- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تل أبيب تستغل أزمة لبنان لابتزازه في ترسيم الحدود البحرية
تل أبيب تستغل أزمة لبنان لابتزازه في ترسيم الحدود البحرية
- 1 فبراير 2022, 8:04:43 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تحدث دبلوماسي إسرائيلي، عن المفاوضات غير المباشرة مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، زاعما وجود إمكانية لتحقيق تسوية في حال تخلى لبنان عن مطالبه التي تمس بحقل “كريش” بالبحر المتوسط.
وذكر السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، إسحاق لفنون، في مقال له بصحيفة “يسرائيل هيوم”، أن عاموس هوكشتاين، الوسيط الأمريكي الجديد لمسألة ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، سيزور هذا الأسبوع المنطقة كي “يجد حلا لـ 860 كيلومترا مربعا؛ هي المساحة المتنازع عليها في البحر”.
وزعم أن “المحادثات الأخيرة في رأس الناقورة توقفت قبل بضعة أشهر بسبب مطلب لبنان إضافة 1,460 كيلومترا مربعا أخرى لمطلبه الأصلي، وإسرائيل رفضت هذا الطلب”.
وأوضح أن “هوكشتاين نجح في إقناع الطرفين بالعودة لطاولة المباحثات هذا الأسبوع، وسطحيا يبدو أنه نشأت ظروفا مريحة للتسوية، وكي يسجل المطلب اللبناني الجديد رسميا، على لبنان أن يتقدم بطلب كهذا إلى الأمم المتحدة بتوقيع رئيس الدولة ميشيل عون، ولكن الرئيس رفض فعل هذا، وهكذا سمح بالعودة لطاولة المباحثات، وخطوة أخرى للرئيس كانت استبدال مندوب جيش لبنان للمحادثات المعروف بمواقفه المتصلبة”.
ورأى لفنون، أن “حل أزمة الطاقة في لبنان لا يبدو في الأفق، واستخراج الغاز من أمام شواطئ لبنان في إطار تسوية مع إسرائيل، سيوفر حلا مناسبا ولمدى بعيد لأزمة الطاقة”، (وهذا مؤشر واضح على استغلال تل أبيب لازمة الطاقة التي تعصف بلبنان من أجل فرض أجندته على سير المفاوضات غير المباشرة مع لبنان).
واعتبر أن “مغادرة سعد الحريري الساحة السياسية متهما حزب الله وإيران بكل مصائب لبنان، تقلص قدرات الحزب على مواصلة معارضته للتسوية مع إسرائيل، وبعد بضعة أشهر ستجرى في لبنان انتخابات عامة، والرئيس عون معني بأن يري إنجازا في شكل حل أزمة حادة مثل أزمة الطاقة، على أمل أن يشق هذا الأمر الطريق لصهره جبران باسيل، ليحل محله كرئيس”.
وأكد السفير، أن “لبنان تخشى من النوايا الخفية لإسرائيل، ولا سيما أن تستغل المحادثات كي تتقدم في تطبيع العلاقات بين الطرفين، وزادت الثرثرة عندنا من التخوف اللبناني، وعليه فإن لهوكشتاين مهمة غير بسيطة”.
وأشار إلى أنه نشرت مؤخرا أنباء لم يتوفر لها تأكيد رسمي، أن “هوكشتاين يفكر بتبديد التخوف اللبناني من خلال هذا العرض؛ فبدلا من توزيع المساحة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل ما من شأنه أن يخلق في المستقبل مشاكل فنية وإدارية، فستكون شركة إنتاج الغاز الدولية مسؤولة عن استخراج الغاز البحري من المساحة المتنازع عليها كلها، وهي التي توزع الغاز على إسرائيل ولبنان وفقا للتوزيع الذي قرره الوسيط الأمريكي الأول، فريدريك هوف، أي 55 في المئة للبنان والباقي لإسرائيل”.
ونوه إلى أن “إسرائيل في الماضي أعلنت موافقتها على تقسيم هوف، وإذا ما نزل لبنان عن مطالبته بمساحة إضافية تمس بحقل “كريش” الذي يوجد تحت سيطرة إسرائيلية، وفي ضوء الظروف الناشئة، يوجد احتمال معقول أن نرى تسوية لبنانية-إسرائيلية”.
وبين ليفانون، أن “الدور الأمريكي في هذه المرحلة حرج، وهوكشتاين، الذي قام بخدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي، يعتبر أحد الخبراء الأمريكيين في مجال الطاقة، وهذه ميزة تساعد على تحقيق حل، ولكي لا تخرب المساعي في هذه المرحلة، فإن على المتحدثين باسم إسرائيل في هذه المسألة أن يمتنعوا عن أي تصريح في موضوع محادثات ترسيم الحدود، كي لا يحرجوا الطرف اللبناني ويستدعوا أيضا ضغوطا داخلية تمنع الوصول إلى تسوية”.
وقدر أنه “في الظروف الناشئة نحن أقرب إلى التسوية من أي وقت مضى، وإذا ما توجت المحادثات بالنجاح، فسيكون هذا إنجازا سياسيا هاما بالنسبة لنا”.