جلال نشوان يكتب: الأقصى الأسير يئن من ظلم المحتلين

profile
جلال نشوان كاتب صحفي
  • clock 28 أكتوبر 2021, 6:05:33 م
  • eye 458
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في مشهد يملأُ النفس غبطةً وسروراً، ينتصر المقدسيون ومعهم إخوتهم من فلسطين المحتلة دوما ً للمسجد الأقصى نيابة عن العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، انتصروا لمسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وكلهم ايمان بحتمية النصر طال الزمان أم قصر

ينام العرب والمسلمون، بينما المقدسيون وإخوتهم من فلسطين المحتلة ساهرون، ولسان حالهم يقول (نحن لها)

بينما اكتفي المسلمون ببيانات الشجب والاستنكار التي لا تغني ولا تسمن من جوع ونقول والألم يعتصرنا ..... أما آن الأوان ان تنتصروا الى مسرى الحبيب؟!!!!

المسجد الأقصى اسير، ومكبل بأغلال قوية ويحتاج لنصرة كل المسلمين في كل أماكن تواجدهم، وهنا تداهمنا أسئلة كثيرة وملحة: اين لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي ؟!!!!

يا اخوة العرب والإسلام، لقد اشبعتمونا جعجعة ولم نر طحينا، ورسمتم لنا احلاما وكلها تهاوت وسقطت وذهبت أدراج الرياح، هل هان عليكم اولى القبلتين؟


في كل يوم تشاهدون اقتحامات قطعان المستوطنين ويمر عليكم ذلك مرور الكرام، ولكن شبابنا وماجداتنا وحرائرنا يتصدون لهم كالأسود، ويتقهقر الأعداء تحت وطأة بسالتهم وعنفوانهم

أما آن أن تعوا جيدًا ما يحاك لقبلتكم الأولى التي لا تقل شرفًا وتعظيمًا عن بيت الله الحرام، فرغم أن المؤسسات الدولية والهيئات الأممية تعلم وتشهد وتقر مواثيقها ومعاهداتها بأن المسجد الأقصى مسجد إسلامي عربي تحت الاحتلال، فإنهم يغضون الطرف عن انتهاكات المحتل بحقه منذ عقود من الزمان، ولا يتحرك لهم ساكن وهم يتابعون ما يجرى من حفريات لتخريب بنيانه، ومحاولات طمس هويته، وتغيير واقعه، وسعيهم لهدم حائط البراق - الذى يسمونه كذبًا حائط المبكى - لتشييد الهيكل الذى يزعمون أنه شُيد عليه، فضلًا عن التضييق على من يريد الصلاة فيه، ومنع فئات عمرية معينة من دخوله، بل إغلاقه فى وجه الجميع مرات متعددة، ونصب الحواجز الحديدية فى محيطه ووضع كاميرات المراقبة بداخله والتفتيش المهين لقاصديه، ناهيك بالاعتداء الآثم على المسلمين قتلًا وجرحًا واعتقالًا، كل ذلك يحدث في صمت مخزٍ من المجتمع الدولي الذى لم يكترث لكل هذه الانتهاكات، ولو أن ما حدث ويحدث من الفلسطيني تجاه معبد يهودي ولو كان مهجورًا، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتحركت الدول الكبرى والصغرى، ولشنت المؤسسات الدولية والهيئات الأممية ومنظمات حقوق الإنسان حملة لا هوادة فيها.

وفي الواقع يخضع المسجد الأقصى، منذ الاحتلال الصهيوني للقدس عام 1967، لمجموعة إجراءات أمنية وسياسية صهيونية مشددة، تهدف، وفق مقدسيين ومختصين، إلى تهويده وتقليص عدد رواده من أبناء شعبنا.

وتأخذ الإجراءات الصهيونية عدة أشكال أبرزها الإجراءات الأمنية على دخول وخروج المصلين المسلمين، وتخصيص أوقات لدخول السياح الأجانب والمستوطنين، إضافة إلى منع الترميم ونشر الكاميرات ومئات الأفراد من عناصر الشرطة وحرس الحدود.

أن المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس تتعرض الي انتهاكات إجرامية، والعالم يلوذ بالصمت، الأمر الذي شجع المحتل على المضي قدماً في اجرامه، ومن هذا المنطلق، يقوم بخطواته منفرداً، غير عابئٍ بالمواثيق الدولية والإنسانية

إجراءات المحتل الصهيونية تتم ضمن مجموعة محاور بينها فرض هيمنته وتجفيف الوجود الفلسطيني، ومحاولات الطمس، والحفريات ومنع الترميم، والإجراءات الأمنية.


ومنذ إحتلال الكيان الغاصب للقدس عام 1967 وهو يخطط ليصبح الأقصى تحت قبضته بشكل تام، فاستولى على مفاتيح باب المغاربة، وبدأ يتحكم في أبوابه ويُدخل ويُخرج منه من يشاء، إن دل على شيئ ، فإنما يدل على سياسة البلطجة العدوانية البشعة ، التي تتعارض مع أبسط مبادئ الشرائع السماوية السمحاء ، التي أرست دعائم حرية العبادة وومارسة الشعائر الدينية

لقد استقدم الإحتلال الصهيوني المجرم عام 1977 وحدات من القتلة والمجرمين من ( حرس الحدود) للعمل بالمسجد الأقصى، حتى أصبح إلى جانب كل شرطي عنصر من حرس الحدود، وبعد مجزرة عام 1990 تطور الوضع بشكل أسرع، ثم شدد الاحتلال حصاره للأقصى عام 2002 بوضع أسلاك شائكة وكاميرات في محيطه تحول دون الدخول إلى ساحاته أو الخروج منها

‪سلطات الاحتلال تفرض قيوداً على دخول أبناء شعبنا ثم استخدم بعد ذلك سياسة التجفيف لتقليص الوجود الفلسطيني داخل المدينة، من خلال هدم (حارة باب المغاربة) والاستيلاء على مجموعة منشآت، ومنع أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني من سكان المحافظات الجنوبية والشمالية من الوصول إليه.

وقد ازدادت حدة التجفيف بإقامة الجدار العازل، وإخراج قرى القدس، وإقامة الحواجز ووضع قيود على دخول المصلين من أبناء شعبنا، خاصة عند استغاثات القائمين على الأقصى التي تأتي ردا على دعوات المتطرفين اليهود لاقتحامه، وتحديد سن من يسمح لهم بالصلاة.

وفي الحقيقة يسعى الاحتلال جاهداً إلى طمس المعالم الإسلامية بإخفاء قبة الصخرة والمسجد الأقصى بالعمران، مشيرا إلى تعرض المسجد لأكثر من الفين اعتداء واقتحاما منذ قدوم الاحتلال، بينها المجازر والاقتحامات اليومية ومحاولات الحرق والتفجير وانتهاك قدسية المكان والأنفاق والحفريات بأشكالها المتعددة، إضافة إلى منع

حقا نسمع منكم (يا أمة المليار ونصف) جعجعةً ولا نرى طحيناً، وهنا نتساءل:

ألا تعلموا ان الشرع قد فرض عليكم تحرير أي أرض إسلامية يحتلها العدو؟!!!

الا تعلموا أن لأرض فلسطين خصوصية اسلامية تضاعف الهمم لتحريرها وتلهب الأشواق للإستشهاد على ترابها؟!!!

الا تعلموا أن أرض فلسطين فيها المسجد الاقصى وأن الأرض التى بارك الله فيها للعالمين وهي أرض المحشر والمنشر؟!!!

أما ٱن الأوان أن انتصروا للمسجد الاقصى لتحريره من براثن الاحتلال الغاصب؟

إن المسلم الغيور على مقدساته يجب أن يحاول. وبشتى الطرق مناصرة اهل القدس الذين يصلون الليل بالنهار لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والذين يتعرضون للمضايقات وضنك العيش والضرائب الباهظة ومحاولات طردهم وسحب هوياتهم والكثير من الوسائل التي تهدف الى افراغ القدس من سكانها

سيبزغ الفجر بإذن الله، وسيتحرر المسجد الأقصى وسيمارس أبناء شعبنا شعائرهم بحرية وطمأنينة ونقول لأمة المليار ونصف مسلم إن الانتصار للمسجد الأقصى شيء عظيم وواجب شرعي وانسانى ووطنى

الكاتب الصحفى جلال نشوان

التعليقات (0)