بروتوكول هانيبال بدأ مبكرا.. شاهدة عيان: الجيش الإسرائيلي قصف منزلا به أطفال يوم 7 أكتوبر

profile
  • clock 27 نوفمبر 2023, 11:59:54 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كشفت شاهدة عيان إسرائيلية، أن جيش الاحتلال حاصر منزلا في مستوطنات غلاف غزة، خلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، وقتل كل من بالمنزل من مقاتلي حماس وحتى من المستوطنين الإسرائيليين.

كانت وسائل إعلام عبرية قد تحدثت، الأسبوع الماضي، أن فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً تدعى ليل هتزروني، فقدت حياتها في هجوم "حماس" على كيبوتس (مستوطنة) في منطقة بئيري يوم 7 أكتوبر الماضي.

اتهامات إسرائيلية لحماس

وزعمت تقارير إسرائيلية أن ليل، نقلت بعد مقتل جدها أفيا، إلى مكان آخر برفقة شقيقتها التوأم ياناي وخالتها أيالا، وتم قتلها مع أكثر من 10 أشخاص محتجزين هناك.

وزعمت التقارير أيضاً أن "حماس أشعلت النار في المبنى" دون أن تقدم دليلاً قاطعاً على هذه المزاعم.

وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، استغرقت عملية التعرف على ياناي من خلال الحمض النووي نحو أسبوعين، في حين تم التعرف على ليل، التي احترق جسدها بالكامل، بعد 6 أسابيع.

وفي تعليقه على الحادثة التي أثارت صدى لدى الرأي العام الإسرائيلي أيضاً، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، في منشور عبر منصة "إكس"، إن ليل "قُتلت على يد وحوش حماس في 7 أكتوبر"، على حد زعمه.

شاهدة عيان تكذبهم

ومع ترديد تلك المزاعم، جاءت شهادة أوردت ياسمين بورات، في 15 نوفمبر، عن تفاصيل عن يوم الحادثة، لتنسف الرواية الإسرائيلية.

وفي حديثها إلى إذاعة "كان" الإسرائيلية (رسمية)، قالت "بورات" إنها كانت تُحتجز في منزل الشقيقتين التوأم قبل إخراجها منه.

وأوضحت بورات أنها كانت تحتجز في منزل يوجد فيه عناصر "حماس"، حيث كان المنزل محاصراً من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وبعد فترة قرر أحد عناصر "حماس" الاستسلام، حسب بورات، التي قالت إن هذا العنصر أخذها وخرجا من المنزل.

وأضافت بورات أن قوات الأمن الإسرائيلية استجوبتها هي وعنصر "حماس"، وأشارت إلى أنه خلال استجوابها الذي دام 3 ساعات، قدمت للمسؤولين الإسرائيليين عدد المدنيين الذين كانوا في المنزل، وموقع احتجازهم داخله، وتفاصيل مما تذكرته عن المنزل.

وأكدت بورات أن الاشتباكات كانت تتواصل أثناء استجوابها، وذكرت أنه بعد حوالي 4 ساعات من تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر "حماس"، وصلت دبابة أمام المنزل حوالي الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي.

وتكمل بورات شهادتها: "قلت لنفسي، لماذا يطلقون النار على المنزل بالدبابات؟ سألت الناس بجواري لماذا يطلقون النار؟"، فقالوا لي إنه يتم إطلاق النار لتدمير الجدران من أجل تطهير المنزل (من حماس)".

والطفلة ظلت صامتة بعد نيران الدبابات الإسرائيلية، وقالت بورات: "أعلم أن الدبابة أطلقت قذيفتين"، مبينةً أنها توصلت إلى نفس النتيجة التي قالها صاحب المنزل هداس داغان، الذي أخبرها بأن الطفلة ليل كانت على قيد الحياة حتى وقوع الانفجارين الكبيرين اللذين حدثا بعد وصول الدبابات.

تابعت: "قال لي صاحب المنزل داغان، الفتاة (ليل) لم تتوقف عن الصراخ، ثم توقفت ثم ساد صمت بعد قذيفتي الدبابة"، وأوضحت بورات قائلة: "إذن، ماذا نفهم من هذا؟ بعد إطلاق الدبابة قذيفتين مات الجميع تقريباً، على الأقل هذا ما أفهمه من حديثي مع هداس".

وعن مقتل ليل قالت: "إذا سألتني، أعتقد بناءً على ما حدث في المنازل الأخرى، أنها (ليل) كانت محروقة بالكامل على ما يبدو".

بوتوكول هانيبال

وتُضاف هذه الشهادة، إلى ما قاله الطيار العسكري الإسرائيلي نوف إيرز، بأنه من المحتمل أن تكون قوات بلاده نفذت "بروتوكول هانيبال" خلال تعاملها مع هجوم حركة "حماس" يوم 7 أكتوبر 2023، وهو بروتوكول يستخدمه جيش الاحتلال لمنع أسر جنوده، حتى لو أدى إلى قتلهم.

جاء ذلك في تصريح أدلى به الطيار لصحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، وقال إيرز إنه "من غير المعروف ما إذا كانت الطائرات الحربية والمسيرات أطلقت النار على الرهائن حينما تعاملت مع الهجوم الذي شنته حماس".

وأضاف: "يبدو أن بروتوكول هانيبال تم تنفيذه في مرحلة ما" يوم 7 أكتوبر.

تابع الطيار أنه "عند اكتشاف حالة احتجاز أسرى، فهذا يستوجب "هانيبال"، علماً بأن مناورات "هانيبال" التي أجريناها طوال الأعوام العشرين الماضية كانت تقتصر على مركبة واحدة تقل أسرى، أما ما رأيناه (7 أكتوبر) فيعد بمثابة هانيبال واسع النطاق".

و"هانيبال" هو بروتوكول عسكري مثير للجدل يُنسَب استخدامه للجيش الإسرائيلي منذ اعتماده رسمياً عام 2006، ويتيح المخاطرة بحياة الجنود الأسرى.

وعاد البروتوكول للواجهة مجدداً بعد أسر فصائل فلسطينية بغزة عشرات الجنود الإسرائيليين بينهم عسكريون برتب رفيعة في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي.

قصف حفل رعيم

وكذلك أظهر تقرير سابق لصحيفة "هآرتس"، أن مروحية عسكرية إسرائيلية أطلقت النار على "مسلحين فلسطينيين"، وإسرائيليين من المشاركين في حفل نظم قرب كيبوتس "رعيم" في غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي.

وذكرت "هآرتس" أن تقييمات المؤسسة الأمنية أظهرت أن "مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى مكان الحفل وأطلقت النار على منفذي هجمات هناك، وكما يبدو أصابت أيضاً بعض المشاركين في المهرجان (في إشارة إلى الإسرائيليين)".

وأوضحت الصحيفة أن التقييم الأمني "استند إلى التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية مع مسلحي حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل".

ولمدة 48 يوماً شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، توقفت مؤقتاً يوم الجمعة 24 نوفمبر 2023، بموجب هدنة تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية ومن المفترض أن تنتهي اليوم الإثنين ما لم يتم تمديدها، وتضمنت الهدنة تبادل أسرى ودخول مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية ووقود إلى القطاع.

خلال أيام الحرب قتل جيش الاحتلال 14 ألفاً و854 فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
 

التعليقات (0)