- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تحليل إسرائيلي: "الحرية النووية" هدف إيران من علاقات الشرق الأوسط
تحليل إسرائيلي: "الحرية النووية" هدف إيران من علاقات الشرق الأوسط
- 2 مايو 2023, 12:29:22 ص
- 514
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر تحليل إسرائيلي أن إيران تهدف من إعادة علاقاتها مع جيران الشرق الأوسط من الدول العربية إلى تحقيق هدف "الحرية النووية"، بما يناقض استراتيجية الدولة العبرية، التي تضع محاربة محاولات طهران لامتلاك السلاح النووي على رأس أولوياتها.
وذكر، يونا جيرمي، في التحليل المنشور بصحيفة "جيروزاليم بوست" وترجمه "الخليج الجديد"، أن استراتيجية إسرائيل في مواجهة إيران تضمنت مزيجًا من العمليات السرية والسيبرانية ضد الأصول النووية والأفراد المرتبطين بالبرنامج النووي، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية لعزل إيران عالميًا على الساحتين، الأمريكية والأوروبية، وإقليميًا بين العديد من الدول العربية السنية.
وتراوح تنفيذ الاستراتيجية الإسرائيلية بين النجاح ببراعة والإخفاق، لكن الأيام والأسابيع الأخيرة أظهرت أن الجمهورية الإسلامية تبذل قصارى جهدها لتحدي أساس الاستراتيجية نفسها.
فقيام إسرائيل بعمليات ضد إيران يكتسب مجالا وشرعية أكبر عندما تشعر غالبية الدول العربية في المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بالتهديد الإيراني، وتكون في عداء مفتوح مع "المحور الشيعي" بحسب توصيف المحلل الإسرائيلي.
تقارب مع العرب
ولذا تعمل إيران على تعزيز العلاقات مع دول الشرق الأوسط الأخرى، ووقعت مع السعودية، الشهر الماضي، اتفاقًا لإنهاء الأعمال العدائية والعودة إلى تبادل السفراء لأول مرة منذ عام 2016.
وقبل أسابيع من توقيع الاتفاق، رفعت طهران تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 84%، وهي أقرب نقطة تجرأت عليها على الإطلاق للحصول على نسبة الـ 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وقبل أيام فقط من الصفقة الإيرانية السعودية، وقبل أن يصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إدانة صاخبة ثالثة لإيران، تم إبرام صفقة دراماتيكية بين الجمهورية الإسلامية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، تبين بعد شهرين أنها كانت "خدعة أخرى" للوكالة والغرب، حسب زعم المحلل الإسرائيلي.
وفي أوائل مارس/آذار، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، عن اتصالات مكثفة للتأكد من أن "آيات الله" في إيران "يفون بالتزاماتهم في غضون 7-10 أيام".
لكن مع هدوء جبهة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التقى الرئيس العراقي، عبداللطيف رشيد، هذا الأسبوع، بالمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في طهران، الذي قال إن "وجود أمريكي واحد" في العراق كثير.
ولا يتوقع أن يطرد رشيد باقي المستشارين الأمريكيين، خاصة بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، للعراق مؤخرًا، لكن البيان أظهر ثقة خامنئي المتزايدة في نفوذه بالمنطقة، حسبما يرى جيرمي.
ومن المتوقع أن يزور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، سوريا يوم الأربعاء، وهي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس الجمهورية الإسلامية دمشق منذ أكثر من عقد منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.
واعتبر جيرمي الزيارة جزء من عملية إعادة سوريا إلى حظيرة جامعة الدول العربية؛ ما يمكن أن يشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، لأن استعادة دمشق لشرعيتها يعني مواصلة السماح لخامنئي بإثارة المتاعب لإسرائيل داخل الأراضي السورية.
ما موقف السعودية؟
ويتساءل جيرمي، في هذا الإطار: "هل ستجد إسرائيل أنه من السهل ضرب عمليات نقل الأسلحة الإيرانية في سوريا إذا كان الأسد مدعومًا أيضًا من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟".
ويدق المحلل الإسرائيلي جرس إنذار بإجابته، التي أشار فيها إلى تقارير تفيد بأن السعوديين يسعون إلى إجراء مفاوضات مع "حزب الله"؛ للمساعدة في استقرار الوضع بين المجموعة الشيعية، التي تعمل بالوكالة عن إيران، ووكلاء السعودية السنة في لبنان.
وسيجري هذا بالتوازي مع الجهود الإيرانية السعودية لإنهاء أو تهدئة الحرب بالوكالة بين السنة والشيعة في اليمن، بحسب جيرمي، مشيرا إلى أن طهران استغلت هذه الأجواء لاستئناف قرصنتها البحرية ضد السفن المتحالفة مع الولايات المتحدة.
ويرى المحلل الإسرائيلي أن يد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستكون أضعف بحلول الوقت الذي تجتمع فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرة أخرى، الشهر المقبل، خاصة إذا لم يتم إحراز أي تقدم في إبطاء تقدم خامنئي المطرد نحو ترسانة نووية محتملة.
ويضيف: "سيكون من الصعب بالنسبة لإسرائيل والغرب الدفاع عن إجراءات أكثر صرامة إذا كان العالم العربي السني متحالفًا مع الجمهورية الإسلامية".
ولأن أوروبا الغربية لاتزال خارج نطاق الصواريخ التي صنعتها إيران حتى الآن، فإن إسرائيل هي من يشعر "فقط" بالتهديد في الوقت الحالي، بينما تشعر باقي بلدان الشرق الأوسط أن خامنئي يتصرف بمسؤولية أكبر.
ويمكن لإيران أن تدعي أن برنامجها النووي "سلمي اسميا" حتى لو استمرت في بناء أجهزة طرد مركزي متطورة ومخزون أكبر من اليورانيوم، طالما أنها لا تتجاوز عتبة الـ 90% في تخصيب اليورانيوم، وهو ما تعرف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنه ليس سوى "هراء"، لكن كلا منهما يخشى مواجهة مباشرة مع إيران في المقام الأول، بحسب جيرمي.
ولذا يرى المحلل الإسرائيلي أن أي نجاح لخامنئي في خفض المعارضة السنية بالمنطقة تجاه نظامه يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
ويتوقع جيرمي أن تستمر أمريكا في إرسال إشارات إلى طهران بعدم تجاوز عتبة 90%، مثل تحليق طائراتها من القاذفات المسلحة نوويًا أو طائرات "A-10 Warthogs" المسلحة، لكن "التهديدات المستترة لن تؤدي إلا إلى إبطاء المسيرة النووية الإيرانية، ولن توقفها"، حسب رأيه.
المصدر | يونا جيرمي/جيروزاليم بوست