-
℃ 11 تركيا
-
15 أبريل 2025
المقاومة توجه ضربة قوية للاحتلال.. فيديو لـ “القسام”.. خطوة مدروسة لتحريك المشهد السياسي
الفيديو، الذي بثته كتائب القسام، لم يكن مجرد مادة إعلامية، بل جاء كأداة ضغط ذكية موجهة بدقة إلى الاحتلال الإسرائيلي،
المقاومة توجه ضربة قوية للاحتلال.. فيديو لـ “القسام”.. خطوة مدروسة لتحريك المشهد السياسي
-
13 أبريل 2025, 2:16:09 م
-
496
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عيدان ألكسندر
أطلقت المقاومة الفلسطينية رسالة قوية عبر تسجيل مصور أعاد الأسير الإسرائيلي – الأميركي عيدان ألكسندر إلى صدارة الأحداث.
الفيديو، الذي بثته كتائب القسام، لم يكن مجرد مادة إعلامية
هذا الفيديو، الذي بثته كتائب القسام، لم يكن مجرد مادة إعلامية، بل جاء كأداة ضغط ذكية موجهة بدقة إلى الاحتلال الإسرائيلي، والإدارة الأميركية على حد سواء، في توقيت يتقاطع فيه تصاعد الغضب الشعبي داخل إسرائيل مع تعثر مفاوضات القاهرة.
يرى محللون أن ظهور الأسير ألكسندر في هذا التوقيت لم يكن اعتباطيًا، بل خطوة مدروسة تهدف إلى تحريك المشهد التفاوضي من زاويتين: إنسانية وسياسية. وقد حمل التسجيل، بحسب بعض المراقبين، اتهامات واضحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالكذب، وللولايات المتحدة بالتواطؤ.
رسائل متعددة المستويات
المحلل السياسي إياد القرا وصف الفيديو بأنه "واحد من أهم أدوات المقاومة في المرحلة الراهنة"، مشيرًا إلى أن تكرار ظهور الأسير الأميركي يحمل رسائل موجّهة إلى واشنطن، ويعكس استراتيجية ضغط مزدوجة، تستهدف من جهة الإدارة الأميركية، ومن جهة أخرى العائلات الإسرائيلية، لدفع الحكومة نحو إبداء مرونة في المفاوضات.
وأوضح القرا أن هذا التحرك الإعلامي يعكس "إدارة واعية ومستمرة" لملف الأسرى، ويهدف إلى تحريك الركود السياسي، مضيفًا أن الفيديو جاء بُعده الإنساني والعائلي في إطار محاولات الضغط على الرأي العام الأميركي، خاصة مع توجيه الرسائل نحو الرئيس ترامب بعد ما وصف بـ"فشل نتنياهو" في التعامل مع الملف.
توقيت محسوب وأثر مباشر
أما المحلل ياسر الزعاترة، فاعتبر أن القسام وجّهت "ضربة معلم" عبر هذا التسجيل، وقال عبر منصة "إكس": "الفيديو أصاب نتنياهو في مقتل، ودفعه للتواصل الفوري مع والد الأسير"، مشيرًا إلى أن الجزء الأهم في التسجيل هو النداء المباشر لترامب، الذي يُعرف بشغفه بالظهور الإعلامي خاصة عندما يتعلق الأمر بمواطن أميركي.
وسخر الزعاترة من وصف الاحتلال لتحركات حماس بأنها "حرب نفسية"، قائلاً: "كأن طائرات الاحتلال تُلقي الزهور على غزة صباحًا ومساءً"، مشددًا على أن المقاومة لا تزال صامدة رغم أكثر من عام ونصف من العدوان، بينما لم يستطع الاحتلال الوصول إلى أسراه.
واعتبر أن بث الفيديو قبيل وصول وفد حركة حماس إلى القاهرة خطوة تفاوضية ذكية ضمن سياق ضاغط.
رسالة سياسية بامتياز
المحلل السياسي أحمد الحيلة شدد على رمزية توقيت الفيديو، الذي تزامن مع أول أيام عيد الفصح اليهودي – عيد الحرية – ومع تصاعد احتجاجات أهالي الأسرى ضد حكومة نتنياهو. وأشار الحيلة إلى أن بث الفيديو جاء متوازيًا مع تحركات داخل المؤسسة العسكرية والأكاديمية الإسرائيلية، حيث آلاف الجنود والضباط يطالبون بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل.
وأضاف أن التسجيل يحمل اتهامًا مباشرًا لنتنياهو بالديكتاتورية والكذب، ويحمّله مسؤولية تعطيل أي صفقة محتملة، في حين يوجه رسالة عتب قوية إلى ترامب، باعتباره الشخصية الوحيدة القادرة على فرض موقف فعلي، على حد قول الحيلة.
في التسجيل، ظهر ألكسندر منهكًا وبصوت يائس، قائلاً: *"نعتقد حقًا أننا سنعود إلى ديارنا جثثًا، لا أمل لدينا."* ووجه انتقادات حادة لحكومة نتنياهو، قائلاً: *"أراه يسيطر على البلاد كديكتاتور، وقد علمت أن حماس كانت مستعدة لإطلاق سراحي، لكنكم رفضتم وتركتوني."*
وفي رسالة مباشرة إلى ترامب، قال: *"كنت أؤمن بأنك ستتمكن من إنقاذي، فلماذا سمحت لنفسك بأن تقع ضحية لأكاذيب نتنياهو؟"*
هذا الظهور هو الثاني لألكسندر، بعد تسجيل أول نُشر في 30 نوفمبر، أعرب فيه عن مخاوفه من مصير مشابه لمواطنه الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، المحتجز هو الآخر في غزة.
بث هذا الفيديو يأتي ضمن معركة إعلامية ونفسية واضحة، تستخدم فيها المقاومة أدواتها بحنكة لإحداث ضغط سياسي وإنساني مركّب، يعيد ترتيب أولويات الأطراف المعنية، في ظل تعثر الحلول السياسية.








.jpg)