلوماتنا واتصالاتنا وسائر الامور العسكرية وبعض الامور القتالية كلما عجز العدو عن متابعتك والوصول إليك، وهذا من المفروض أن يُتخذ قاعدة أساسية تطور وترتب وتنظم في مواجهة الاحتلال، لأن أغلب الوسائل الإلكترونية يمكن كشفها والتعرف على المواقع من خلالها. 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)