تكبير الخط تصغير الخط

قال الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، إن الاحتلال يواجه ثلاثة مسارات استراتيجية محتملة في تعامله مع قطاع غزة، معتبراً أن كل مسار من هذه المسارات يحمل في طياته تحديات كبيرة وقد لا يحقق الأهداف الإسرائيلية المرجوة.

وأوضح أبو زبيدة أن السيناريو الأول "يتمثل في الاحتلال المباشر وفرض الأحكام العرفية على القطاع، إذ يسعى إلى إعادة السيطرة العسكرية والإدارية على غزة، ضمن محاولة تفكيك بنية المقاومة وفرض واقع سياسي جديد". ويشير إلى أن هذا السيناريو، إن تحقق، سيكون مؤقتاً و"قد يحمل تداعيات كارثية على الفلسطينيين، أبرزها زعزعة الاستقرار الداخلي وتفاقم المعاناة الإنسانية".

السيناريو الثاني، وفق أبو زبيدة، يتمثل في "استمرار الحصار ومحاولة إضعاف حركة حماس من خلال ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة وخلق حالة من الفوضى الداخلية، بهدف تهيئة الأجواء لإحلال سلطة بديلة، ربما بدعم إقليمي ودولي، من دون التوصل إلى حل جذري للقضية الفلسطينية". أما السيناريو الثالث، فهو "العودة إلى المفاوضات في إطار المقترحات العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، إذ يراهن الاحتلال على الانقسامات الفلسطينية لفرض تهدئة تخدم مصالحه". لكن مثل هذه المبادرات، يراها أبو زبيدة، رغم أنها قد تُحقق تهدئة مؤقتة، "لا تمثل حلاً شاملاً أو عادلاً".

وبرأيه، فإن "المقاومة الفلسطينية بدأت تعتمد أسلوباً تكتيكياً مختلفاً، يقوم على التمويه وإعادة التموضع في عمق القطاع، مع إعطاء مساحة للجهود الدبلوماسية من دون تقديم تنازلات استراتيجية". ويوضح أن "المقاومة تستثمر مواردها بعناية، وتحاول تجنب الانجرار إلى معارك استنزاف مفتوحة، ما يمنحها مرونة في التحرك وضمان المفاجأة في اللحظات المناسبة".