- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
ما هو موقع الهند من عمليات إعادة ضبط العلاقات في الشرق الأوسط؟
ما هو موقع الهند من عمليات إعادة ضبط العلاقات في الشرق الأوسط؟
- 19 مايو 2023, 7:48:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يتناول مقال نيرانجان مرجان في "جيوبوليتكس" الذي ترجمه "الخليج الجديد" عمليات إعادة الضبط من داخل المنطقة وخارجها ويركز على موقف الهند. ويشير المقال إلى أنه كان هناك تقارب بين السعودية وإيران، وبين دول الخليج وسوريا، وبين الإمارات وقطر.
وتتعلق عمليات إعادة الضبط الخارجية بنفوذ الصين المتزايد وتأثير الولايات المتحدة المتضائل الواضح في الشرق الأوسط. وحتى في الوقت الذي تتشكل فيه عمليات إعادة التنظيم هذه، استمرت الهند من جانبها في تواصلها المستمر مع المنطقة.
وينوه الكاتب أن الهند كثفت من ارتباطاتها القوية بالفعل مع المنطقة. ففي الفترة من 1 إلى 3 مايو/أيار الجاري، قام وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية موراليدهاران بزيارة السعودية. وجاءت زيارة موراليدهاران في أعقاب تنسيق عملية كافيري التي نفذها الجيش الهندي لإنقاذ المواطنين الهنود الذين تقطعت بهم السبل في السودان.
وكان دور السعودية هو الأهم في مهمة الإنقاذ هذه، حيث قدمت قاعدة للقوات البحرية والجوية الهندية لتنفيذ هذه العملية. كما سافر مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال إلى إيران في 1 مايو/أيار الجاري.
ويضيف المقال أنه في وقت لاحق، التقى مستشارو الأمن القومي للهند والسعودية والولايات المتحدة والإمارات في الرياض بالسعودية. وركز هذا الاجتماع على تطوير بنية تحتية مشتركة تربط دول الخليج والدول العربية بروابط سكك حديدية ثم تمتد هذا الربط إلى الهند عبر ممرات ملاحية.
ويرى الكاتب أن ربط الشرق الأوسط بجنوب آسيا سيعطي دفعة كبيرة للعلاقات الاقتصادية بين الهند ودول الشرق الأوسط.
وسيوسع هذا المشروع أيضًا تعاون الهند في البنية التحتية ليشمل الشرق الأوسط علما أنه في وقت سابق شاركت الهند في مشروع السكك الحديدية في سريلانكا ومشروع مترو في موريشيوس.
ينوه المقال أن الهند حرصت على إقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية وإسرائيل ثم أصبحت بعد "اتفاقات إبراهيم" قادرة على التنقل بحرية وفعالية أكبر في المنطقة، ولم يعد التوازن عاملاً مهماً للهند على الأقل بين الدول العربية وإسرائيل. وسمحت عملية إعادة التنظيم هذه أيضًا للهند بالمشاركة في مبادرة رباعية جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات.
ويشير المقال إلى أنه بالرغم من تعرض الشرق الأوسط لخصومات بين الدول العربية وإيران، وإيران وإسرائيل. ومع ذلك، فإن خطوط الصدع الداخلية هذه لم يكن لها تأثير كبير على ارتباطات الهند حيث كانت الهند قادرة على الحفاظ على علاقات ودية مع جميع الكيانات الثلاثة.
ويشير المقال إلى أنه في حين كان للعامل الإقليمي تأثير ضئيل على علاقات الهند مع الدول العربية وإسرائيل، فقد قام بتكييف علاقات الهند مع إيران في عدة مناسبات. لم يؤثر التنافس بين الدول العربية، خاصة السعودية وإيران، على علاقات الهند الوثيقة مع كليهما. حتى في ذروة التنافس بينهما، كانت السعودية وإيران من بين أكبر موردي النفط الخام إلى الهند.
ومع ذلك، يقول الكاتب إنه لطالما ألقت علاقات الهند مع الولايات المتحدة بظلالها على العلاقات الهندية الإيرانية حيث صوتت الهند ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرتين، في عامي 2005 و2009 بشأن القضية النووية. كانت هذه هي الفترة التي كانت فيها الهند تتفاوض بشأن اتفاق نووي خاص بها مع الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، فإن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 جعل من الصعب على الهند وإيران الاستمرار في تجارة الطاقة. كما أوقفت الهند مشتريات النفط من إيران في مايو/أيار 2019 امتثالاً للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة.
ويؤكد الكاتب أن إيران دولة ذات أهمية استراتيجية للهند. فالهند هي أحد أصحاب المصلحة في إيران حيث تقوم الأولى بتطوير مشاريع مثل ميناء تشابهار وممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب للتواصل مع أفغانستان وآسيا الوسطى. ومع ذلك، باستثناء مشاريع الربط، هناك ارتباطات قليلة بين الهند وإيران. ولا تملك إيران الثقل الاقتصادي للدول العربية للاستثمار في الهند. كما أن إيران لا تستضيف الشتات الهندي كما تفعل الدول العربية. ولهذا يخلص الكاتب أن الهند لديها علاقات جيدة مع الدول العربية ولكن ليس مع إيران.
ويضيف في حين أن التقارب بين السعودية وإيران من شأنه أن يغير الديناميكيات الداخلية للشرق الأوسط، فإن هذا التطور لن يؤثر بالكاد على ارتباطات الهند مع إيران. لكن محاولات الولايات المتحدة لإعادة تنظيم نفوذها الخاسر الواضح في المنطقة يمكن أن يكون لها تأثير على ارتباطات الهند.
وفي هذا السياق يُنظر إلى أحدث مبادرات الاتصال بين الهند والسعودية والولايات المتحدة والإمارات على أنها معارضة لمبادرة الحزام والطريق الصينية.
ويشير المقال إلى أن عامل المحيطين الهندي والهادئ والصين أدى إلى زيادة قرب الهند من الولايات المتحدة. لكن من غير المرجح أن يغير عامل الصين علاقات الهند مع الدول العربية حيث تعمل الدول العربية على تحقيق التوازن في علاقاتها مع الولايات المتحدة والصين. وبالمثل، فإن هذه الدول لديها علاقات متنوعة مع الهند. لكن إيران، بسبب الصراع مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، تعزز علاقاتها مع الصين.
من هذا المنظور، وفقا للمقال أصبح الشرق الأوسط مجموعة فرعية من التنافس بين الولايات المتحدة والصين. وبالرغم من أن الهند حافظت على علاقات ودية مع الولايات المتحدة وإيران، لكن بصمة الصين المتزايدة قد تجعل الهند تحد من علاقاتها مع إيران.
ويختم المقال بالقول إن الهند أحد أصحاب المصلحة في الشرق الأوسط. لكن الهند هي أيضًا قوة مهمة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولا سيما منطقة المحيط الهندي والخلاف في هذا الفضاء الاستراتيجي من شأنه أن يشكل نهج الهند في الشرق الأوسط.