- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: التغلغل الصهيوني في أفريقيا
جلال نشوان يكتب: التغلغل الصهيوني في أفريقيا
- 8 فبراير 2022, 7:40:43 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جاء قرار قمة الإتحاد الإفريقي بتجميد عضوية الكيان الغاصب كمراقب لدى الاتحاد،بمثابة صفعة للإحتلال و انتصار للقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا العادلة ولإرادة الشعوب الإفريقية الحُرة، وخطوة أخرى على طريق الضغط على إلكيان الغاصب ، لإنهاء احتلاله لأرضنا الفلسطينية المقدسة ووقف انتهاكاته المتواصلة والامتثال للشرعية الدولية وقراراتها.
وفي هذا المقام نتوجه بالشكر والتقدير والعرفان للجزائر الحبيبة ( رئيساً وحكومة وشعباً وكذلك لكل الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة على الجهود المضنية التي بذلوها لإعلاء شان قضيتنا الفلسطينية ، ومنع منح الكيان الغاصب صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي
وفي الحقيقة :
نحن في فلسطين ، نؤكد على اعتزازنا بالعلاقات التاريخية الصادقة بين الشعب الفلسطيني وشعوب القارة الإفريقية، التي طالما وقفت إلى جانب قضايا وحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والتحرر من الاحتلال والاستيطان ، ومن هنا شكل هذا القرار انتصاراً للحق الفلسطيني ولقضيته العادلة.. وكذلك ايمان الدول الإفريقية بعدالة قضيتنا ، ورفضها للجرائم الصهيونية والانتهاكات اليومية التي يمارسها الإحتلال المجرم بحق شعبنا
أن القرار يأتي اتساقا مع المواقف التاريخية للاتحاد الإفريقي الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للاستعمار والفصل العنصري، وأن منح الكيان الغاصب عضواً في الإتحاد هو بمثابة مكافأة على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وكانت قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا قد رفضت،قبل يومين منح صفة عضو مراقب لإسرائيل، والتي منحها إياها مفوض الاتحاد الافريقي في القمة السابقة ( موسى فقيه ،رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي ) وسط رفض من عدة دول، في مقدمتها الجزائر وجنوب إفريقيا والمغرب.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً :
كيف تغلغل الكيان الغاصب في أفريقيا ؟ وما أهدافه ؟
إن خطر الأهداف وراء التغلغل الصهيوني في أفريقيا ، يكمن في تطويق الوطن العربي وتهديد أمنه القومي ، ومن هنا فإن التطبيع مع دولة الاحتلال ، ذر الرماد في العيون ،وسيمفونية مضحكة على الشعوب ، وأن العزف على أوتار التطبيع ، هو خروج عن ثوابت الأمة وإمجادها
وما يثير السخرية بيع الوهم للشعوب العربية ، أن التطبيع جاء من أجل السلام ومساندة القضية الفلسطينية !!!!!!!!!!!!!!
الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الصهيونية العالمية تعد خططاً قذرة ، بتحريض أثيوبيا على مصر والسودان وذلك بتقديم الأموال لإقامة السدود ومنها إقامة سد النهضة الاثيوبي ، الذي ينطوي على تداعيات استراتيجية خطيرة جدآ ، وهو قطع المياه عن مصر ، لشل دورها العربي والإقليمي والدولي وما يحدث من صراع اثيوبي-مصري – سوداني وغطرسة اثيوبيا على نحو خاص حول سد النهضة لم يكن ليحدث ، لو كان هذا في زمن الوحدة العربية التي كافحت الاستعمار وانتصرت عليه ،
ومن نافلة القول نقول والإحتقان يملأ نفوسنا !!!!!!
كيف لإثيوبيا أن تستأسد على دولتين كبيرتين مثل مصر والسودان ؟!!!!!!!!
حقاً أننا نعيش زمناً مليئ بالغرائب !!!
إن أخطر اشكال التغلغل الصهيوني في القارة السمراء هو التغلغل العسكري الامني ، والتغلغل العلمي ،الزراعي على نحو مد الدول الإفريقية بخبراء صهاينة في كافة المجالات ومن بين الدول التي تتعاون مع الكيان الغاصب ( إثيوبيا، رواندا، كينيا، تنزانيا، مالاوي، زامبيا)
وهنا نتساءل :
كيف يمكن تطوير العلاقات الفلسطينية الإفريقية ؟
إن تطوير العلاقات الفلسطينية مع أفريقيا ، يحتاج إلى جهود مضنية من الدبلوماسية الفلسطينية وبالتعاون مع الجاليات الفلسطينية ، والعربية والإسلامية ، لمحاصرة السرطان الصهيوني في أفريقيا ، وهذا يضع الجميع إمام مسؤولياته
وعلى الرغم من عمق العلاقات بين فلسطين والقارة الأفريقية تاريخيا فإن التمدد اللصهيوني آخذ في الازدياد هناك، فلم تغب أفريقيا عن ذهن الساسة الصهاينة ، نظراً لما تتمتع به القارة من مزايا استراتيجية، وأهمية حيوية للأمن الهيوني ، وما تنعم به من ثروات طبيعية ومعدنية ومخزون من المياه الوفيرة. وقد بدأ مخطط التسلل الصهيوني إلى أفريقيا منذ وقت مبكر بعد تأسيس دولة الكيان الغاصب ، مستخدمة الأسطورة التوراتية ومقولة ( شعب الله المختار) تارة، والوعود بتقديم المساعدات تارة أخرى، مستغلةً فَقر القارة الإفريقية وافتقارها إلى النظم التكنولوجية والعلمية الحديثة، وكثيرا ما كان يظهر الوجه الحقيقي لدوافع هذه السياسة بسعيها للسيطرة على المواقع الحيوية، وإثارة الفتن والقلاقل، وتشجيع نزعات الانفصال وصفقات السلاح وتجارة الماس المشبوهة ..
لقد أثلج قلوبنا هذا الموقف القويّ والعادل من قبل الاتحاد الإفريقي، وبعد أيّامٍ معدودة، من صُدور قرار منظمة العفو الدوليّة المُدعّم بالوثائق، الذي يُصنّف دولة الاحتِلال بأنها دولة تُمارس سياسات التمييز العُنصري (الأبارتهايد) ضدّ الشعب الفِلسطيني في جميع الأراضي العربيّة المُحتلّة، بما في ذلك التطهير العِرقي، ومُصادرة الأراضي، وتدمير البيوت، والإعدامات الميدانيّة.
فصُدور هذا التقرير ومن منظمةٍ دوليّة تمتلك مصداقيّة عالية في الدّفاع عن حُقوق الإنسان، جاء تصحيحًا لقرار الأمم المتحدة الذي اعتبر الحركة الصهيونيّة التي أسّست “دولة الكيان
التغلغل الصهيوني ، في أفريقيا , يستدعي يقظة الأمتين العربية و الإسلامية ، خاصة وأن العالم يتغير ، حيث أدى التغير المستمر في بنية النظام الدولي إلى تغير تركيبة النخب الحاكمة في أفريقيا، وبالتالي تغيرت المفاهيم والأولويات التي تعلنها هذه النخب، الأمر الذي أدى إلى تغيير أسس وأهداف التجمعات الافريقية، وظهور ترتيبات جديدة بشأن إنشاء أسواق مشتركة ومناطق جمركية، وفى إطار هذه الحقائق والتغيرات الجديدة، أصبح من الضروري إيجاد رؤية جديدة للتعاون العربي الأفريقي على مستوى العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات العربية مع أفريقيا ، لترسيخ الوجود العربي في القارة السمراء ، ليظل فاعلاً ومؤثراً على صناع القرار في تلك الدول، واذا صدر هذا القرار الحكيم من قادة أفريقيا ،فهذا يحفز والسفارات ، والجاليات على التواصل الشعبي مع الشعوب الأفريقية، لمضاعفة الجهود لمحاصرة هذا التغلغل الصهيوني الاستعماري البشع الذي يستهدف الأمن القومي العربي ويستهدف قضيتنا الفلسطينية