جلال نشوان يكتب: الصورة أبلغ من التعبير (مرور عام على اقتحام الكابيتول)

profile
جلال نشوان كاتب صحفي
  • clock 7 يناير 2022, 9:28:41 ص
  • eye 495
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عام مضى على اغتيال الديمقراطية في عقر دارها، حيث اقتحم الغوغاء مبنى الكونغرس ، وعاثوا فيه دماراً ، وتخريباً ،كان الهدف خلط الأوراق وعدم تسليم السلطة للرئيس بايدن

ورغم هذا الزلزال الذي هز العالم بأسره ، صوت الكونغرس على فوز بايدن رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ب 306 صوتا ، حيث أسدل الستار على حقبة عنصرية بشعة ،ساد فيه الخطاب الشعبوى الذى أساء الى ديمقراطية أمريكا والتي يبلغ عمرها اكثر من 270 عاما وبالرغم من بشاعة المشهد الا ان النظام السياسي الأمريكي استطاع امتصاص الهجمة وإعادة التوازن لمؤسساته بعد ليلة دموية راح ضحيتها أربعة أمريكيين ،انتصرت فيها الحكمة على اللغوغائية والشعبوية القذرة ،وهنا يجب تسليط الضوء على الكثير من الثغرات التي سادت المشهد الأمريكي وهى :

الأولى: ان الديمقراطية الأمريكية بحاجة الى إعادة تجديد حيويتها وشبابها وهذا ما تداوله الكثير من المفكرين السياسيين الأمريكيين

الثانية: كيف للكونغرس، بيت الديمقراطية وبرلمان الشعب الأمريكي ان يحدث فيه هذه الثغرة الأمنية العميقة، بحيث يدخل الغوغاء ويحطموا نوافذه ويعيثوا فيه فسادا !!!! ، ولولا استدعاء الحرس الوطني من فرجينيا لحدثت امور لا تحمد عقباها ويبقى السؤال الملح:

كيف لديمقراطية عمرها 270 عاما ان تنتج رئيسا شعبويا عنصريا ،أساء لأمريكا داخليا وخارجيا ،الأمر الذى جعل بايدن يصفه بانه عار وطني

تحديات كبيرة تنتظر بايدن ومنها التصدي للخطاب الشعبوى والكريه (العنصريين البيض الذين يمقتون كافة الشرائح فى المجتمع الأمريكي)، ومن ضمن التحديات إعادة الصورة المشرقة لأمريكا التى تلاشت وخاصة مع حلفائها التقليديين ،لذا الأمر بحاجة ماسة وملحة لإعادة ترميم وتصويب وصياغة الأمور

المشهد كان مليئا بالتطورات الدراماتيكية ،حيث كان الهدف سرقة بطاقات المجمع الانتخابي وارباك اعضاء الكونغرس و من ثم ارتفاع منسوب الاحتقان وترسيخ الانقسام في المجتمع الأمريكي


الحقبة الترامبية ، حقبة سوداء أضاعت هيبة الولايات المتحدة الأمريكية أمام العالم وهذه أبرز التحديات الكبيرة التى تنتظر بايدن وهى إعادة اللحمة الى المجتمع الأمريكي الذى ساد فيه العنف والاحتقان

كانت ضبابية المشهد ماثلة للعيان ، فنائب ترامب (بنس) أعلن وعلى الملأ أن بايدن هو رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ب 306 صوتا ليسدل الستار على مرحلة سوداء فى التاريخ الأمريكي ويظل السؤال الأكثر أهمية متى يتخلص المجتمع الأمريكي من ظاهرة ترامب وتبقى الصورة أبلغ من التعبير ، لتدل دلالة واضحة على ديمقراطيتهم الزائفة التي يسوقونها على الشعوب

حقا: لقد مرّ عام على اقتحام الكابيتول الشهير، في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، الذي اعتبر من أهم الأحداث التي سوف تترك بصماتها على السياسة الأميركية لسنوات قادمة، ومن الأهمية بمكان النظر لرواية الحزبين حول ما جرى.

وعلى عكس الأزمات السياسية الأميركية السابقة، ضُربت الديمقراطية الأميركية في قلبها مع تحرك الآلاف من أتباع الرئيس السابق دونالد ترامب -الذي رفض تقدّم جو بايدن عليه في سباق الرئاسة- واقتحامهم مبنى الكابيتول (الكونغرس) في محاولة لوقف المصادقة على نتائج الانتخابات.

وعلى مدى عام كامل، سيطر الاستقطاب الحزبي على كل تداعيات أحداث السادس من يناير/كانون الثاني 2021 بداية بتسميتها، مرورا بمحاكمة ترامب برلمانيا، وصولا إلى تشكيل لجنة تحقيق، وانتهاء برؤية متناقضة لمسار التحقيقات.

لقد فشل الرئيس السابق دونالد ترامب في تقديم أي دلائل يؤكد بها مزاعمه بتزوير الانتخابات، وسرقتها منه، لصالح جو بايدن، واستمر في رفضه الاعتراف بنتيجة الانتخابات.

ولم يعبأ ترامب بمحاكمته برلمانيا، بل حرّض على التمرد ضد الحكومة الأميركية بهدف عرقلة الانتقال السلمي للسلطة. ورغم أن مجلس النواب أدانه في يناير/كانون الثاني الماضي بتهمة دعم التمرد والتحريض على اقتحام الكونغرس، فإن محاكمته أمام مجلس الشيوخ أدت إلى تبرئته.

وبعد عام على هذه الأحداث، اختلف الأميركيون على توصيف ما جرى؛ فبعض الجمهوريين يراه احتجاجا معقولاً في حين اعتبره بعض الجمهوريين شغباً خرج عن السيطرة

وعلى النقيض، يرى ديمقراطيون أن اقتحام الكابيتول محاولة انقلاب على نتائج الانتخابات، في حين يصفه آخرون من الحزب نفسه تمرد خطط له الرئيس ترامب

ما تشهده الساحة الأمريكية من احتقان ، ومناكقات سياسية ، ستظل تداعياته لسنوات عديدة ، ومنها تجذر الشعوبية في المجتمع الأمريكي التي أرسى دعائمها ترامب وعصاباته

التعليقات (1)
Fiona Mann clock منذ سنتين

Aliquam eligendi suscipit non maxime totam quibusdam recusandae fuga. Soluta est est et fugiat eos harum.