- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تداعيات خطيرة لتزايد التوتر بين الجيش التركي والمليشيات الكردية شمالي سوريا
تداعيات خطيرة لتزايد التوتر بين الجيش التركي والمليشيات الكردية شمالي سوريا
- 20 أغسطس 2022, 4:31:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في الوقت الحالي، تشن تركيا حملة محدودة لضرب المليشيات الكردية في سوريا، لكن تصاعد الاحتكاك قد يؤدي إلى عملية تركية واسعة من شأنها تعقيد العلاقات بين أنقرة وموسكو، وربما يدفع ذلك المليشيات الكردية إلى الاقتراب من دمشق وإنهاء تحالفها مع الولايات المتحدة.
وفي 16 أغسطس/آب، نشب قتال عنيف بين المليشيا الكردية المعروفة بـ"قوات سوريا الديمقراطية" والقوات التركية بالقرب من مدينة كوباني التي تقع بين منطقتين عازلتين تركيتين وتستضيف أيضًا بعض القوات الحكومية السورية.
والشهر الماضي، قتلت عدة ضربات بطائرات مسيرة تركية 3 قادة على الأقل من "قوات سوريا الديمقراطية".
في الوقت نفسه، حاولت "قوات سوريا الديمقراطية" تنفيذ هجمات ضد القوات التركية في كل من سوريا وتركيا نفسها، لمنع المزيد من العمليات التركية ضدها.
ومن المرجح أن يظل القتال محصورا على طول خطوط التماس بين تركيا و"قوات سوريا الديمقراطية" - بما في ذلك المناوشات حول كوباني وتل رفعت وعين عيسى - ما لم تمنح روسيا بشكل غير متوقع تركيا الضوء الأخضر لشن عملية واسعة.
من غير المرجح أن تخاطر تركيا بمواجهة دبلوماسية أو عسكرية مع روسيا لتحقيق مكاسب في سوريا على المدى القريب.
وتفضل أنقرة التفاوض مع موسكو لكسب دعمها بشأن العملية العسكرية، لكن روسيا مترددة في التنازل عن المزيد من الأراضي السورية لتركيا، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى تقويض سمعة روسيا كحليف موثوق به، وربما يعكس صورة أن روسيا غير قادرة على حماية سوريا مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
لذلك، من المرجح أن تركز تركيا على الاغتيالات المستهدفة والهجمات المحدودة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" في محاولة لإضعافها.
في غضون ذلك، تسود حالة من عدم اليقين بشأن دعم الولايات المتحدة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" خلال الفترة الحالية، لكن من المتوقع أن ترد بشن هجمات ضد مواقع تركيا العسكرية في سوريا.
وإذا دفعت هجمات "قوات سوريا الديمقراطية" تركيا إلى بدء عملية عسكرية واسعة تتجاوز خطوط التماس الحالية، فسيؤدي ذلك إلى دق إسفين بين أنقرة وموسكو وقد يعقد ذلك علاقتهما الدقيقة وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا.
وإذا تسببت هجمات "قوات سوريا الديمقراطية" في وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الأتراك، فإنها ستثير غضبًا شعبيًا في تركيا وتحفز الحكومة التركية على الرد بقوة أكبر، خاصةً أن "أردوغان" وحزبه الحاكم "العدالة والتنمية" يواجهان بالفعل ضغوطًا في الداخل بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور قبل الانتخابات العامة العام المقبل.
وفي مثل هذا السيناريو، يمكن أن ترى أنقرة أن المخاطر السياسية للظهور بشكل ضعيف في سوريا تفوق ما تنطوي عليه عملية عسكرية واسعة من مخاطر، بما في ذلك الإضرار بالعلاقات مع روسيا وإثارة أزمة عسكرية أخرى مماثلة لتلك التي حدثت في فبراير/شباط ومارس/آذار 2020.
وقد تؤدي أزمة عسكرية أكبر تشمل "قوات سوريا الديمقراطية" والقوات الروسية في سوريا إلى رد فعل شعبي داخل تركيا ضد العلاقات مع روسيا، وقد يحفز ذلك مقاطعة البضائع الروسية والعملاء الروس في سياق موجة من الوطنية.
وفي حين أن مثل هذا الرد لن يهدد أسس العلاقات الروسية التركية، إلا أنه قد يجبر قادة البلدين على أن يصبحوا أكثر انتقادًا لبعضهم البعض، وربما يحفز روسيا على محاولة زعزعة استقرار مناطق أخرى مهمة بالنسبة لتركيا، مثل القوقاز وليبيا.
وستجبر مثل هذه الحملة التركية "قوات سوريا الديمقراطية" أيضًا على الاقتراب من الحكومة السورية، مما يقوض بدوره علاقات "قوات سوريا الديمقراطية" مع الولايات المتحدة ويمنح تنظيم "الدولة الإسلامية" فرصة للظهور من جديد.
ونظرًا لأن واشنطن لن تتدخل لحماية "قوات سوريا الديمقراطية" من حليف في الناتو (ازدادت أهميته فقط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا)، فمن المرجح أن تلجأ "قوات سوريا الديمقراطية" إلى الحكومة السورية للحصول على الدعم، كما فعلت سابقًا.
لكن في المقابل، من المرجح أن تضغط دمشق على "قوات سوريا الديمقراطية" لإخراج القوات الأمريكية المتبقية في شمال شرق سوريا في المقابل.
قد ينذر هذا بإضعاف أو إنهاء التعاون بين الولايات المتحدة و"قوات سوريا الديمقراطية"، أو على الأقل يشكل تحديات خطيرة تعقد قدرة واشنطن على تنفيذ عملياتها التي تؤطرها في سياق "مكافحة الإرهاب".
المصدر | ستراتفور