- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
جولة أردوغان الخليجية.. من تطبيع العلاقات إلى توثيق التعاون (خبراء)
جولة أردوغان الخليجية.. من تطبيع العلاقات إلى توثيق التعاون (خبراء)
- 17 يوليو 2023, 9:42:43 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إسطنبول / محمد شيخ يوسف / الأناضول
- أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر علي باكير: نشهد مرحلة انتقال من التطبيع إلى توثيق التعاون، والزيارة ستعزز موقف تركيا ودول الخليج إقليميا ودوليا
- الكاتب والباحث اليمني ياسين التميمي: السعودية والإمارات وقطر مفتحة على تطوير العلاقات مع تركيا
- الكاتب المصري ياسر عبد العزيز: أساس الزيارة هو جذب الاستثمارات لاسيما في قطاع الصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى "تصفير المشاكل"
اعتبر خبراء عرب أن جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السعودية وقطر الإمارات بين 17 و19 يوليو/ تموز الجاري، بمثابة انتقال من تطبيع العلاقات إلى تعزيز التعاون.
الخبراء رجحوا في أحاديث مع الأناضول، أن تركز الجولة على تعاون اقتصادي أوسع وفي قطاع الصناعات الدفاعية التركية المتميزة، مشددين على أنها ستنعكس إيجابا على مجمل العلاقات التركية العربية.
وتأتي الجولة بعد فترة من التحضيرات شملت زيارات لمسؤولين أتراك كبار إلى الدول الثلاث، تحضيرا للمباحثات التي سيجريها الرئيس أردوغان خلال أول جولة خارجية له منذ إعادة انتخابه في مايو/ أيار الماضي لفترة رئاسية تستمر 5 سنوات.
خطوة إلى الأمام
أستاذ العلاقات الدولية في مركز ابن خلدون بجامعة قطر علي باكير قال إن "زيارة الرئيس أردوغان تأتي في سياق إعادة انتخابه وتثبيت موقعه على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية".
وتابع: "كما تأتي بعد الاتفاق حول عضوية السويد في (حلف شمال الأطلسي) الناتو مقابل التنازلات التي قدمها الجانب الأوروبي والأمريكي لتركيا، والتي يبدو أنها تتناسب مع المطالب والشروط التركية المسبقة".
وبعد نحو عام من انتقادات أنقرة لتساهل ستوكهولم مع أنشطة جماعات معادية لتركيا، لاسيما تنظيم "بي كا كا" الإرهابي، قرر أردوغان قبل أيام إحالة طلب السويد الحصول على عضوية الحلف إلى البرلمان التركي للتصويت عليه.
باكير أردف أن "الزيارة تأتي أيضا في سياق تمتين العلاقات التركية الخليجية والدفع بها قدما إلى الأمام على المستويات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية، خاصة وأنها تأتي بعد تطبيع كامل للعلاقات بين تركيا ودول مجلس التعاون الخلجي، وعلى رأسها الإمارات والسعودية".
وتابع: "أعتقد أننا نشهد مرحلة انتقال من التطبيع والتعاون إلى توثيق التعاون والدفع به خطوة إلى الأمام، وستركز الزيارة على المكاسب المشتركة لجميع الأطراف فيما يتعلق بالاقتصاد والاستثمار والتجارة والسياحة والطاقة".
"وبالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك والتي تصب في مصلحة الطرفين، ستشمل الزيارة أيضا مناقشة تعاون أكبر على المستويين الدفاعي والأمني، وأعتقد أنها ستعزز موقف كل من تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي على المستوين الإقليمي والدولي"، وفق ما أضاف باكير.
العلاقات العربية التركية
متحدثا عن انعكاس أوسع لزيارة أردوغان، أعرب باكير عن اعتقاده بأنها "ستكون بمثابة قاطرة انتقال بالعلاقات التركية العربية إلى مستوى أكثر تطورا ونضجا".
وأردف: "يوجد تطور للعلاقات التركية العربية على عدة مستويات، ومؤخرا حدث تطور على مستوى العلاقات التركية المصرية، وكل هذه المواضيع المتعلقة بالشأن الإقليمي مرتبطة ببعضها البعض، لذلك التنسيق والتعاون أمر لا مفر منه".
وبالنسبة للعلاقات التركية القطرية، قال باكير إنها "ممتازة وتتسم بالاستقرار ويسودها طابع التحالف، لا سيما منذ عام 2014".
وأضاف أن "العلاقات التركية الإماراتية صاعدة بسرعة وقوة لا سيما على المستوي الاقتصادي الاستثماري وأيضا على المستويين الدبلوماسي والعسكري، وأعتقد أن الإماراتيين يتطلعون إلى علاقات أعمق فيما يتعلق بالاقتصاد والدفاع والأمن".
أما بشأن العلاقات التركية السعودية، فأعرب باكير عن اعتقاده بأن البلدين يسعيان إلى "تعزيز تطبيع العلاقات بالتركيز على أسس ثابتة تساعد على الانتقال بالعلاقات إلى مستوى أعلى، لا سيما على المستويات الاقتصادية والتكنولوجية والدفاعية".
وشدد على "أهمية قطاع الإنشاءات والعقارات أيضا للطرفين.. المرحلة الماضية شهدت توقيع عدد كبير من الاتفاقات بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، ويوجد الآن اهتمام خليجي أكبر وأوسع بالصناعات الدفاعية التركية".
ومرجحا وجود "صيغ عديدة من التعاون يتطلع الجانب الخليجي إلى مناقشتها مع تركيا"، قال باكير إن "هناك تصور عن شراكات في قطاع الصناعات الدفاعية، سواء من خلال جمع العنصر المالي والبشري والتكنولوجي وكذلك أفكار عن إقامة مصانع إنتاج أو نقل للتكنولوجيا (التركية)".
أول جولة خارجية
الكاتب والباحث اليمني ياسين التميمي، قال إنه "ليست مصادفة أن يزور الرئيس أردوغان المنطقة العربية في أول جولة خليجية (بعد إعادة انتخابه)، وليست مصادفة أن تشمل الزيارة السعودية والإمارات وقطر".
التميمي أوضح أن "هذه الدول تحتفظ بشراكة قوية على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهناك آفاق واعدة لتطوير هذه الشراكة في ظل انفتاح البلدان الثلاثة على تطوير علاقاتها مع تركيا بالنظر إلى ما مرت به العلاقات بينها وبين أنقرة من محطات اختبرت مصداقية تركيا كشريك وحليف موثوق".
وزاد بأن الزيارة تأتي "في ظل تقلبات خطيرة تشهدها العلاقات بين الدول على وقع تطورات جعلت أيدي الجميع على الزناد بانتظار ما قد تؤول إليه الحرب الروسية الأوكرانية (المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط 2022) والتصعيد الغربي تجاه الصين، وفي وقت تبدو فيه المنطقة العربية بأمس الحاجة إلى مغادرة مربع العنف والصراع الذي استنزف طاقاتها ومواردها وقوض العلاقات بين بلدانها".
ومشيدا بجولة أردوغان الخليجية، قال التميمي إنها "تتطابق مع أولويات تركيا ذات الطابع الاقتصادي والاستراتيجي، وتعبر عن حاجة مشتركة لدى الدول الثلاث لتطوير علاقتها مع السوق والاقتصاد التركيين".
وختم بأن تطوير العلاقات يؤدي إلى "البناء على المنافع الاقتصادية في إنجاز شراكة استراتيجية تغطي احتياجات البلدان الثلاث إلى الاستفادة من الصناعات العسكرية التركية، التي أثبتت كفاءتها العالية، وهو ما عمَّق ثقة بلدان المنطقة بالسلاح التركي وفي مقدمته الطيران المسيّر والقذائف الذكية".
تصفير المشاكل
أما الكاتب المصري ياسر عبد العزيز فقال إن "أساس زيارة الرئيس أردوغان هو الاستثمارات وسياسة تصفير المشاكل، ما يصب في صالح التنمية والرفاه".
وأردف: "يمكن الحديث عن دعم قطري واستثمارات لتركيا، وهي ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها الدوحة بهذا الاتجاه، فالاستثمارات القطرية (في تركيا) واضحة وكذلك الاستثمارات الإماراتية في القطاع المالي والتي دخلت رويدا إلى مجال التصنيع، والكويت لديها استثمارات".
ومن بين قطاعات التعاون المحتمل، بحسب عبد العزيز، "الصناعات الدفاعية بين تركيا وكل من السعودية والإمارات وقطر، وهو ما ستركز عليه لقاءات الرئيس أردوغان، وبالفعل توجد علاقات بين تركيا وقطر من خلال استيراد منتجات تركية واستثمارات قطرية في تركيا".
وتابع: "وأحد أهداف أبوظبي أيضا مع عودة العلاقات مع أنقرة، الاستثمار في القطاع الدفاعي، إذ تبذل الإمارات جهدا كبيرا في هذا القطاع وتعمل على تطوير الشراكات واستقطاب الشركات الكبيرة".
وشدد على أن "تركيا أثبتت جدارتها في قطاع الصناعات الدفاعية، ومنها المسيّرات، ما يجعل الإمارات تنخرط في شراكة مع تركيا في المسيّرات والمدرعات وغيرها من المشاريع".
كما "سيتوسع مجال التعاون في الصناعات الدفاعية، فالسعودية لديها مشروع كبير وضخم ويحتاج شركات عديدة، ومن غير المستبعد أن تتوسع مجالات عمل الشركات التركية في التقنية والمقاولات بالسعودية، وستنعكس العلاقات التركية الخليجية على العلاقات التركية العربية بشكل إيجابي"، وفقا لعبد العزيز.