- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
تكامل الأدوار في نظام الأبرتهايد الإسرائيلي.. بن غفير يدلي بتصريحات عنصرية ونتنياهو يمارسها بالأفعال
تكامل الأدوار في نظام الأبرتهايد الإسرائيلي.. بن غفير يدلي بتصريحات عنصرية ونتنياهو يمارسها بالأفعال
- 27 أغسطس 2023, 10:22:47 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الناصرة- “القدس العربي”:
تتوالى ردود الفعل الدولية والإسرائيلية المندّدة بتصريحات عنصرية صدرت عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، حينما قال إن حق اليهود بالحركة أهم من حق الفلسطينيين بها داخل الضفة الغربية المحتلة.
لكن الحقيقة أكبر وأخطر من بن غفير ومن تصريحاته، لأن هذا الوزير مجرد برغي في ماكنة بثّ السموم العنصرية، وهو عضو في جوقة العنصرية برئاسة مايسترو صدرت عنه “تغريدات “عنصرية، يدعى بنيامين نتنياهو. وهو وبقية الوزراء يمارسون التمييز العنصري، وانتهاك المواثيق الدولية فعلاً، لا قولا فحسب.
في محاولة متأخرة، وبعد موجة انتقادات واسعة، وبعد إدراكه أن تصريحات بن غفير السافرة قد فضحت حكومته بـ “الجرم المشهود”، خرج نتنياهو عن صمته، وقال في بيان مخفّف ملطّف إن “إسرائيل تمنح أقصى قدر من حرية الحركة” (في الضفة الغربية المحتلة) لكل من المستوطنين والفلسطينيين. وأضاف، محاولاً الترقيع، مدعياً أن القوات الإسرائيلية وضعت تدابير أمنية خاصة في الضفة الغربية المحتلة لمنع وقوع عمليات إطلاق النار، أن “هذا ما قصده الوزير بن غفير”.
وكانت تصريحات أكثر خطورة قد صدرت عن نتنياهو منذ توليه رئاسة الوزراء للمرة الأولى، عام 1996، فقد قال محرضاً تحريضاً دموياً على المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل (19%) إنهم أكثر خطورة من كل أعدائنا في الخارج، كونهم يسكنون بيننا”.
وعاد نتنياهو وتورّط بتهويش اليهود على العرب، عدة مرات، آخرها في انتخابات الكنيست، عام 2019، بقوله في يوم الانتخابات إن “العرب يتدفقون بجماهيرهم وفي الحافلات نحو صنايق الاقتراع”، داعياً اليهود للخروج والدفاع عن صورة إسرائيل وطابعها.
وفي السنوات الأخيرة، يشارك نتنياهو مباشرة، ومن خلال وزراء، بعمليات السلب والنهب، والضم الزاحف، والتهجير الصامت للفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر، كما يتجلى في مخططات تسمين المستوطنات الحالية والمستقبلية، وفي تواطؤ حكومته مع عصابات الإجرام التي تمارس الإرهاب والترويع داخل البلدات العربية، منذ العام 2000، كجزء من معاقبة إسرائيل لفلسطينيي الداخل لمشاركتهم في هبة القدس والأقصى في مطلع الانتفاضة الثانية، والسعي لتفكيك مجتمعهم وتدميرهم من الداخل.
يشار إلى أن بن غفير جزء من ظاهرة صعود اليمين المتشدد في إسرائيل، ويهتف، هو وأنصاره من “زعران التلال”، منذ نحو ثلاثة عقود، بشعار “الموت للعرب”، كما أنه معروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وهو من سكان مستوطنة “كريات أربع”، المقامة على أراضي الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أشاد بن غفير بمستوطن إسرائيلي قتل شاباً فلسطينياً بحجة أنه حاول الاعتداء عليه، وقال إن “كل من يدافع عن نفسه ضد إلقاء الحجارة يجب أن يحصل على وسام شرف”.
إدانة أوروبية
وأدان الاتحاد الأوروبي “بشدة” تصريحات بن غفير، مجددًا التذكير بأن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، و”تشكل عائقاً أمام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلاً”.
وعبّر الاتحاد الأوربي عن “معارضته القوية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية” والإجراءات المتخذة في هذا السياق، داعياً سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى السماح بتحسين ملموس في حرية التنقل للفلسطينيين. كما قال إن “العلاقات بين إسرائيل والاتحاد يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”. مشدداً على معاملة الجميع على حد سواء بالطريقة نفسها، بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال. كما أدانت الإدراة الأمريكية ومنظمات يهودية في الولايات المتحدة تصريحات بن غفير، ووصفت خارجيتها أقوالَ بن غفير بـ “الكلمات التحريضية”، منوهة بأن واشنطن تعارض التصريحات العنصرية من كل نوع، وأن مثل هذه التفوّهات مضرة، خاصة عندما تبدر عن وزير.
السلام الآن
وطبقاً لـ معطيات حركة “السلام الآن” المناهضة للاحتلال، فإن نحو نصف مليون مستوطن يقيمون في 132 مستوطنة، و 146 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية، ولا تشمل هذه المعطيات المستوطنين في 14 مستوطنة إسرائيلية مقامة على الشطر الشرقي من القدس المحتلة.
على خلفية ردود الفعل العالمية المندّدة بالتصريحات العنصرية، والتي سلطت الضوء بقوة على العنصرية السافرة لحكومة نتنياهو السادسة، تواصل جهات إسرائيلية معارضة، وأوساط المراقبين توجيه الانتقادات لبن غفير، آخرها الوزير السابق النائب زئيف إلكين (الحزب الدولاني برئاسة بيني غانتس)، الذي اعتبر، في حديث للإذاعة العبرية العامة، اليوم الأحد، أن بن غفير ألحق ضرراً دبلوماسياً دعائياً فادحاً بإسرائيل في العالم.
ومضى إلكين في انتقاداته: “في الوضع الطبيعي فإن واجب وزير الأمن أن يعمل على تأمين الأمان في الشوارع بدلاً من التصريحات الفارغة وكتابة التغريدات والمنشورات في التويتر والتكتوك. نتوقع من وزير أمن أن يشارك في تحقيق الأمن بدلاً من أن يورّطنا بتصريحات إشكالية”.
وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس”، اليوم، حمل النائب أحمد الطيبي، من تحالف الجبهة/التغيير، على الوزيرين باتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ووصفهما بالمعاديين للسامية، اللذين يتناولان منشطات عنصرية في عروقهما. وأوضح الطيبي أن العلاقات بين اليهود والعرب في إسرئيل قد تميزّت بالفوقية اليهودية بدرجات مختلفة- مع ارتفاع وهبوط، لكنه دائماً كان حاضراً.
وتابع الطيبي: “الحكومات الإسرائيلية السابقة تصرفت بعنصرية، ولكن بذكاء، وسط عمليات تبييض للسياسات القذرة بعكس هذه الحكومة التي تدير سياسات فاشية”.
وقال الطيبي أيضاً على موقع “إكس”: “للمرة الأولى يقر وزير إسرائيلي على الهواء مباشرة بأن إسرائيل تطبّق نظام فصل عنصري قائم على التفوّق اليهودي”.
وعلقت عضو الكنيست كارين الهرار من حزب “يوجد مستقبل” على المقابلة واصفةً بن غفير بأنه “الممثل الحقيقي لأكثر حكومة عنصرية ومسيانية وكاهانية على الإطلاق”.