- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
ثناء الصين على طالبان.. خطوة سياسية تبعد أفغانستان عن المجتمع الدولي
ثناء الصين على طالبان.. خطوة سياسية تبعد أفغانستان عن المجتمع الدولي
- 2 أغسطس 2023, 1:36:41 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي لأفغانستان بشكل واضح، وتلاحظ ذلك كل المنظمات الدولية والدول الرائدة دون استثناء.
يتناول مقال جورجي استاريان في "مودرن دبلوماسي"، إحصائيات الأمم المتحدة ومؤسسة آسيا والبنك الدولي وغيرها من الهياكل المؤثرة التي تدرس وتجمع البيانات عن أفغانستان.
ويشير المقال إلى أن موقف بكين الرسمي بدا متناقضًا ولا يتناسب مع البيانات والإحصاءات الفعلية.
وفي هذا السياق، قال بيان وزارة الخارجية الصينية إنه تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات من قبل طالبان لتنمية الاقتصاد، والقضاء على الفساد، وحظر المخدرات، وتحسين رفاهية الناس والنظام العام؛ مما أدى إلى نتائج فعالة".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "إن وكالة الطاقة الدولية ملتزمة بإعادة الإعمار السلمي والتنمية المستقلة لأفغانستان وتشارك بنشاط في التبادل والتعاون مع الدول الأخرى".
وأضافت: "نأمل أن تبني الحكومة الأفغانية المؤقتة حكومة شاملة وتمارس حكمًا حكيماً، وأن تواصل بذل جهود إيجابية في اتجاه يخدم مصالح الشعب الأفغاني وتوقعات المجتمع الدولي".
ولفت المقال إلى أن حكومة طالبان ردت على تصريحات بكين "بكلمات جوهرية"، وأشارت إلى أنها ممتنة للصين "لتفهمها للظروف في أفغانستان وتقديرها لإنجازات الإمارة الإسلامية على مدى العامين الماضيين، وأنها تحترم المطالب المشروعة للدول وتوصياتها، وسيتم القضاء على أوجه القصور الحالية".
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الحركة، إن "الإمارة الإسلامية تواصل السعي لتقوية روابطها في مجالي الاقتصاد والدبلوماسية".
ويعتقد الكاتب أنه ربما لا يكون من المبالغة القول إن السياسة الدقيقة والموحدة تجاه طالبان من قبل المجتمع الدولي هي وحدها التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية، واستقرار العمليات الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية.
وفي هذه المرحلة، يشارك الوسطاء الدوليون والأمم المتحدة والدول الرائدة في العالم بعملية دبلوماسية معقدة لدمج طالبان في الدبلوماسية الدولية.
الضغط والتشجيع
ووفقا للكاتب، تتطلب هذه العملية توطيدًا خاصًا وتتكون من عاملين: الضغط والتشجيع السياسي والدبلوماسي.
وتتضمن هذه العملية إلغاء التجميد التدريجي للأموال التابعة لجمهورية أفغانستان في البنوك الغربية، وإجراء حوار بشأن العملية التدريجية للاعتراف الدبلوماسي بنظام طالبان.
وفي هذا الصدد، يشير المقال إلى أن تصريحات مثل تلك الصادرة عن وزارة الخارجية الصينية قد تؤثر سلبًا على عملية السلام الدبلوماسية مع طالبان، فيما تمكنت الأخيرة من إحراز بعض التقدم في استقرار الوضع العسكري.
ومع ذلك، لا توجد نتائج "بشأن القضاء على الفساد ومحاربة تجارة المخدرات وتحسين رفاهية الناس"، كما صرح الدبلوماسيون الصينيون. ويرى الكاتب أنه يجب الثناء على طالبان فقط عندما تكون هناك نتائج، وأن العكس يحدث على سبيل المثال مع زيادة معدلات البطالة.
لا ينصح الكاتب أن تشعر طالبان بأنها لا تحتاج إلى دعم الغرب والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام؛ لأنه قد يستنتج الجناح المتطرف للحركة أن لديه ما يكفي من الدعم من الجيش الباكستاني والصين.
ومع ذلك، يُظهر التحليل الأساسي للمعلومات الإحصائية أنه لا الصين ولا باكستان قدمتا ولا تقدمان مثل هذا الدعم المالي والإنساني الواسع النطاق لأفغانستان كما قدمته الولايات المتحدة وممثلو الدول الغربية.
ويختم الكاتب بالقول إنه إذا أدارت القوى العظمى لعبة جيوسياسية متباينة في أفغانستان، في محاولة لتقوية مواقفها على حساب المصالح العالمية، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان السيطرة على العمليات.
وللحفاظ على السيطرة، يستفيد اللاعبون الإقليميون، ولا سيما الجماعات المحافظة من الجيش الباكستاني، من عزلة طالبان، حيث سيساعدهم ذلك في الحفاظ على نفوذهم المهيمن عليهم.
ومع ذلك، من المحتمل أن يؤدي هذا إلى وضع مشابه لأوقات الإمارة الإسلامية الأولى 1996-2001. وفي هذا الصدد، فإن توطيد موقف اللاعبين الدوليين، وخاصة القوى المؤثرة، أمر حاسم للتقدم في الاتجاه الأفغاني.