تكبير الخط تصغير الخط

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن تل أبيب، ليشرف بشكل مباشر على استمرار العدوان على قطاع غزة، أو ربما للإشراف على الاجتياح البري المُتوقع. وهناك تسريبات ان عملية مستشفي المعمداني كانت من اجل توفير سماء امنة لاستقبال بايدن، ولردع المقاومة من استهداف مطار بن جوريون. كل المعلومات الاستخبارتية الاميريكية كانت تري تلك الزيارة في هذا التوقيت ىحلة محفوفة بالمخاطر العالية. خاصة ان بعدما تعرض المستشار الالماني والقيادة السياسية الاسرائيلية الي خطورة عالية خلال وصوله للمطار بسبب صواريخ المقاومة علي بن جوريون والتي اعترضتها الغلاف الاسرائيلي الأمني. فكان علي الاسرائيليين معهم الاستخبارات الاميريكية تامين تلك الزيارة قبل وبعد وصوله والهاء العالم والمقاومة عن القيام باي رد فعل اي تعطيل صواريخ المقاومة لبضع ساعات.

قال بايدن حين وصوله الي تل ابيب، أرسلت أميركا فريق من القوات الخاصة الأميركية، ونشرت طائرات في المنطقة دعماً لـ "إسرائيل". ذلك كله، لأن أميركا شعرت بتهديد أكبر هذه المرة على وجود "إسرائيل"، أي وجودها أيضاً في المنطقة. 

لليوم الثاني عشر للحرب، فالمقاومة استطاعت بضرباتها المتواصلة اخراج  القاعدة العسكرية الجوية حتسريم والتي تضم طرزين من الطائرات التي تستخدمها في حروبها وهي تقع في شمال النقب بل باغلاقها الكامل لها يعني تعطل كل غلاف النقب. 

وهذا يعني تطور مركزي لصالح المقاومة، كانت البداية في انتهاء عمل القواعد العسكرية كليا في غلاف غزة ، وافراغ الجيش الاسرائيلي من تلك المنطقة رغم ادعائهم باعادة السيطرة علي بعض المستوطنات.  اما التطور الثاني فرضتها تدحرج المعركة نفسها فكل الاحدائيات  الطيران للقاعدة الجوية حتسريم تم عزلها  اي ان غلاف النقب اصبح الان  معزولا ومعطلا وبالتالي النقب اي الجنوب لم يعد داخل السيطرة الاسرائيلية فعليا. الامر الذي استدعي تدخل سريع للاميريكان وارسال حاملتين طائرات اميريكية لتكون قاعدة لانطلاق الطيران الاسرائيلي اف 16 واف 15، وهكذا حضر بايدن بنفسه ليتفقد الوضع عن كثب بعد خسارة اسرائيل لقواعدها العسكرية المركزية في جنوب البلاد.

ماذا يعني غلاف النقب وتعطيل القواعد الجوية العسكرية، اي ان الصواريخ التي تنطلق من السماء الاسرائيلية تنطلق من الجنوب. بجانب وجود مفاعل ديمونة وهي بذلك يعني تعطيل كامل للقدرات العسكرية الاسرائيلية. 

هذا يعني ان اسرائيل محاصرة عسكريا من الجنوب في النقب بسبب تعطيل قواه العسكرية، وفي غلاف غزة وبعمق 40 كم لا يمكن السيطرة عليه، وفي الشمال نتيجة الهجمات من لبنان أو من المقاومة الفلسطينية ايضا في الجليل يعني انها تم تعطيل الشمال وعدم قدرتها علي وقف او الرد بقوة علي عمق اكثر من 10 كم.  أعلن "حزب الله" قتلى وإصابات خلال قصفه بالصواريخ وقذائف الهاون عدة مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة. وللمرة الأولى منذ بدء المعركة، أعلنت قوات الفجر أنها وجهت ضربة صاروخية لمواقع عسكرية إسرائيلية.

لا يبقي لاسرائيل غير الوسط الاسرائيلي والضفة الغربية، تلك منطقة تل ابيب والجهة الجنوبية للجليل ومدن الساحل هي منطقة غير فاعلة عسكريا او لا يمكن بها حسم الحرب فلا حاملات طائرات يمكن لها به حسم الحرب. ففي الضفة الغربية التي فقدت قوات السلطة الفلسطينية قدرتها علي السيطرة عليها فعليا، وهناك حالات رفض من قوات فلسطينية علي الاستجابة لطلب السلطة بؤاد الاحتجاجات والمواجهات الفلسطينيين مع جيش الاحتلال.  ورغم أن السلطة أعلنت الإضراب مجدداً كوسيلة لضبط الضفة وتسكينها، خاصة بعد حالة الغضب التي شهدتها الضفّة إثر مجزرة مستشفى المعمداني. إلا أنها شهدت مواجهات في عدة مناطق، واستشهد فتيان خلال مواجهات في قرية شقبا ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء المعركة إلى 68 شهيداً، ولا تزال الاحداث تتصاعد في الضفة الغربية التي تشتت بمواجهتها وحداث الجيش الاسرائيلي الذي يجيش بكامل قواه للاجتياح البري لغزة للنجاة باسرائيل.

ليس علي اسرائيل بعد الا ان تصنع نصر زائف يخدع به حلفائها ويهدئ الجبهة الداخلية لديه، فكل التحشيدات العسكرية الإسرائيلية، باتت عملية الاجتياح قريبة، إلا أنها ستواجه مقاومةً عتيدة، توعدت في عدة مرات باستعدادها للمواجهة، وقد دخلت المواجهة فعلًا بتدفيع الاحتلال خسائر في الأرواح وفي تعطيلها لقواتها العسكرية بجانب خسائرها الاقتصادية وخسائرها في الصناعات العسكرية، يقول موقع "إزرائيل ديفنس" الإسرائيلي المتخصّص في الشؤون الأمنية بأنه من وجهة نظر الصناعات الأمنية، أدّى الهجوم المباغت لـ"حماس" إلى سحب البساط من تحت أقدام الوعود البراقة التي منحتها هذه الصناعات إلى الرأي العام الإسرائيلي وإلى الكثير من الزبائن في الخارج. وأضاف أنه يجب التفكير منذ الآن بالزبائن الذين اقتنوا مثل هذه المنتجات كوسائل دفاعية عن الحدود واستشراف ما الذي يعتقدونه في ضوء ما شاهدوه من أعمال قتل في منطقة الحدود مع قطاع غزة. 

الصورة الدعائية العالمية الداعمة للاحتلال في اللحظة الأولى بدأت تقل وتيرتها، أمام تصاعدٍ للمواقف الدولية الرافضة للعدوان. وإن كان الاحتلال يسعى لتحقيق سلسلة من الأهداف على أرض غزة باجتياحها بريًا وسط دعم أمريكي غير مشروط، فإنه يواجه مقاومةً شرسة، وجبهات أخرى يُحتمل أن تدخل خط المواجهة. لذا نجد تراجع بايدن مساء اليوم في دعم اسرائيل كاملة بالقول أنه " لم نبلغ إسرائيل بأننا سندخل الحرب في حالة انضمام "حزب الله" للصراع.