تكبير الخط تصغير الخط

في استعراض للقوة العسكرية دعما لإسرائيل ومنعا لتوسع الصراع الراهن، صعّدت البحرية الأمريكية وجودها في الشرق الأوسط، الأحد الماضي، بنشر غواصة نووية من طراز "أوهايو"، بحسب تقرير لموقع "بوليتيكس توداي" الأمريكي (politics today).

ولفت الموقع، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل حرب متواصلة منذ أكثر من شهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، ضمن توترات وصلت إلى نقطة الغليان في المنطقة.

وأكدت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الأحد، أن الغواصة المتقدمة القادرة على حمل 24 صاروخا نوويا من طراز " Trident II D5"، وصلت إلى منطقة عملياتها في 5 نوفمبر الجاري.

وهذه الخطوة تؤكد على تكثيف كبير للأصول العسكرية الأمريكية، بعد إرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في "تأكيد على التزام واشنطن بالاستقرار الإقليمي والدفاع عن إسرائيل"، كما تابع الموقع.

وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

وقال الموقع إنه "في حين أن الموقع الدقيق للغواصة الأمريكية لا يزال غير معروف، فإن نشرها يمثل رسالة مفتوحة إلى إيران وحليفتها جماعة "حزب الله" اللبنانية، اللذين تتهمهما واشنطن بإذكاء الصراع".

وتعتبر كل من تل أبيب وطهران العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل احتلال أراض ٍ في لبنان وفلسطين وسوريا منذ حرب 1967.

وشدد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان مؤخرا، على الردع ضد أي جهة تسعى إلى تصعيد الوضع في الشرق الأوسط.

ويأتي استعراض القوة الأمريكي في وقت يجري فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن جولة في الشرق الأوسط، حيث يتواصل مع قادة الأردن ومصر وتركيا وإسرائيل ودول أخرى.

ومنذ 32 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، قتل فيها 10 آلاف و22 فلسطينيا، بينهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وأصاب أكثر من 25 ألفا آخرين، كما قتل 160 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

فيما قتلت "حماس" ما يزيد عن 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 3 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
رد عسكري

ولم تقصر الولايات المتحدة ردها العسكري على عمليات الانتشار البحري، إذ تم إرسال نحو 1000 جندي أمريكي إلى المنطقة، إلى جانب قوات من العمليات الخاصة لتقديم الدعم الاستشاري للجيش الإسرائيلي، كما زاد الموقع.

وأضاف أنه من المقرر أن تعمل التعزيزات الدفاعية، بما في ذلك أنظمة صواريخ "ثاد" و"باتريوت"، على تعزيز البنية التحتية الأمنية للحلفاء في دول مجلس التعاون الخليجي.

وعلى الرغم من النشاط العسكري المتزايد، فقد أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) العميد بات رايدر أن هدف واشنطن يتمثل في ردع التصعيد الإقليمي وحماية مصالح الولايات المتحدة وشراكاتها.

واعتبر الموقع أن "وجود الغواصة من طراز أوهايو في الشرق الأوسط هو شهادة على القدرات الاستراتيجية للولايات المتحدة وموقفها الثابت بشأن الحفاظ على الأمن والنظام في منطقة محفوفة بالتحديات التاريخية والمعاصرة".