- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
بسبب سوريا.. توازن تركيا الحساس بين روسيا والغرب يدخل مرحلة صعبة
بسبب سوريا.. توازن تركيا الحساس بين روسيا والغرب يدخل مرحلة صعبة
- 3 ديسمبر 2022, 10:47:08 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال موقع "the conversation" إن تركيا تحاول حاليا تنفيذ عملية موازنة قد تكون الأصعب بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى، وهي حالة فرضت عليها بعد تداعيات الحرب في أوكرانيا، والقلاقل في المناطق التي يوجد فيها المسلحون الأكراد المناوئون لتركيا في سوريا والعراق.
وأوضح التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه بينما وضعت الحرب في أوكرانيا تركيا في دائرة الضوء جيوسياسيا بشكل غير مسبوق، كدولة عضو في حلف الناتو الغربي ولها علاقات خاصة مع روسيا في نفس الوقت، تستعد أنقرة لشن عملية عسكرية في شمالي سوريا ستمثل تحديا كبيرا لعلاقاتها مع روسيا والولايات المتحدة.
ومن المعروف أن روسيا هي الحليف الرئيسي للنظام السوري، بينما تدعم الولايات المتحدة الأكراد في شمالي سوريا، ما يجعل العملية العسكرية التركية المرتقبة هناك مخاطرة حساسة واختبار حاسم لنجاح أنقرة في سياسة التوازن الناجحة حتى الآن بين موسكو وواشنطن، بحسب التقرير.
وقد استجابت كل من روسيا والولايات المتحدة، اللذين يقفان على طرفي نقيض في الصراع السوري المستمر، للتطورات، حيث حثتا على توخي الحذر.
ووفقًا للتقارير الأخيرة، يشارك مسؤولون روس بنشاط في التوسط في صفقة بين تركيا والمقاتلين الأكراد السوريين.
وفي غضون ذلك، لا تزال الولايات المتحدة قلقة بشأن عملية برية تركية محتملة تعرقل عملياتها ضد تنظيم "الدولة" في سوريا.
وعلى مدى المئة عام الماضية، تمحور القادة الأتراك بنجاح بين روسيا والغرب، لكسب أو توسيع القوة الاقتصادية أو الجيوسياسية أو الاجتماعية، وهو توازن بدأ منذ توقيع معاهدة "الأخوة والصداقة" في موسكو عام 1921 بين السوفييت والقوميين الأتراك، والذي أسس لتحالف بينهما قائم على رفض الإمبريالية الغربية.
لكن بعد إقامة الدولة التركية المستقلة عام 1923 بدأت تتوتر الأمور بين تركيا وروسيا، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية بدأت روسيا تطالب بتواجد عسكري في مضيقي البسفور والدردنيل بذريعة حماية الأمن القومي الروسي، فتوجهت تركيا نحو حلف الناتو الغربي.
وبين عامي 1992 و1996 عاد الوفاق الروسي التركي، ووقع المسؤولون الروس والأتراك 15 اتفاقية وبروتوكولًا ثنائيًا. أصبحت منطقة البحر الأسود مركزًا للتعاون الاقتصادي الثنائي
ومع بداية الألفية الجديدة، أدت الحرب في العراق وظهور الأكراد العراقيين كقوة إقليمية إلى تعقيد علاقة تركيا بالولايات المتحدة التي دعمت الأكراد ضد "صدام حسين".
وفي المقابل، تعمقت الشراكة مع روسيا من خلال التجارة والطاقة والأمن الإقليمي والتعاون، وأصبحت روسيا إحدى الركائز الأساسية في إعادة توجيه السياسة التركية بعيدًا عن الوعود الفاشلة بالاندماج في الاتحاد الأوروبي.
لكن تحول سوريا إلى منطقة حروب بالوكالة على حدود تركيا، مع عدد كبير من السكان الأكراد يسعون إلى الحكم الذاتي وإقامة الدولة، خلق توترات جديدة، وكانت هناك أيضًا موجة هائلة من اللاجئين الفارين من الحرب إلى تركيا، وهنا بدأ التوازن التركي مع روسيا والغرب يأخذ منحنى أكثر حساسية، نظرا لتداخل موسكو وواشنطن في الأزمة السورية.
وعندما أسقطت القوات التركية في عام 2015 طائرة روسية كانت تحلق فوق الأجواء التركية تقل عسكريين إلى سوريا، توقفت العلاقات الروسية التركية، وبدأت موسكو تحركا سريعا لمعاقبة أنقرة، لكن الأزمة تم احتواؤها بسرعة، بمبادرة تركية بالأساس، لكن ذلك لم يمنع الرئيس التركي "أردوغان" من إدانة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وخلص التقرير إلى أن "أردوغان" حاليا يحاول تنفيذ مناورة شديدة الحساسية والصعوبة للوفاء بالتزامات تركيا في حلف الناتو مع الحفاظ على تحالفها مع روسيا، كما أنه القائد الوحيد تقريبا الآن الذي يمكنه عقد صفقات دبلوماسية وإنشاء قنوات خلفية بين الروس والأمريكيين.
المخاطر كبيرة والانتخابات الرئاسية التركية تلوح في الأفق في يونيو/حزيران 2023، ولم يكن أداء "أردوغان" جيدًا بشكل خاص في استطلاعات الرأي، وربما يعتمد على قضايا الأمن القومي ويزيد نفوذه الدولي لتعزيز شعبيته وهو يتجه نحو صناديق الاقتراع.