- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
تحليل إسرائيلي: مع فشل الجيش.. جنين تبدو مثل غزة ولبنان
تحليل إسرائيلي: مع فشل الجيش.. جنين تبدو مثل غزة ولبنان
- 20 يونيو 2023, 6:57:46 ص
- 350
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على المجموعات المسلحة الفلسطينية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، يبدو أن المدينة بدأت تشبه قطاع غزة ولبنان، حيث واجه الجيش تكتيكات مماثلة من الفصائل الفلسطينية وجماعة "حزب الله" اللبنانية، بحسب الكاتب الصحفي خالد أبوطعمة في تحليل بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post).
وخلال عملية لجيش الاحتلال في جنين صباح الإثنين، اندلعت اشتباكات استمرت 8 ساعات بين قوة إسرائيلية ومسلحين فلسطينيين أصيب خلالها 8 جنود وأُعطبت العديد من الآليات، في حين استُشهد 6 فلسطينيين وأصيب 91 آخرون، وشهدت العملية استخدام الطيران الحربي الإسرائيلي للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين.
أبو طعمة تابع، في التحليل "ينظر الفلسطينيون إلى هذا القتال في جنين على أنه علامة على ضعف الجيش الإسرائيلي في مواجهة الجماعات المسلحة التي ظهرت في شمالي الضفة الغربية خلال الأشهر الـ 18 الماضية".
وأضاف أن البعض يعتبرون تلك الاشتباكات "مؤشرا على نجاح الجماعات الفلسطينية المسلحة في تحديث وتطوير قدراتها العسكرية وتكتيكاتها الحربية، ويبدو أنها اكتسبت خبرة كبيرة نتيجة الاشتباكات شبه اليومية مع القوات الإسرائيلية".
و"قدر مصدر أمني فلسطيني الإثنين عدد المسلحين في جنين وأجزاء أخرى من شمالي الضفة الغربية، بينها مدينة نابلس، بأكثر من 1500. ومن المرجح أن تعزز مشاهد احتفال الفلسطينيين بأجزاء من مركبات مدرعة للجيش الإسرائيلي تضررت بفعل عبوات ناسفة وطائرات هليكوبتر من طراز أباتشي تحلق فوق جنين، من شعبية الجماعات المسلحة، التي ينتمي معظمها إلى حركتي الجهاد الإسلامي وحماس"، بحسب أبو طعمة.
واعتبر أن تلك الصور تخلق الانطباع بأن ما أسماها "العملية الأمنية الإسرائيلية لمكافحة الإرهاب، والتي بدأت قبل عدة أشهر فشلت في القضاء على الجماعات المسلحة، كما تخلق الانطباع بأن أجزاءً معينة من الضفة الغربية، ولا سيما جنين، بدأت تشبه قطاع غزة ولبنان، حيث واجه الجيش الإسرائيلي تكتيكات مماثلة من قبل الفصائل الفلسطينية وحزب الله". وتحتل إسرائيل أجزاء من جنوبي لبنان.
ردود أفعال فلسطينية
و"تزامنت الاشتباكات في جنين مع زيارات لقادة حماس والجهاد الإسلامي إلى إيران، حيث أجروا مباحثات مع قادة إيرانيين حول سبل تعزيز "المقاومة" الفلسطينية، خاصة في الضفة الغربية، ومن المرجح أن يستخدم قادة حماس والجهاد تلك الاشتباكات للإدعاء بأن دعم إيران لوكلائها الفلسطينيين يؤتي ثماره"، كما أضاف أبو طعمة.
وقال أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، إن التصرفات "البطولية" للمسلحين في جنين "تعكس الضعف الصهيوني في مواجهة إصرار الفلسطينيين على مواصلة النضال والجهاد حتى طرد الاحتلال من فلسطين.. لن يتوقف العمل العسكري في جنين واشتباكات الإثنين لن تكون الجهاد الأخير".
فيما اعتبر مصطفى إبراهيم، وهو محلل سياسي محسوب على حركة الجهاد، أن استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات الهليكوبتر لأول مرة منذ عقدين لإنقاذ جنوده وآلياته "أحرج" المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وقال شريف الحلبي، وهو محلل سياسي آخر محسوب على الحركة، إن اشتباكات جنين أظهرت أن الجيش الإسرائيلي مخطئ في اعتقاده أن اغتيال بعض قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة خلال الجولة الأخيرة من القتال في مايو/ أيار الماضي من شأنه أن يقوض الحركة في الضفة الغربية.
أما المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم فقال إن "المقاومة في الضفة الغربية المحتلة قوية، والاحتلال يتفاجأ في كل مرة يحاول فيها إنهاء المقاومة، ويجب أن يتوقع المزيد في الأيام المقبلة ".
فيما قال الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن إسرائيل تشن "حرب سياسية وأمنية واقتصادية شرسة ومفتوحة على شعبنا.. نحن في خضم معركة شاملة على جميع الجبهات تتطلب وحدة شعبنا في مواجهة هذا العدوان".
والتقى الشيخ في وقت لاحق في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية بوفد أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وحث واشنطن على الضغط على إسرائيل لوقف غاراتها العسكرية في الضفة الغربية.
كما دعا إلى إنهاء الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، وحث الإدارة الأمريكية على "إطلاق مبادرة سياسية تجبر إسرائيل على الالتزام بتعهداتها بالحفاظ على (مبدأ) حل الدولتين (فلسطينة وإسرائيلية)".
ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب منها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967.
المصدر | خالد أبو طعمة/ ذا جيروزاليم بوست