ثقافة الحضارة الغربية وصناعة الصراع في أوطاننا

profile
  • clock 4 مارس 2021, 12:41:26 ص
  • eye 864
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كلمات قليلة للتأكيد على تغلغل تلك الثقافة البغيضة والتي تتلخص في البحث عن عدو حتى لو جماعات والساسة الغربيون يمولونها سرا. نعم، مد يد العون لكل من يقبل بوعيه أو بدون لكي تستمر لغة الحرب لتدمير الأوطان.


وعلى مستوي حكم الدول، كم هائل من التراشق بالألفاظ وسنوات سفك الدماء وقرارات سخيفة بمنع سفر رؤساء النظم الديكتاتورية وسرا يتم تمويلهم. أقرب مثال في وقتنا الراهن هو بشار الأسد. ويسأل سائل: لماذا كل ذلك؟

استنادا الي ثقافة البحث عن عدو يكون الديكتاتور صديقا في السر بحيث يكون عاملا مساعدا وعلى ذات مساره الديكتاتوري لتدمير البنية التحتية لدولته وتشريد مواطنيه وارباك الدولة بما يدفعها الي الوراء عدة قرون. والعراق سبق سورية وبينهما ليبيا بتمويل العسكري خليفة حفتر.

إذن، ثقافة الحضارة الغربية تؤكد على صناعة عدو ليحكم بلده ثم تدميرها من خلاله والحفاظ عليه الى آخر رمق تخريبي.

كل ذلك يتم تغطيته بحرفية من خلال ما يسمى بالمنظمات الدولية والدراسات الأكاديمية. وعندما يضطرون لتوظيف من يقوم بما يسمى التصالح القومي مثل العبث الذي قاموا به في اليمن وفي ليبيا يقومون بانتقاء الشخصيات استنادا الى التوجهات العقدية والمفاهيم الثقافية لديهم ومدى استيعابهم لتوجه ثقافة صناعة العدو.

في ليبيا كمثال، كان الاختيار علي غسان سلامة وهو مسيحي لبناني وكأن ليبيا لا يوجد فيها من يضع حدا للصراع غيره من العرب، ولولا تدخل تركيا لما رأينا نهاية للحرب في ليبيا، مما أثار حفيظة دول غربية مكتومة ولكن فرنسا لم تحتمل فأعلنت عداءها لتركيا بالإضافة الي عداءها السابق لمنعها من تمويل طائفية التواجد الكردي علي حدود تركيا في الداخل السوري. وفي اليمن بدأوا مع بن عمر والرجل تفوق على نفسه في معتقده الغربي بثقافة وجود العدو واستمرار الاقتتال الي أن طرده اليمنيون بعدما أدركوا أن تباعدهم بسببه أكبر من أي تقارب يقوم بالتصنع به، وآخرهم جريفيث البريطانيي، كثير الكلام لدغدغة مشاعر أبناء اليمن وبلا مخرجات من أجل إنهاء الحرب. وكأن حرب اليمن في انتظار تركيا لتطفئها كما حدث في ليبيا.

وكانت اللعبة على وشك الإيقاع بالسودان لصناعة جبهتين سودانيتين ليتصارعا ثم تقفز الثقافة الغربية للحوار بينهما لتستمر حرب علي غرار ليبيا واليمن. وعندما تحرك الجيش السوداني لاحتواء السلطة، وكأنما تم استبدال البغيض القديم بآخر جديد، وكان حلا ولو مؤقتا رحمة من تكرار سيناريو ليبيا واليمن.

أما سورية، فكان السيناريو مختلفا بعض الشيء لأن الطرف المناهض له صبغة اسلامية وهذا يمثل خطر علي الدولة الصهيونية لو نجحوا ليكونوا على ذات مستوي السلطة الحاكمة لأنهم سيصعدون حتما الى حكم سورية. فعملوا على تمزيق المعارضة السورية من خلال شخصيات معزولة عما يحدث من تفاصيل علي أرض الواقع. أين هم الآن بعد تدمير سورية؟!! إنه العبث الثوري عندما يغيب العقل.

وكيف العلاج؟ هنا يبرز جهد النشاط المجتمعي التطوعي للتوعية بأهمية عدم الانخراط في الخداع الغربي بثقافته والتي تؤكد على أهمية الصراع من خلال وجود عدو حتى لو هو مجموعة أفراد ويتم تمويلهم بالسلاح والمال مثل داعش وغيرها. وأي معارض تتغلغل فيه تلك الثقافة ويسمح بثقافة الغرب للوقيعة بين أبناء وطنه ويطالب بالتخلص من ديكتاتور دولته فإنما هو نسخة منه وسيسلك مسلكه.


التعليقات (0)