- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الهند والشرق الأوسط.. هل تكون نيودلهي بيدقا لواشنطن ضد بكين بالمنطقة؟
الهند والشرق الأوسط.. هل تكون نيودلهي بيدقا لواشنطن ضد بكين بالمنطقة؟
- 27 مايو 2023, 1:02:18 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رصد تحليل نشرته منصة "the new arab" ملامح تزايد توغل الهند في الشرق الأوسط وتكثيف تعاونها مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في تلك المنطقة، مثل الإمارات والسعودية وإسرائيل ومصر، ومحاولات واشنطن الاستفادة من ذلك الزخم وتحويله إلى أداة لمقاومة تصاعد النفوذ الصيني في المنطقة.
ومنذ دورها في التوسط بالمباحثات واستعادة العلاقات بين السعودية وإيران، دخل نفوذ الصين في الشرق الأوسط مرحلة جديدة، وفق متابعين، لكن هناك الهند أيضا، والتي تبرز بهدوء كلاعب مهم يسعى إلى تحقيق نجاحات في المنطقة.
ويلفت التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد" إلى الاجتماع الذي عقد في الرياض في 7 مايو/أيار الجاري والذي شارك فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مع نظيريه الإماراتي والهندي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث ناقشوا توسيع التعاون بشكل كبير.
منتدى I2U2
ويعتبر التحليل أن هذا الاجتماع هو نتيجة العديد من الاجتماعات التي عقدتها مجموعة I2U2 منذ يوليو/تموز 2022، وهي المجموعة التي تتألف من الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، وتركز بشكل أساسي على النمو الاقتصادي والتآزر التجاري، بدلاً من المسائل الاستراتيجية أو السياسية.
وعلى الرغم من الحديث عن تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تسعى واشنطن حاليًا لدمج إستراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ، والتي تتضمن كبح توسع الصين في تلك المنطقة، مع انخراطها في الشرق الأوسط.
وتأمل واشنطن في تحقيق ذلك من خلال الاستفادة من العلاقات مع نيودلهي، ما يدل على الترابط المتزايد بين هاتين البؤرتين الجيوسياسية الساخنة.
وقد تم الكشف عن احتمالية وجود هذه الروابط الأعمق في الشرق الأوسط في البداية في عام 2021، حيث شكلت الهند وإسرائيل والإمارات ما يصفه محللون بـ"التحالف الهندي الإبراهيمي".
وبناءً على مبادرات مثل "اتفاقيات إبراهيم"، حيث طبعت إسرائيل والإمارات العلاقات، ترى الولايات المتحدة في هذا التحالف الهندي الإبراهيمي المحتمل فرصة "لفعل المزيد بموارد أقل" في المنطقة.
علاوة على ذلك، كانت "اتفاقيات إبراهيم" مفيدة للهند، لأنها سهلت إطار عمل نيودلهي للعمل على المستوى الإقليمي، وفقا للتحليل.
مصالح الهند بالشرق الأوسط
وبات للهند مصالح متعددة في الشرق الأوسط، حيث تتشارك مع الإمارات والسعودية ومصر وإسرائيل في رفض الإسلام الحركي، أو ما يعرف بـ"الإسلام السياسي"، فالهند لديها مخاوف بشأن "الأيديولوجيات المتطرفة" في الشرق الأوسط التي تلهم حركات مماثلة في جنوب آسيا.
بالإضافة إلى ذلك، أقامت الهند تحالفًا وثيقًا مع إسرائيل، على الرغم من إقامة علاقات دبلوماسية كاملة فقط في عام 1992، واستفادت نيودلهي من ذلك بشراء الأسلحة الإسرائيلية والمعدات الأمنية المتطورة التي استخدمتها في كشمير.
أيضا، وفرت الإمارات استثمارات مهمة للهند في كشمير أيضا، ما ساعد نيودلهي على توطيد نفوذها هناك.
وبشكل عام، تعتبر الهند مجلس التعاون الخليجي شريكًا اقتصاديًا أساسيًا، حيث تستفيد من واردات الهيدروكربون وتحويلات المغتربين الهنود.
أيضا نمت العلاقات الثنائية بين القاهرة ونيودلهي بشكل متزايد، مدفوعة باعتراف الهند بموقع مصر الحاسم في البحر الأبيض المتوسط وأهميتها الاقتصادية والعسكرية، ويمكن أن تعزز هذه العلاقات مسألة انضمام مصر إلى منتدى I2U2، ما يزيد من تعزيز تعاونها مع الهند.
بيدق ضد الصين
ويرى التحليل أن جهود الولايات المتحدة وراء مجموعة I2U2 قد تعكس مخاوف واشنطن بشأن نفوذ الصين المتزايد في الشرق الأوسط.
ويمكن أن تعمل البنية التحتية الجديدة التي تربط جنوب آسيا والشرق الأوسط بالتوازي مع البنية التحتية الممولة من مبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI) وقد تقوض بكين، كما كشف مسؤول إسرائيلي سابق كان مشاركًا بشكل مباشر في المناقشات المبكرة حول مشروع الاتصال بالمنتدى، قائلا: "لم يقل أحد ذلك بصوت عالٍ، لكن الأمر يتعلق بالصين منذ اليوم الأول".
وحافظت الهند على نهج حذر تجاه مشاركة الصين في المنطقة.
وبينما رحبت الهند بمبادرات مثل "اتفاقات إبراهيم" والتعيينات المتبادلة الأخيرة لسفيرين إماراتي وإيراني، عكس صمت نيودلهي بشأن المحادثات السعودية الإيرانية التي توسطت فيها الصين تحفظاتها على نفوذ بكين.
ويستدرك التحليل، مذكرا أن الهند قد تفضل العمل مع الولايات المتحدة على الصين في الشرق الأوسط؛ ومع ذلك، لا يزال لديها نهجها المستقل في المنطقة بما يتجاوز الرؤية الإستراتيجية للولايات المتحدة. والدليل على ذلك هو مناقشات دلهي مع أبوظبي لتسوية التجارة غير النفطية بالروبية الهندية مقابل الدولار الأمريكي، على الرغم من أن تجارة النفط لا تزال مستقرة بالدولار.
وهناك أيضا مشكلة تقف أمام تحول منتدى I2U2 إلى جبهة ضد الصين، وهو أن باقي أطرافه، لا سيما الإمارات وإسرائيل لديهما علاقات متوازنة مع بكين، ومن المثير للاهتمام أن الرياض وأبوظبي والقاهرة أعربت حتى عن رغبتهم في الانضمام إلى مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) وهي رابطة لا تحمل ودا للولايات المتحدة.