- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
المعارضة السورية.. التزام بالمسار السياسي وسط آمال ضعيفة
المعارضة السورية.. التزام بالمسار السياسي وسط آمال ضعيفة
- 17 يناير 2022, 9:50:35 ص
- 661
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يشهد العالم متغيرات دولية ترخي ثقلها على الملف السوري، فعلى الرغم من تجديد المعارضة السورية التزامها بالمسار السياسي، فإنها تخفض من سقف توقعاتها.
يأتي ذلك في وقت تسعى فيه دول عربية إلى التطبيع مع النظام السوري، وسعي دول أخرى لإعادته إلى الجامعة العربية، فيما لا تزال روسيا وإيران تتهربان من العملية السياسية بدعمهما للنظام.
وتدفع دول عربية، مثل مصر والأردن والجزائر والإمارات، لعودة النظام إلى الجامعة العربية، في ظل زيارات تجرى لدمشق بهدف تطبيع العلاقات مع النظام، وهو ما ترفضه دول عربية أخرى، مثل السعودية وقطر والمغرب.
وأمام هذه المواقف، لا تزال العملية السياسية متوقفة بسبب عدم إحراز أي تقدم في اجتماعات اللجنة الدستورية، بسبب المواقف السلبية للنظام السوري، والحديث عن مبدأ "الخطوة خطوة" للحل السياسي عبر تقديم حوافز للنظام مقابل تقديمه تنازلات، وهو ما ترفضه المعارضة.
ولم تحقق 6 جولات من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، المنبثقة عن "مسار أستانة"، أي تقدم في كتابة دستور جديد للبلاد، بسبب المواقف السلبية للنظام، في ظل التزام المعارضة، وكانت آخر جولة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
** التطورات الدولية
عقب انتهاء جولة أستانة-17 في مدينة نور سلطان، عاصمة كازخستان، والتي عقدت في 21 و22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، صدرت تصريحات روسية اعتبرتها المعارضة السورية سلبية.
وقال المبعوث الروسي ألكسندر لافرنتييف، في تصريحات صحفية نقلها الإعلام الروسي، إن "أي دستور جديد لسوريا، يجب ألا يهدف إلى تغيير السلطة في البلاد، وإذا رأت المعارضة ضرورة إجراء تغييرات، فيجب طرحها على التصويت".
وأضاف: "إذا سعى شخص ما إلى هدف وضع دستور جديد من أجل تغيير صلاحيات الرئيس، فإن هذا الطريق لا يؤدي إلى شيء"، محملا المعارضة مسؤولية إعاقة عملية المفاوضات، معتبراً أنه "من الخطأ إلقاء اللوم دائماً على عاتق النظام".
وقبل أشهر طرح مبدأ "الخطوة خطوة" على خلفية جهود يقودها الملك الأردني عبد الله بن الحسين، ليتم تناقلها والتلميح إليها عبر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون في حديث إعلامي لدى زيارته دمشق الشهر الماضي.
ونقلت وسائل إعلام عن بيدرسون قوله: "كان لدي عدة لقاءات في عدد من الدول العربية، وكذلك من الأمريكيين والأوروبيين، وأرى أن هناك فرصة جادة لبحث إمكانية تطبيق مقاربة خطوة بخطوة، بهدف بناء الثقة".
** التزام بالمسار السياسي
رئيس الائتلاف السوري سالم المسلط قال في لقاء تشاوري، السبت: "ملتزمون بالمسار السياسي واللجنة الدستورية، وعندما نتحدث عن خلل بشيء ما فما هو البديل؟ إذا أوقفنا الأمور السياسية، هل نحن قادرون على حسم الأمور عسكريا حتى نبعد عن المسار الأساسي".
واعتبر أن "روسيا معروفة بمراوغتها"، لافتا إلى أنه "لم تبق سوى دولتين أو 3 تقف مع المعارضة، هي تركيا وقطر والسعودية، لكنها انشغلت بقضايا أخرى، كما أن المغرب وقطر والسعودية ترفض عودة النظام إلى الجامعة العربية".
وأردف المسلط: "تركيا قدمت أكثر من الدعم واحتضان اللاجئين، وقدمت شهداء على أرض سوريا، ولا أحد يمكن أن ينساها. ونحن حريصون على تعزيز العلاقة وتقويتها معها، باعتبارها حليفا وشريكا، إضافة إلى تعزيز العلاقة مع الدول العربية".
ورأى أن "المشكلة في اللجنة الدستورية هي أن الوسيط الدولي وروسيا هي التي تعطل وتعرقل، ولكن يتم اتهام المعارضة، وهذا إجحاف، فالدستور هو للشعب السوري وليس لروسيا وإيران وبيدرسون".
** مبدأ الخطوة خطوة
من ناحيته قال طارق صولاق، عضو وفد المعارضة بمسار أستانة، لـ "الأناضول"، إن "مبدأ الخطوة خطوة يقوم على أساس دراسة يقوم بها المبعوث الأممي إلى سوريا، من خلال جولات ينظمها لكل الأطراف الفاعلة في الملف السوري".
وأضاف: "يستمع بيدرسون منهم ماذا تريد هذه الدول من النظام كي يساهموا في حل الأزمة السورية، وماذا يستطيعون أن يقدموا للنظام مقابل أن يفعل ما يريدون".
وتابع صولاق: "باختصار، إنه إعطاء طابع دولي وأممي لإعادة تعويم النظام وشرعنته، وطبعا المعارضة ترفض رفضا كاملا مبدأ الخطوة خطوة لأنها تنسف مبادى الثورة السورية ويُسقط كل أهدافها".
وأشار إلى أنه "لا يتوقع أن يحدث أي تقدم في المسار السياسي في ظل هذه المبادرة التي يطرحها بيدرسون".
وأضاف صولاق: "تقريبا، حُصرت كل الطرق التي ممكن أن يحدث فيها تقدم في الجانب السياسي بعمل اللجنة الدستورية التي عقدت ست جولات فاشلة بسبب تعنت النظام وعدم قدرته على تغيير أي حرف من الدستور الذي كتبته مؤسساته الأمنية".
وختم بقوله: "بصراحة، النظام لا يستطيع أن يحكم البلد إلا بهذه الطريقة. لذلك، فإنه لا يقدم أي خطوة إيجابية في المسار السياسي، لأنها تعتبر نهاية له، وأتوقع عدم تفاعل الكثير من الدول الفاعلة على الساحة السورية مع هذه المبادرة".
الأناضول