توافق جزائري- تركي حول الأزمات في المنطقة قبيل زيارة ثانية مرتقبة لأردوغان

profile
  • clock 8 سبتمبر 2023, 12:12:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الجزائر- “القدس العربي”:

 ألقت التطورات الأخيرة في منطقة الساحل، بظلالها على لقاءات وزير الخارجية الجزائرية أحمد عطاف مع المسؤولين الأتراك في العاصمة أنقرة، والتي تأتي في سياق التحضير لزيارة ثانية مرتقبة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى الجزائر.

وأوضح عطاف في مختلف تدخلاته عقب لقائه مع الرئيس أردوغان، ووزير الخارجية هاكان فيدان، أن هدف الجزائر من وراء طرح مبادرتها في النيجر، هو تجنيب البلاد وجيرانها ومحيطها تكرار نفس المآسي التي عرفتها ليبيا بعد التدخل العسكري الأجنبي.

أوضح عطاف أن هدف المبادرة الجزائرية في النيجر، هو تجنيب البلاد ومحيطها تكرار نفس المآسي التي عرفتها ليبيا بعد التدخل العسكري الأجنبي

وشدد وزير الخارجية الجزائري أن التأكيد على الحل السلمي لا يعني أبدا تأييد الانقلاب، مشيرا إلى أن المبادرة الجزائرية في النيجر تنص في بندها الأول على تعزيز ردع الانقلابات العسكرية. وأكد في هذا الصدد، أن القانون الأفريقي الخاص بمواجهة الانقلابات الذي اعتُمد في الجزائر سنة 1999 لم يعد مع مرور الوقت كافيا. لذلك، كشف الوزير عن تعهد الرئيس عبد المجيد تبون بتقديم نصوص قانونية جديدة للقمّة الأفريقية المقبلة لمواجهة الانقلابات.

لكن عطاف دعا في الوقت ذاته إلى الانتباه إلى أسباب تكرار الانقلابات في منطقة الساحل دون غيرها من أفريقيا التي تراجعت فيها الظاهرة بشكل كبير، وفق قوله. ولفت إلى أن هذه المنطقة تضم بالأساس أفقر دول العالم، وتوجد بها الكثافة الأكبر للإرهاب، “إذ لم نعد نتحدث عن جماعات إرهابية بل جيوش إرهابية”. كما أن تكرار الانقلابات وعدم الاستقرار السياسي أدى وفق عطاف، إلى عدم حل مشاكل التنمية فازدادت الأوضاع تدهورا.

وفي هذه النقطة، تدخل وزير الخارجية التركي للقول بأن مقاربة بلاده اتجاه أفريقيا تختلف عن سياسات القوى الإمبريالية. وأوضح أن تركيا لا تتصرف كمستعمر، وليست لها النية لذلك، مشيرا إلى أن أنقرة قامت بفتح 46 سفارة في القارة الأفريقية، وهي تقوم بالتعاون مع الدول الأفريقية في مجال التنمية، حيث ينشط عدد كبير من رجال الأعمال الأتراك والشركات في مجالات البنية التحتية والفوقية.

وترك فيدان الانطباع بأن بلاده لا تدعم الخيار العسكري في مواجهة انقلاب النيجر، وهو نفس ما نقله الوزير أحمد عطاف عن الرئيس أردوغان خلال لقائه معه. وقال في هذا الشأن، إنه تقاسم مع الرئيس أردوغان والوزير فيدان، “النظرة الجزائرية التحليلية حول التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الساحل الصحراوي والانشغال العميق حول تردي الأوضاع بشكل متسارع في هذا الفضاء الاقليمي”.

وفي المجال الثنائي للعلاقات بين الجزائر وتركيا، أكد عطاف وجود زخم كبير في العلاقات لم يسبق له مثيل، مشيرا إلى أن البلدين “قطعا أشواطا هامة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات الثنائية”، والتي هي “امتداد مستمر لتشمل جميع القطاعات والمجالات التي تزخر بفرص التعاون والشراكة، والتي تضمن تحقيق النفع المستحق والفائدة الحقة لبلدينا ولشعبينا الشقيقين”.

الجزائر أصبحت ثاني شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، والبلدان يقتربان من رفع حجم المبادلات التجارية بينهما لـ10 مليارات دولار

 على المدى المتوسط، مؤكدا أن الجزائر أصبحت “ثاني شريك تجاري لتركيا في أفريقيا بتجارة بينية يفوق حجمها 5 مليارات دولار، والوجهة الأولى للاستثمارات التركية المباشرة التي تفوق قيمتها حاليا 6 مليارات دولار، وهو ما يجعل تركيا أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات بالجزائر”، خاصة مع “توسع نشاط المؤسسات التركية في الجزائر والتي يبلغ تعدادها اليوم حوالي 1500 شركة تغطي مجالات مختلفة وتساهم في توفير أكثر من 30 ألف منصب شغل”.

وخلال زيارة عطاف، بمناسبة انعقاد أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة الجزائرية- التركية للتخطيط، تم التوقيع على عدة اتفاقيات شملت “مجالات عدة، كالتجارة والاستثمار، والطاقة، والتعليم والثقافة”، وهي اتفاقيات قال الوزير إننها “نعمل على تحضير مشاريعها في صيغتها النهائية، ليتم التوقيع عليها خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الجزائر في مستقبل جد قريب”.

كلمات دليلية
التعليقات (0)