جلال نشوان يكتب: الدب الروسي وأزمة أوكرانيا 

profile
جلال نشوان كاتب صحفي
  • clock 20 فبراير 2022, 3:26:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قراءة متأنية وعميقة لأزمة أوكرانيا، سيلحظ قارئ المشهد الكثير من تفاصيل الأزمة، وكيف تلاعب الدب الروسي بالغرب؟ وكيف انتصر عليهم؟ 

المؤامرة الأمريكية، كانت واضحة وجلية، وهي نصب (مصيدة للدب الروسي)، وغرقه في وحل أوكرانيا، ومن ثم يثور الرأي العام الروسي في وجه بوتن، لكسر هيبة روسيا وكبريائها ولإثبات أن السلاح الروسي غير فعال أمام السلاح الأمريكي 


وفي الحقيقة: 
أن الغرب لا يولي أهمية بأوكرانيا والدليل على ذلك، أن أوكرانيا، لها أكثر من عشر سنوات مع الغرب ولم يقدم لها شيئاً، ولم يقدم معونات اقتصادية وما قدمه سوى مساعدات لوجستية للجيش الأوكراني في هذه الأزمة!!!!!!
الغرب يريد لأوكرانيا حرباً ضروس مع روسيا، بالوكالة نيابة عنه، لانه فشل فشلاً ذريعاً، عندما مول الثورة البرتقالية في عام 2004 وفشل أيضاً في 2013 عندما أراد تفجير أزمة أوكرانيا في وجه الروس 
الدب الروسي يسعى جاهداً لعدم انضمام دول شرق أوروبا ويوغسلافيا سابقاً، تلك الدول التي كانت موالية للاتحاد السوفييتي، وليس أوكرانيا لوحدها، ومطالبة الغرب بالضمانات الأمنية، كان يقصد دول شرق أوروبا 
ثلاثي أضواء السياسة الدولية، حاولوا توظيف أوكرانيا لأهداف سياسية داخلية، فالرئيس بايدن (مقبل على انتخابات الكونغرس) وهي مسألة مصير بالنسبة إليه، وإذا فشل في الانتخابات، فإن ترامب سيعود مجدداً 
أما الفرنسي (ماكرون) فإنه مقبل على انتخابات في ابريل، لذا فإنه يبحث عن إنجاز 
أما جونسون رئيس الوزراء البريطاني، الذي توارى عن الأنظار بسبب فضائح شرب الخمر وإقامة حفلات المجون في مجلس الوزراء، والذي سيواجه تساؤلات البرلمان عن ذلك 
الألماني شولتس وقف موقفاً محايداً ، بسبب مصالحه وضمان تدفق الغاز الروسي ، لئلا يصاب الاقتصاد الألماني بالشلل 
الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وضع نصب عينيه ، تفكيك روسيا ، بعمل ربيع عربي في كازاخستان، كما في سوريا ولولا التدخل الروسي العاجل وإرسال بوتين قوات النخبة الروسية التي قمعت المحتجين واعتقلت معظمهم وزجتهم في السجون ووضعت يدها على المطار للامساك بأدوات أمريكيا  الذي أشعلت الاحتجاجات  الكازاخستانية   ، وكذلك الحرب بين  أرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا وبولندا) 
القيصر الروسي (رجل الاستخبارات، والمصارع، والغواص ، ولاعب التايكوندو  والسباح  ، والخيال ) رجل لا يشق له غبار ويطمح في عودة الاتحاد السوفيتي سابقاً ، له أسلوبه المتميز في إلقاء هيبته على الضيوف الذين يتوافدون على الكرملين ، ولعل طرده للمترجمين والحوار الشهير والتباعد بينه وبين ماكرون ، وفرصه اللهجة الروسية خير دليل على ذلك 
الكثير من الرسائل والمضامين السياسية يرسلها القيصر الروسي أثناء استقباله لضيوف الكرملين ومنها (هذه روسيا والحرب والسلام ينبثق من الكرملين) وما حدث مع ساركوزي فرنسي، عندما خرج من مقابلته، حتى أنه ابتلع لسانه وخرج مرتبكاً ولم يستطع مواجهة الصحفيين 
العملاق الروسي لقن الغرب بقيادة أمريكا دروساً في السياسة، فالسياسة لها جهابذتها وصناعها والعملاق الروسي جاءت سياساته بما لا تشتهي سفن الغرب

التعليقات (0)