- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
من أرض الميدان.. تفاصيل السيطرة العسكرية لـ أبطال غزة أمام جيش الاحتلال
من أرض الميدان.. تفاصيل السيطرة العسكرية لـ أبطال غزة أمام جيش الاحتلال
- 7 نوفمبر 2023, 7:58:50 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يعرض موقع "180 تحقيقات" في السطور التالية، تقديرا مفصلا للموقف في فلسطين منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" المباركة وحتى اليوم.
أولاً الموقف:
في صفحة العدو القتالية ؛ لا يزال العدو منذ بدئ مناورته البرية في 27 أكتوبر يحاول تثبيت قواته على مساحات جغرافية في منطقة الجهد الرئيسي للعمليات من خلال العمل على أربعة محاور جهد رئيسية:
1. المحاور الشمالي الغربي : دوغيت بيت لاهيا جباليا الصفطاوي.
2. المحور الشمالي الشرقي : سيدروت بيت حانون.
3. المحور الشرقي : مفساليم المقبرة الريس الكاشف جباليا التفاح.
4. المحور الجنوبي الشرقي : كارني الزيتون تل الإسلام باتجاه شارع الرشيد.
5. محور الساحل البحري لمدينة غزة : حيث تشارك القطاعات البحرية للعدو في عمليات القصف التمهيدي لقواته أو الإشغالي والتثبتي للقوات الصديقة المنتشرة على الحافة الغربية لمدنية غزة ، كحرس مقدمات وقوات حاجب بحري صديق.
ففي المحور الشمالي الغربي ـ محور الجهد الرئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ : شهد هذا المحور عمليات قصف عنيفة ليلة أمس ، كغطاء ناري لتقدم قوات العدو في المناطق الداخلية لبقعة العمليات في منطقة العطاطرة والسودانية وجباليا ومخيم الشاطئ، ولتأمين اندفاع العدو على محور شارع الرشيد بالتجاه مخيم الشاطئ .
أما في المحور الشمالي الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ : فما زال العدو يتعرض على المنطقة من ثلاثة محاور فرعية :
1. شمالي غربي: إيرز صلاح الدين تل الزعتر .
2. شمالي شرقي: سدروت الحافة الأمامية للمناطق السكنية في الشمال الشرقي من بيت حانون .
3. الجنوب الشرقي : مفساليم الحافة الأمامية للمناطق السكنية في الجنوب الشرقي من بيت حانون .
وما زالت العمليات على هذا المحور دائرة بين تشكيلات العدو ودفاعات المقاومة العاملة عليه ، حيث يتعرض المقاومون على العدو بالغارات والكمائن ، التي أوقعت فيه خسائر بشرية ومادية.
أما في المحور الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ : " مفساليم " المقبرة الريس الكاشف جباليا التفاح ؛ فلا زال موقف العدو في هذه المحور لم يتغير عما كان عليه بالأمس ، حيث تدور اشتباكات بين تشكيلات المقاومة وقوات العدو العاملة عليه .
أما في المحور الجنوبي الشرقي ـ محور جهد رئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ : كارني صلاح الدين الزيتون تل الإسلام جنوب الشيخ عجلين ؛ فما زال الموقف على هذا المحور كما كان عليه بأمس ـ 05 11 2023 ـ حيث يتعرض العدو مسبوقاً بنار المدفعية والطيران التمهيدية على الحافة الأمامية للمناطق السكنية ، كما سُجل بالأمس نزول فعلي لقوات من الفرقة 36 على شارع الرشيد جنوب الشيخ عجلين ، بعد أن كانت متوقفة بعيدة عنه ولمدة خمسة أيام على مسافة 200 ـ 300.
أما في محور الساحل البحري : لم تسجل بالأمس أي عمليات إبرار على سواحل غزة ، مع بقاء الجهد الناري من البحر ، كجهد إسناد وتغطية لقوات العدو العاملة على البر ، حيث قُصفت مناطق في مخيم الشاطئ و خان يونس ورفح انطلقاً من القطع البحرية الإسرائيلية .
أما في محاور الجهد الثانوي : حيث مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية الواقعة جنوب وادي غزة ؛ فلا زال العدو يحتك ، بالنار والمناورة ، مع تشكيلات المقاومة المنتشرة على الحافة الأمامية للمناطق السكنية في هذه المناطق ، بهدف إشغال وتثبيت ومنع هذه المناطق من توفير التعزيزات والاسناد لتشكيلات المقاومة العاملة في منطقة الجهد الرئيسي الواقعة شمال وادي غزة .
هذا وقد بقي العدو في الـ 24 ساعة الماضية يمارس ضغطه على البيئة الحاضنة للمقاومة ، مستهدفاً المنازل والمراكز الصحية والخدمية ومراكز إيواء النازحين . كما قصف العدو بالأمس سيارة مدنية تقل أم وأطفالها على الطريق بين " عيترون " و" عيناتا " في جنوب لبنان ، حيث ارتقى ثلاث بنات وجدتهن شهداء ، كما جرحت الأم ، حيث نقلت على مشافي منطقة النبطية اللبنانية . هذا وقد خرج الناطق الرسمي باسم جيش العدو بالأمس في مؤتمر صحفي مصحوباً بأفلام وخرائط للتدليل على استخدام حركة " حماس " للمرافق المدنية كنقاط تجمع وقيادة وسيطرة . وفي هذا السياق ؛ فقد بلغ عدد قتلى العدو من الجنود منذ بداية العملية البرية وحتى كتابة هذا الموقف 31 جندي.
وفي صفحة موقف المقاومة ؛ لا زالت المقاومة تتصدى للعدو على جميع محاور الجهد الرئيسي في منطقة شمال قطاع غزة ، وتتعرض عليه بعمليات التسلل والغارات ، والالتحام من مسافات قريبة مستخدمة عبوات "العمل الفدائي " وقذائف الياسين الترادفية ؛ كما تصدت له على محور بيت لاهيا ، ومتفرعاته في التوام والعطاطرة وأبراج الكرامة ، ومسجد الخالدي ، ومنطقة المدرسة الأمريكية شمال غرب بيت لاهيا . كما بقيت المقاومة مشتبكة مع العدو على المحاور الثلاثة التي يحاول من خلالها التقدم لاحتلال بيت حانون في الشمال الشرقي لقطاع غزة ، ملحقة به خسائر في الأرواح والآليات . كما منعت المقاومة العدو حتى الآن من التقدم على محور المقبرة الكاشف . أما في المحور الجنوبي الشرقي / حي الزيتون تل الإسلام الشيخ عجلين ؛ فلا زالت المقاومة في هذه المنطقة ، بالإضافة إلى تشكيلات المقاومة المنتشرة في منطقة المغراقة شمال وادي غزة ، تتصدى لقوات العدو وتتعرض عليه بالنار وبغارات المشاة وأسلحة م . د ، حيث أفيد عن تدمير المقاومة دبابة معادية بالقرب من تل الإسلام بصاروخ موجه من نوع " كونكورس " . كما بقيت المقاومة تصد محاولات تقدم العدو باتجاه المراكز الرئيسية في المحافظات الوسطى والجنوبية : دير البلح ، البريج ، خان يونس ، رفح . هذا وقد قصفت دفاعات المقاومة قوات العدو في منطقة " جحر الديك " شرق "المغراقة " بقذائف الهاون.
كما واصلت المقاومة قصفها بالصواريخ والمدفعية مدننا المحتلة في الداخل الفلسطيني: "تل الربيع" و"عسقلان" و"نتفوت" في النقب الغربي، ومواقع حشد العدو وتجمعه على غلاف غزة.
وفي السياق، استهدفت المقاومة العراقية ، قاعدة "تل بيدر" الأمريكية جنوب الحسكة السورية.
أما في جبهة الجنوب اللبناني ؛ فقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " مواقع العدو في "أفوفيم " و " مسكاف عام " و " بياض بليدا " و " الظهيرة " و " يفتاح " و " كريات شمونه" التي قصفت مرتين متتاليتين برشقات صاروخية ألحقت بالعدو خسائر بشرية ومادية . كم أسقط " حزب الله " طائرة مسيرة معادية كانت تجوب سماء النبطية .
وفي الضفة الغربية ؛ بقي العدو يبادر بعمليات الاقتحام والمداهمة ، واعتقال النشطاء ، ومنع المشاركة الحقيقية والفعلية التي من شأنها أن تخفف الضغط عن أهلنا في قطاع غزة ، حيث اقتحم مدن : طوباس ، وطول كرم ، ومخيم شعفاط ، وقلقيلية ، وطمون ، ونابلس ، والخليل .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ فقد استمرت التظاهرات الحاشدة تخرج مؤيدة للمقاومة ، وداعمة لشعبنا في معظم عواصم العالم العربي والإسلامي وبعض العواصم الغربية ، خاصة أمريكا التي ما زال المتظاهرون يجوبون مدنها مطالبين بوقف الحرب ، وتوقف دعم آلية القتل الصهيونية .
وفي الجهود السياسية ؛ لم يسجل شيء جديد يذكر في الموقف السياسي منذ أمس ، حيث ما زال الحديث يدور عن هدن إنسانية لتوفير ظروف مناسبة لإطلاق سراح بعض الأسرى لدواعي إنسانية ، أو اخراج مزدوجي الجنسية من قطاع غزة . كما شكر الوزير الأمريكي " بلنكن " بعد زيارته المقاطعة ، شكر سلطة الحكم الذاتي على ما تبذله من جهود في الحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية في هذه الظروف الاستثنائية ، راجياً ان تلعب ـ السلطة ـ دوراً رئيسياً في الترتيبات السياسية المقبلة الخاصة بغزة . إلّا أن ما صرح به وزير التراث الإسرائيلي " عميحاي الياهو " من أن القاء قنبلة نووية على غزة حل ممكن ؛ أثارت زوبعة سياسية داخل الكيان المؤقت وخارجه ، الأمر الذي دفع رئيس وزراء العدو " نتن ياهو" إلى تعليق مشاركة هذا الوزير في لقاءات الحكومة ، مع احتفاظه بحق التصويت على قراراتها .
ثانيا التقدير والتحليل:
بدأت العملية البرية المعادية منذ أربعة أيام تقريباً تأخذ طابع القتال الروتيني ، فقد استنفدت كل ما يمكن أن تقوم به أو تحققه من أهداف ، وتحولت إلى عمليات " أمن جاري " ساخنة ، بحيث تقوم قوات العدو بـ :
1. عمليات قصف نهاري معادي ، الهدف منه تثبيت أو اشغال محاور قتال ثانوية ، أو الضغط على بقع عمليات رئيسية في محاور الجهد الرئيسية في الشمال الغربي والشمال الشرقي والشرق والجنوب الشرقي والجنوب الغربي لمدينة غزة ، كما يهدف القصف هذا إلى تدمير ما يمكن من تحصينات للمقاومة ، ومرافق خدمية إنسانية تقدم خدمات للبيئة الحاضنة للمقاومة .
2. عمليات تقدم ليلي لقوات العدو ، في محاولة ( لقضم ) مساحات جغرافية ، لا تلبث أن تنسحب منها في النهار تحت وطأة ضربات المقاومين وتعرضهم عليه .
3. عمليات كر وفر وتعرض من قبل المقاومة على العدو، وتصدي دفاعاتها له على كافة المحاور في مختلف بقع العمليات ، ومنعه من تحقيق رؤوس جسور ، أو تثبيت نقاط ارتكاز عملياتية في بعض المناطق ، خاصة المناطق الواقعة جنوب وادي غزة .
وعليه وبناء على هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف خلال الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحوي الآتي :
1. إدامة العدو لعمليات قصفه لمدن ومخيمات قطاع غزة ، بهدف تدمير ما يمكن من بنى تحتية مجتمعية ، وتحييد ما يمكن تحيده من أصول بشرية ومادية للمقاومة .
2. بقاء عمليات المقاومة بين كر وفر ، وتعرض على العدو ضمن تكتيكات عمل العصابات في المناطق السكنية ـ غارات ، كمائن نارية أو بشرية ، قنص أفراد وآليات ـ بهدف الحاق أكبر كم من الخسائر البشرية والمادية في القوات الغازية ، ومنعاً للعدو من الاستقرار في جغرافيات تشكل تهديداً على أصل المهام الدفاعية للمقاومة .
3. قد نشهد بداية إقرار هُدن أو هدنة إنسانية غير مكتوبة بين الطرفين ، الأمر الذي يتطلب من عناصر المقاومة وكوادرها أخذ الحيطة والحذر تخوفاً من استغلال العدو لمثل هذه الظروف الميدانية للتعرض لهم بالقتل ، أو لحصوله على طرف خيط عبر مصادره البشرية والالكترونية ، يستثمره بعد انهاء مدة الهدنة في الوصول إلى المقاومين ومقار عملهم ، ونقاط ارتكاز عملياتهم .
4. بقاء المقاومة في جنوب لبنان ، والساحات البعيدة مشتبكة مع العدو بالنار ، مع تقديرنا أن جبهة الجنوب اللبناني ستشهد تطوراً تصاعدياً في شكل ومضمون اشتباكها مع العدو .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
المصدر: عبد الله أمين