جمال الجمل يكتب: شهيد "العوجة".. اعتذار إلى جيل لم نقدره حق قدره

profile
  • clock 8 يونيو 2023, 4:44:48 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تمهيد طويل لا بد منه

ببندقية هالكة وجسد نحيل كنَس الجنديُ مجند محمد صلاح إبراهيم الدسوقي أوهامَ التطبيع، وكشف كذب الأماني التي انساق إليها ابن زايد والبرهان وقبلهما وبعدهما "كورَس" المرددين لأغنية "السلام الزائف".

الجديد هذه المرة أن نظام "كامب ديفيد" لم يصف المجند بأنه "مجنون"، وهو الوصف الذي تكرر في معظم حالات التصدي المسلح للتطبيع؛ من سعد حلاوة في قرية "أجهور" على بوابة دلتا مصر، إلى أحمد الدقامسة في "الباقورة" شرقي الأردن، مرورا بسليمان خاطر في "رأس برقة" وأيمن حسن في "رأس النقب"، وتنظيم "ثورة مصر" الذي تجاورت فيه أوصاف الجنون مع الخلل النفسي والإدمان واتهامات أخرى..

التصريحات الرسمية في القاهرة حاولت تكييف "المواجهة المسلحة" بأنها نتيجة لملاحقة مهربي المخدرات عبر الحدود، تطبيقا لالتزام نظام كامب ديفيد بأمن إسرائيل وحماية حدودها (كما أشار الجنرال سمير فرج مسؤول الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة، وكما ذكر رئيسه (السيسي) في خريف 2017 أثناء إلقاء كلمته في الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا حرص مصر على أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع نظيره الفلسطيني، ونتذكر أن السيسي قال في الكلمة نفسها إن "يد العرب ممدودة للسلام" وإن "الأوان قد آن لكسر جدار الكراهية")..
 

تكتسب "معركة العوجة" أهمية كبيرة في قراءة المسار الذي تتجاهله أنظمة "التتبيع"، بزعم أن إسرائيل "واقع لا بد من التعايش معه"، بينما واقع الحال تعبر عنه عبارة متداولة في الجمعية العمومية لشباب عين شمس (بالطبع لا تتأخر عن ذلك الكثير من الأحياء الشعبية العربية والإسلامية): "علّموا أولادكم الصلاة والصوم وكراهية إسرائيل"


وفي أوج "أورجازم السلام الدافئ" انطلقت رصاصات الشهيد محمد صلاح فأصابت في مقتل الخرافة التي تحدث بها السيسي، والتي روّج لها الصهاينة قبله، عن "سهولة كسر الحاجز النفسي" و"حتمية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعرب" و"تجاوز مشاعر الكراهية"، مقابل التعاون الاقتصادي وتبادل المصالح..

من هنا تكتسب "معركة العوجة" أهمية كبيرة في قراءة المسار الذي تتجاهله أنظمة "التتبيع"، بزعم أن إسرائيل "واقع لا بد من التعايش معه"، بينما واقع الحال تعبر عنه عبارة متداولة في الجمعية العمومية لشباب عين شمس (بالطبع لا تتأخر عن ذلك الكثير من الأحياء الشعبية العربية والإسلامية): "علّموا أولادكم الصلاة والصوم وكراهية إسرائيل"..


هذه العبارة كانت مؤثرة بشكل كبير في تكوين الشاب محمد صلاح، خاصة عندما تحولت إلى هاشتاج بعد اقتحام المسجد الأقصى وطرح المصاحف على الأرض. وبرغم صمته في الإجازات أثناء تعليق المعارف والأصدقاء على ما يحدث في الأقصى، إلا أن الصورة والتعليقات الغاضبة المتداولة حولها ترسّبت في أعماقه، وسكنت منطقة "السبليمنال" الخطرة، والمقصود هي منطقة الإدراك الخفي باللا شعور أو "العقل الباطن".

لكن هذا لا يعني أن الصورة كانت الحافز الوحيد للقيام بعملية مصيرية كهذه.. تكلف الشخص حياته كلها، لذلك اهتممت بدراسة البيئة التي أنجبت مقاتلا كهذا، إذ لا يمكن أن تكون القصة كما كيّفها الجانب المصري باعتبارها "صدفة" و"انعدام خبرة" من شرطي حمل سلاحه بمفرده وقرر مطاردة عصابة تهريب، وأطلق الرصاص في "فرح العمدة" فأصاب بالخطأ جنودا ظن أنهم مهربون! وحرصا على الناس سأتجنب عدم ذكر أسماء لأسباب أمنية، وفي حالة الضرورة سأستخدم أسماء مستعارة إن سمح السياق وسنح المجال بالحديث عن ملامح تكوين محمد صلاح وبيئته في مقال مقبل.

الطاغية والشهيد

عقب الحادث عرفنا التفاصيل (كالعادة) من الجانب الآخر، وطالعنا التقارير والصور عن ليا بن نون ورفيقيها الجنديين المقتولين، وشاهدنا رقصاتها على "تيك توك" ومقاس حذائها ومشاعر صديقاتها، وظل الجندي المصري مجهولاً، حتى أن الناس استبقوا المعلومات وتبرعوا بنشر صور لشهداء آخرين، واخترعوا أسماء لسد جوع المعلومات المحبوسة.
 

انفجرت الميديا الاجتماعية في عملية "استفتاء حي" وضعت "الطاغية" في مقابل "الشهيد": الأول يصالح ويصافح ويبتسم ويبشر بالرخاء المقبل من تسريع التطبيع وغسل الغاز الذي سمح لنا "الصديق الإسرائيلي" بالسمسرة فيه، والثاني يتوغل ويطارد ويطلق الرصاص متيقنا أن هذا أسلوب التعامل مع العدو


وبعد ساعات طويلة وصلت معلومة عن "الشهيد المصري" من الإعلام الإسرائيلي، فانفجرت الميديا الاجتماعية في عملية "استفتاء حي" وضعت "الطاغية" في مقابل "الشهيد": الأول يصالح ويصافح ويبتسم ويبشر بالرخاء المقبل من تسريع التطبيع وغسل الغاز الذي سمح لنا "الصديق الإسرائيلي" بالسمسرة فيه، والثاني يتوغل ويطارد ويطلق الرصاص متيقنا أن هذا أسلوب التعامل مع العدو.

نتيجة الاستفتاء التي تستبق الانتخابات الرئاسية في مصر واضحة، والرأي العام كان صريحا وقاطعا:

لا تتساوى يدُ سيفها كان لك
بيدٍ سيفُها أثكلك

هذه الورطة ذكرتني بما كتبه الفيلسوف سورين كيركيجور في يومياته عن الفرق بين الطاغية والشهيد (وكان حينها يتأمل تضحية انتيجون كمواطنة تحت سلطة خالها الطاغية كريون ليقول لنا من عاش؟ ومن مات؟.. من انتصر؟ ومن خسر؟): "الطاغية يملك القرار بالرغم من أنه لا يعرف المسار الصحيح، بينما الشهيد لا يملك القرار بالرغم من أنه يعرف المسار الصحيح".

لذلك عندما يمضي الشهيد في مساره لا بد أن يخالف قرار الطاغية، ويتخذ قرارا ذاتيا في مسار عام صحيح، من الطبيعي أن يؤدي قرار كهذا إلى تأييد أغلبية المنتمين للمسار الصحيح.

في هذه اللحظة تتجلى المفارقة العظيمة بين الطاغية والشهيد، والتي يلخصها كيركيجور في عبارته الثاقبة: "عندما يموت الطاغية ينتهي حكمه، وعندما يموت الشهيد يبدأ حكمه"..

فموت الشهيد ميلاد للمسار الصحيح في مواجهة أصحاب القرارات في المسارات الخاطئة، ومن هنا تأتي ورطة الصهاينة وعملائهم في الأنظمة الخانعة، لأن لحظة التحول من "مواطن مطيع" أو "مجند داخل النظام" إلى "شهيد"؛ هي نفسها لحظة نادرة لانتزاع القرار بشكل مؤقت وإلقاء الضوء بكثافة على انحراف المسار الرسمي، وتنبيه الناس للمسار الصحيح الذي يتعمد الحكام التعتيم عليه..
 

من هنا تأتي ورطة الصهاينة وعملائهم في الأنظمة الخانعة، لأن لحظة التحول من "مواطن مطيع" أو "مجند داخل النظام" إلى "شهيد"؛ هي نفسها لحظة نادرة لانتزاع القرار بشكل مؤقت وإلقاء الضوء بكثافة على انحراف المسار الرسمي، وتنبيه الناس للمسار الصحيح الذي يتعمد الحكام التعتيم عليه


من يكون محمد صلاح؟

شاب يتيم من جيل المهرجانات، ربما لو قابله أحدكم في الشارع قبل 3 حزيران/ يونيو 2023 لتأفف منه وسخر من هيئته الفقيرة وملابسه ونظارته الملونة ولغته وعدم استكماله لتعليمه، وربما لو تصادف وجاء لإصلاح نافذة الألومنيوم في منزلك، لربما نهرته واستبدلته بعامل آخر أكثر كفاءة مستكثرا عليه أجرة الإصلاح أو التركيب، وإذا تورطت لسبب في مطالعة صفحته على "فيسبوك"، لربما سخرت من خلطة "البزرميط" التي تجتمع فيها التأثيرات الوهابية والسلفية مع ارتداء الشورت والكاب، وتتداخل فيها لغة شباب الشوارع مع الأدعية الدينية والدعوة للصلاة على النبي..

والمثير للتفكير العميق أن الصفحة نفسها التي لم تحظ بأي اهتمام أو تفاعل قبل 3 حزيران/ يونيو، إلا من أفراد قلائل من أصدقاء "المجند الفقير"، صارت أعلى الصفحات نشاطا وترويجا خلال ساعات قليلة وحظيت بدرجة فائقة من التفاعل.

والصور الشخصية المنشورة في الصفحة غالبا ما كانت مثارا لغريزة التقييم السلبي والتنمر، لكنها بعد إطلاق الرصاص على الحدود، صارت الأكثر طلبا ومشاركة، برغم ما فيها من سمات شعبية بسيطة، وتعبيرات تحتال على الواقع الصعب لاستحلاب البهجة من الأيام القاتمة..

محمد صلاح مثله مثل ملايين نتعامل معهم كل يوم باعتبارهم "شباب بيئة" من جمهور أغاني المهرجانات، وأتباع دعاة السلفية، وأنصار الإخوان المضحوك عليهم بدولة تطبيق الشريعة، ومرتكبي جرائم التحرش والتنمر والبلطجة والخطف بالتوكتوك.. أجيال تغرق في عالم خاص وتنتمي لتشكيلات ألتراس كرة القدم أكثر مما تنتمي لأحزاب سياسية أو للوطن نفسه. ولم يكن صلاح منعزلا عن محيطه الذي تغلب عليه النزعة السلفية البسيطة، وحماس ألتراس أهلاوي، والمفاخرة الاجتماعية البريئة من خلال صرخة الوجود الضائعة في فراغ السلطة: نحن هنا. وسوف أعود للحديث عن ملامح تشكيل هذا الجيل في مقال لاحق إذا شاء الله..

من نكون نحن؟

نعم.. هذا هو محمد صلاح، ولا عيب في ذلك كله.. العيب الأكبر والأهم في عدم فهم وتقدير هذا الجيل وصولاته في الحياة، فصلاح (وأصحابه مثله) لم يُنظر إليه كبطل بعد إطلاق الرصاص على الصهاينة وفقط.. لكن صلاح اعتُبر قبل ذلك "بطلا" لحياته وفي حياته.. توفي والده في حادث مفاجئ بلا دخل يكفي نفقات الأسرة، ترك صلاح مدرسة التعليم الفني ليلتحق بأي عمل يساعد في ستر الأسرة مع شقيقه الأكبر (محمود)، ومن دون تصدير الألم والحرمان لشقيقه الطفل (عبده).

 

من المنطقي أن هذه الظروف المعيشية القاسية تتطلب أملا ما، وحوافز ما، وأدوات ما، وملطفات ما، وأسبابا أيضا للصمود، وفي سبيل تحقيق ذلك قد تتشكل "خلطة" جديدة وغريبة، لا يدرك أهميتها إلا من يحتاج إليها، ومثل بندقية صلاح المتهالكة، تتحول "خلطة الحياة القاسية" إلى سلاح فعال


ظروف معيشة قاسية تتطلب إرادة في مواجهتها من غير سقوط، خاصة وأن الواقع الصعب يبرر سقوط الكثيرين من حولك، حتى يصبح الانحراف والخلل هو السائد في الواقع المرتبك، لكن أصحاب الإرادة وحدهم يدركون بوعي فطري أهمية الصمود (أنا ثابت وسط ناس كتير خابت).. ألا تذكرنا هذه الكلمة التي كتبها صلاح على صفحته بحالة "القابضين على الجمر"؟.. ألا تدلنا على وعيه بعظمة الحفاظ على نفسه مهما سقط الكثيرون من حوله؟ (ولهذا علاقة بمثال كيركيجور عن المسارات الصحيحة والمسارات الخاطئة، بحيث يمكن تصور أزمة الفرد الصالح في دولة منحرفة أو مجتمع يعاني من فقر الأخلاق).

من المنطقي أن هذه الظروف المعيشية القاسية تتطلب أملا ما، وحوافز ما، وأدوات ما، وملطفات ما، وأسبابا أيضا للصمود، وفي سبيل تحقيق ذلك قد تتشكل "خلطة" جديدة وغريبة، لا يدرك أهميتها إلا من يحتاج إليها، ومثل بندقية صلاح المتهالكة، تتحول "خلطة الحياة القاسية" إلى سلاح فعال في "المعركة الصحيحة"..

دون استطرادات كثيرة أقفز على الحقيقة التي يجدر بنا أن نعترف بها ونتعامل معها:

آن لنا أن نعترف بالخلطة الجديدة التي آلت إليها بلادنا، لم يعد من العقل ولا العدل أن نتجاهل المصير الذي أصبح واقعنا لمجرد أننا نتوهم واقعا نظريا أو ذهنيا نستورده من الخارج..

آن لنا أن نتوقف عن الانبهار؛ مستسلمين لاستنتاجات "جيل كيبل" عن الصحوة الإسلامية، و"باتريك هايني" عن إسلام السوق..

آن لنا أن نتحرر من التصنيف الأمريكي للإرهاب.. آن لنا أن نكافح "العنصرية الاقتصادية" التي يقود فيها الغني ذوق الفقير، فإما يسلخه من هويته ومعيشته ويجعل منه مسخاً في خدمته، وإما يقيم أسوار "الأبارتايد" بين كومباوندات الأثرياء "المتحضرين"، وأحياء الفقراء المكدسة بالخدم واللصوص والهمج، و"نفايات البشر" كما تنظر إليهم الحكومات الجاهلة، المسحورة بمقال "مالتوس" سيئ السمعة، الذي دشن الحديث الكاذب عن مخاطر الزيادة السكانية على حياة المترفين..

أقولها بكل صراحة وإنصاف: لم يعد من العقل ولا العدل أن نتجاهل الحال الذي أصبح حالنا، والمعيشة التي صارت معيشة أهلنا..

وعن نفسي أبادر بالاعتذار الشديد لكل أبناء هذا الجيل المسحوق، وأجدد عزمي على مراجعة أفكاري الاجتماعية والسياسية بشكل شامل، فلا خير في الإنسان إن لم يدرك ويستدرك.. لا جدوى منه إن لم ينصلح قبل أن يصلح، لا عقل له إن لم يتجدد قبل أن يطالب بالتجديد..
 

أبادر بالاعتذار الشديد لكل أبناء هذا الجيل المسحوق، وأجدد عزمي على مراجعة أفكاري الاجتماعية والسياسية بشكل شامل، فلا خير في الإنسان إن لم يدرك ويستدرك.. لا جدوى منه إن لم ينصلح قبل أن يصلح، لا عقل له إن لم يتجدد قبل أن يطالب بالتجديد


وبكل صدق وصراحة أرى أننا لا نستطيع العبور إلى أي مستقبل أفضل، إلا من خلال تقدير واقعنا الفعلي والتصالح معه، فلو كانت الشعوب "أطفال سِفاح" لوجب الاعتراف بها وتوفير حياة كريمة لها، لإفساح المجال لمشاركتها النافعة في مستقبل مشترك للجميع، فما حدث للشعوب ليس من فعل الناس، لكنه جريمة حكام المسارات الخاطئة..

لذلك أنادي بمراجعة معايير (عنصرية) التنوير المتعالي المستلب الذي يحقر الوهابية والفكر السلفي، ويهاجم أغاني المهرجانات، ويتهكم على السلوك الشعبي باعتباره "بيئة"، وينظر إلى المشاريع الإسلامية باعتبارها مشاريع ظلامية، بينما يباهي ويروج للمشاريع المستوردة من الفكر الغربي، برغم ما تعانيه من غربة عن التربة، وما تزخر به من ثغرات وعوالق تحول دون انتشارها ونجاحها، في مجتمع لم يجد ما يسد فراغه (من داخله) إلا ارتباطه بعقيدته الدينية.



آن لنا أن نراجع نتائج 200 سنة من التحديث الزائف، وندرس فوائده ومصائبه، فبالرغم من الدفع الإعلامي والاستخباراتي والتمويل المفرط للمشاريع المستوردة سواء كانت ليبرالية أو شيوعية، إلا أن الاستجابة ظلت في حدود النخبة التي تم استلابها بنوع من "الإرهاب الإعلامي" الذي كرس حالة ممسوخة من التقدم، وحاصرها في حدود المظهر المنسوخ برداءة من أصل غريب، مع وصف كل "محلي" (شرقي.. عربي.. إسلامي.. أفريقي) بأنه متخلف وهمجي..

لا أجادل في وجود ثغرات بالفعل في المشاريع الإسلامية المطروحة من حيث عدم مراعاتها لمقتضيات اللحظة التاريخية (مشكلة التحديث) ومن حيث متطلبات المستقبل، وفي مقدمتها تأمين معيشة تكافلية تضامنية تفسح المجال لاحترام الاختلاف في الفكر البشري دون هيمنة ولا تنميط ولا تقييد للفكر والاعتقاد (نتفق على السلوك ونترك المجال لحرية الفكر والاعتقاد.. (نتفق على الشريعة ولا نتدخل في العقيدة.. نحتكم إلى دستور متفق عليه يساوي بين الجميع بلا تمايز ولا احتراب)..

الاختيار

طرح السيسي مبدأ "الاختيار" ليقول لنا إن المنسي ضابط وهشام عشماوي ضابط: الأول اختار "فسطاط أهل الخير"، والثاني اختار "فسطاط أهل الشر"..

لا أعترض على المبدأ الذي أسس به كيركيجور ثنائية الفكر الوجودية بين الاختيار والالتزام، بالعكس أؤيده جداً، لذا أنبّه السيسي إلى أن الشهيد محمد صلاح يعيد طرح "معضلة الاختيار"، لكنها هذه المرة بين الجنرال وبين الجندي مجند.. بين المهادن والمقاوم.. بين الحاكم والمحكوم..

وأعتقد أن الشعوب قالت كلمتها في الاختيار..

لكن يا ترى هل يقبل السيسي بتحمل مسؤولية الاختيار هذه المرة؟

وهل يستطيع أن يطبق مثاله عن الفسطاطين ويخبرنا من يكون أهل الشر؟

محمد صلاح والذين معه؟.. أم السيسي والذين معه؟

..
للمقال بقية، فالقصة طويلة وخطيرة وكاشفة وتستحق البحث والتفكير والمراجعة والمكاشفة الشجاعة.

 

 

 

 

 

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)