- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
تقدير أمريكي: الناخب التركي قلَّبَ الموازين وجولة الإعادة تبشر بالخير لأردوغان
تقدير أمريكي: الناخب التركي قلَّبَ الموازين وجولة الإعادة تبشر بالخير لأردوغان
- 16 مايو 2023, 8:46:53 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رصد موقع "وورلد فيو" (Worldview Stratfor)، التابع لمركز "ستراتفور" للدراسات الأمنية والاستراتيجية الأمريكي، حزمة عوامل قال إنها قلبت الموازين والتوقعات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية وترجح فوز الرئيس رجب طيب أردوغان (69 عاما) في جولة الإعادة الرئاسية غير المسبوقة أمام زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو (74 عاما) في 28 مايو/ أيار الجاري.
وفي الجولة الأولى الأحد، فاز أردوغان بـ49.5٪ من الأصوات، متقدما على منافسه الرئيسي كليتشدار أوغلو، الذي حصل على 44.89٪ فقط من الأصوات، على الرغم من أن استطلاعات الرأي الأخيرة وضعته في المقدمه.
على عكس الانتخابات الرئاسية، كانت نتيجة الانتخابات البرلمانية المتزامنة حاسمة، حيث احتفظ تحالف الشعب، بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، بالأغلبية بعد تأمين 322 مقعدا من أصل 600.
ويضم التحالف أحزاب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 (حصد 267 مقعدا)، والحركة القومية (50 مقعدا) والرفاه الجديد (5 مقاعد)، بينما حصل تحالف الأمة المعارض على 213 مقعدا هي 169 لحزب الشعب الجمهوري و44 مقعدا للحزب القومي.
فيما فاز تحالف العمل والحرية بـ65 مقعدا هي 61 مقعدا لحزب اليسار الأخضر (مرشحون أكراد)، و4 مقاعد لحزب العمال. وكان تحالفا الأمة والعمل والحرية تعهدا بالعمل معا لتشكيل حكومة في حال الفوز، لكنهما أخفقا في الفوز بمقاعد كافية لإزاحة تحالف الشعب.
وعلى الرغم من تقارير وأحاديث على وسائل التواصل الاجتماعي عن حدوث مخالفات أثناء التصويت، لم يشر المراقبون والمعارضة إلى أي مخاوف كبيرة، وأدلى أكثر من 88.8٪ من الناخبين بأصواتهم مقابل 87٪ في انتخابات 2018.
مزيج الفوز
ووفقا لـ"وورلد فيو"، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، فإن حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية احتفظا بالسيطرة على البرلمان وكاد أردوغان أن ينتصر في الجولة الأولى بفضل مزيج من الإقبال الكبير، والمشاعر المؤيدة للقومية، والتأثير السياسي الأقل من المتوقع للزلازل المدمر في 6 فبراير/ شباط الماضي، ورد الفعل العكسي المتواضع على أداء الحكومة الاقتصادي.
وتابع أن الإقبال الكبير لم يُترجم إلى أصوات جديدة للمعارضة الوسطية واليسارية، وبدا أنه يؤيد الحضور البرلماني لحزب الحركة القومية، بعد أن خلقت استطلاعات رأي انطباعا بأن الحزب لن يحقق العتبة البرلمانية المطلوبة وهي 7%، ومن المرجح أن يترك العدالة والتنمية عاجزا عن تحقيق أغلبية برلمانية.
كما أشارت استطلاعات رأي إلى أن كليتشدار أوغلو سيحتل الصدارة، لكن حدث العكس وفاز أردوغان بأكبر عدد من الأصوات، ويبدو أن الناخبين القوميين خرجوا بمعدلات كافية للمساعدة في إبقاء حزب الحركة القومية في البرلمان وأردوغان في المقدمة، بحسب "وورلد فيو".
وتابع: كما لم يصوت الناخبون الشباب الجدد ضد العدالة والتنمية وأردوغان بالمعدلات التي كانت متوقعة، وبالنظر إلى تقارير إعلامية عن مواقف جيل الشباب تجاه الحزب الحاكم.
وأردف: وأخيرا لم يؤد الزلزال ولا أزمة تكلفة المعيشة إلى زيادة الدعم للمعارضة بشكل حاسم على عكس ما توقعت استطلاعات رأي، مما مكّن المزيد من الناخبين القوميين من قلب الموازين لصالح لعدالة والتنمية والحركة القومية.
واعتبر أن بعض الاستطلاعات قللت من أهمية نقاط القوة لدى العدالة والتنمية والحركة القومية وأردوغان، وشارك حوالي 5.2 مليون ناخب شاب جديد، وكان يُعتقد أنهم سيفضلون المعارضة لغضبهم من الأداء الاقتصادي للحكومة، وهؤلاء نشأوا بعد الفوضى السياسية والاقتصادية في تسعينيات القرن الماضي، والتي ساعدت على ظهور العدالة والتنمية.
وعلى الرغم من الانتقادات لاستجابة الحكومة البطيئة في الأيام الأولى لكارثة الزلزال، فإن أنطاكيا الجنوبية هي الولاية الوحيدة بين الولايات المتضررة التي صوّتت لصالح كيلتشدار أوغلو، بينما صوّتت غازي عنتاب، التي تضررت بشدة وهي معقل تقليدي للعدالة والتنمية، بقوة لصالح الحزب الحاكم، بحسب "وورلد فيو".
كما أظهرت استطلاعات رأي أن الأتراك يرون أن الاقتصاد هو القضية الأكثر إلحاحا، مع ارتفاع التضخم إلى مستوى قياسي بلغ 85٪ أواخر 2022، لكن يبدو أن الناخبين لا يزالون يدعمون حكومتهم بناء على اعتقاد بأن أردوغان والعدالة والتنمية سيديران الاقتصاد بشكل أكثر فعالية في الفترة الجديدة.
وخلال الحملة الانتخابية، وعد أردوغان بتعيين تكنوقراط وزيرا للمالية، وأقر زيادات كبيرة في الأجور لموظفي الخدمة المدنية لمواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة، وتراجعت نسبة التضخم في الأسابيع التي سبقت الانتخابات (43٪ اعتبارا من أبريل/ نيسان الماضي)، ومن المحتمل أن تكون قد خدمت أردوغان والعدالة والتنمية.
دعاية الإعادة
تلك الديناميكيات والمعارضة المحبطة، وفقا لـ"وورلد فيو"، تعني أنه من المرجح فوز أردوغان في جولة الإعادة، لتمديد فترة حكمه التي استمرت 20 عاما منذ 2003 كرئيس وزراء ثم رئيسا للجمهورية.
وأردف: "سيشن الجانبان حملة جادة لمحاولة ضمان إقبال مرتفع من الناخبين، ومن المرجح أن يركز أردوغان والعدالة والتنمية على قضايا الأمن القومي وتصوير الحكومة المنقسمة المحتملة بين البرلمان، بقيادة العدالة والتنمية والرئاسة إذا سيطرت عليها المعارضة على أنها تهديد لحكم البلاد".
وتابع: "في المقابل من المرجح أن يركز كليتشدار أوغلو والمعارضة على المخالفات المحتملة قبل التصويت ومحاولة إنشاء سرد مفاده أن الانتخابات ليست حرة بسبب تأثير العدالة والتنمية على المحاكم ووسائل الإعلام وهيئة الانتخابات".
واستدرك: "لكن الانتصار البرلماني للعدالة والتنمية ترك المعارضة محبطة، ومن غير الواضح ما إذا كان تحالف الأمة، بقيادة كليتشدار أوغلو، يمكنه تكرار المشاركة المطلوبة للتغلب على العجز الحالي في الأصوات والفوز بالجولة الرئاسية الثانية".
وبالنسبة للمرشح الذي حل ثالثا في الجولة الأولى، مرشح تحالف "الأجداد" (أحزاب قومية) سنان أوغان، وفقا لـ"وورلد فيو"، فإن الأصوات التي حصل عليها وهي 5.20% "ستكون حاسمة في تحديد نتيجة جولة الإعادة، وهو ما لا يبشر بالخير أيضا للمعارضة؛ لأن برنامج أوغان المؤيد للقومية ينسجم بشكل وثيق مع أيديولوجية أرودغان السياسية".
واستطرد: "أوغان قال إنه لن يدعم كليتشدار أوغلو إلا إذا وافقت المعارضة على قطع علاقاتها مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وهذا مستبعد أن تفعله المعارضة خوفا من تنفير الملايين المحتملين من الناخبين الأكراد الذين سيحتاجهم كليتشدار أوغلو لهزيمة أردوغان في جولة الإعادة".