- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تقاعد ستولتنبرغ.. الناتو يبحث عن وجه حسن وقبضة خشنة
تقاعد ستولتنبرغ.. الناتو يبحث عن وجه حسن وقبضة خشنة
- 12 فبراير 2023, 5:54:45 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بإعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عدم الترشح لولاية جديدة يبحث قادة الناتو عن خلف له في لحظة حساسة.
ويعتقد الكثيرون أن القرار في هذا الشأن يصدر من واشنطن، لكن المرشحين في الغالب من أوروبا، إلا إذا حدثت مفاجأة باختيار مرشح من خارج القارة العجوز.
وأكد الناتو الأحد أن أمينه العام الذي خدم لفترة طويلة سيترك منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل مما يطلق تكهنات جديدة بشأن خلفه.
ويقول دبلوماسيون في بروكسل إن الحلف سيواجه انقسامات بشأن هوية من يخلف رئيس الوزراء النروجي الأسبق ينس ستولتنبرغ بصفته أكبر مسؤول مدني في التحالف الغربي.
وكان بعض الحلفاء يدرسون خطة لتمديد ولايته وهو الذي يشغل هذا المنصب منذ 9 سنوات، للإشراف على تعامل الناتو مع الأزمة التي بدأت مع العلمية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
لكن الأحد بعد عودة ستولتنبرغ من اجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن، أكدت المتحدثة باسمه أنه سيترك منصبه في وقت لاحق من هذا العام.
وقالت الناطقة باسمه أوانا لونغيسكو إن ستولتنبرغ "لا ينوي طلب تمديد إضافي لولايته" على رأس المنظمة، موضحة أن "ولاية الأمين العام مددت ثلاث مرات وخدم حوالى تسع سنوات".
وسيسلط قرار الرجل البالغ 63 عاما، الضوء على السباق بين كبار المسؤولين الأوروبيين لاستبداله مع قيام الحكومات بتسريب أسماء مرشحين في وسائل الإعلام.
ولطالما كان الأمين العام أوروبيا حتى لو كان لواشنطن التصويت الحاسم على ترشيحه - أو ربما هذه المرة - على ترشيحها.
وعلى الرغم من أن المهمة اليومية تكمن في التنسيق والسعي إلى توافق بين الحلفاء الثلاثين، فإن الخيار نفسه سيُعتبر رمزيا لتوجه الناتو.
امرأة في زمن الحرب؟
في المرة الأخيرة التي كان مستقبل ستولتنبرغ موضع تساؤلات - في فبراير/ شباط 2022 عندما تم تعيينه رئيسا مستقبليا للبنك المركزي النروجي ثم انسحب لاحقا - سرت تكهنات حول اختيار امرأة في هذا المنصب.
ولسبعة عقود ترأس الحلف رجال من أوروبا الغربية ورأى العديد من المراقبين أن الوقت حان لتتولى امرأة و/أو شخصية من أوروبا الشرقية هذا المنصب.
وتحول التركيز الاستراتيجي للحلف إلى أوروبا الشرقية حيث يواجه أعضاء جدد في المنظمة على سواحل البلطيق والبحر الأسود دولة روسية عدوانية.
وترى بولندا ودول البلطيق الآن أن تحذيراتها السابقة والمتكررة بشأن موسكو مبررة، ودعت لتسليح ودعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.
وأدى ذلك إلى دعوات للحلف لتعيين شخصية مثل رئيسة وزراء ليتوانيا إنغريدا سيمونيت أو نظيرتها الإستونية كايا كالاس.
واتخذت كلاهما نهجا دبلوماسيا متشددا حيال روسيا.
لكن البعض يرى أن تعيين شخصية من دول البلطيق سيعتبر استفزازا تجاه روسيا، مما سيدفع الحلفاء - الذين يقومون بتسليح وتمويل قوات كييف - الى صراع مباشر مع موسكو.
ويشير مراقبون بسخرية وبينهم مسؤولون في الناتو إلى أن كلاس نجحت في الدفاع عن موقف الدول الشرقية مما أثار استياء العواصم الغربية.
وإن لم يتم تعيين شخصية متشددة من دول البلطيق، فمن يتولى المنصب؟.
ولم يتم الإعلان عن أي ترشيحات رسمية، لكن دبلوماسيين في بروكسل أشاروا إلى أن هولندا سترشح وزيرة الدفاع كايسا أولونغرن.
ومدى تاريخ الحلف تولى ثلاثة بريطانيين هذا المنصب، وترغب المملكة المتحدة في أن ترى نفسها تقليديا كجسر بين أوروبا والولايات المتحدة.
وغالبا ما يتم التداول باسم وزير الدفاع البريطاني بين والاس كمرشح محتمل لكن هذا الأمر لن يروق لـ21 بلدا عضوا في الناتو تنتمي أيضا إلى الاتحاد الأوروبي.
انقسام
وعززت بريطانيا خصوصا في عهد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون صداقتها مع أوكرانيا لأنها هبت إلى الدفاع عن هذا البلد علنا في المراحل الأولى من الغزو الروسي، لكن بريكست أضر بعلاقات لندن مع العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي.
وورد اسم كل من رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي البالغ 75 عاما والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، في الدول الجنوبية الأعضاء في الناتو.
والورقة الأخيرة المفاجئة ستتجلى في اختيار الناتو لأول مرة أمينا عاما غير أوروبي بحيث يكون كنديا مثلا كنائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند.
واعترف أحد كبار المسؤولين في حلف شمال الأطلسي بأن "لا إجماع" وسط معلومات بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يفكر مليا بعد في خلف لستولتنبرغ.
وتولى ستولتنبرغ منصبه في مقر الناتو ببروكسل في الأول أكتوبر/ من تشرين الأول 2014 وأشرف على التحالف الغربي خلال عدة أزمات دولية.
وغادر آخر أفراد الناتو والقوات الأمريكية أفغانستان في أغسطس/آب 2021 قبيل سقوط العاصمة كابول بأيدي قوات طالبان.
وأشرف ستولتنبرغ أيضا على رد الناتو على الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 والذي يعتبر الحرب الأكثر وحشية على الأراضي الأوروبية منذ أربعينات القرن الماضي.
وكان ستولتنبرغ أمينا عاما محترما وشكل خصوصا جسر تواصل بين الحلفاء الأوروبيين وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي كان ينتقد الناتو باستمرار.