- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
حازم مهني يكتب أمهاتنا نور قلوبنا
حازم مهني يكتب أمهاتنا نور قلوبنا
- 21 مارس 2024, 6:54:56 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إن أمهاتنا أمل حياتنا ،و نور قلوبنا، فالأمومة الإنسانية فطرة راقية عن كل الكائنات ،إختص الله بها حواء، فالأمومة رحمة وطيبة قلب، وضياء روح وسلامة صدر ، حب و نقاء، و إحتواء وتضحيات، وهمة عالية، فالبنت التى تراعى إخوتها أو والديها هى أم، المدرسة التى ترعى تلاميذها هى أم، الدكتورة التى ترعى طلابها ،هى أم ،الطبيبة التي تراعي مرضاها هي أم ،الأمثلة كثيرة ،تؤكد أن: الأم هى من يتعامل معها يشعر بتعامل الأم من طيبتها ،و شدة الرقي ،و الحنو ،و العطاء ،أما أمهاتنا الأفاضل ،( الوالدات ،من حملن ،و أرضعن ،و وضعن ، و ربّين ) ماذا عساى أن أكتب ،مهما أسعفتنى الكلمات والمشاعر ، فقد كرّمكم الله من فوق سبع سماوات فى كل شرائعه السماوية ،فقال تعالى ،في كتابه العزيز:
(” و قضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا “).
( و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ).صدق الله العظيم.
وفي الانجيل:
" أكرم أباك بكل قلبك ولا تنس مخاض أمك" (سفر يشوع بن سيراخ 7: 29) .
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ، وَلِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ علَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (سفر التثنية 5: 16).
أيها الأحبة ،إنّ أمهاتنا تاج رؤوسنا ،و كحل أعيننا ،خبئوا أنفاسها بين ضلوعكم ،و حافظوا علي بسمة عيونهن بين جفونكم ،بطاعتهم ،و رضاهم ،و بعد رحيلهم تواصلوا معهم بدعائكم ،و صدقاتكم ،و بِرَّكم بأحبابهم ،و صلة أرحامهم ،و أصدقائهم ،و أفعلوا الخير ،ليصل إليه ثوابهم ،و حتى يفرحوا بدعوة ،ترفع درجاتهم ، لتكونوا ممن قيل فيهم : (خير الأبناء حين تراه تدعوا لٍمَن ربّاه)
ومضات:
قالوا كانت تحبك قلت كانت روح قلبي ،
قالوا كانت تدعوا لك قلت كانت سندي وظهري ،
قالوا كانت تحمل همك قلت بل كانت تحملني ،
قالوا ستظل تذكرها قلت هي في نفسي ودمي وفي قلبي و روحى و عقلى ، قالوا كانت ،قلت بل حاضر تمتلكني ،
قلت أتعلمون من فقدت فقدت أمي الغالية
فقدت دعوتي ،و أملي ،و بسمتي ،فقدت الأمان ،و الحنان ،و أملي برصيد دعواتها ،أن يثمر حتي بعد رحيلها ،ثمرات التوفيق ،والخير ،و البركة ،فرغم طبيعة الحياة ،و أمواجها ،و دائما أقول : “لا تدخلنا في تجربة”، إلا أن الحياة كالأمواج ،تارة هادئة ،و أخري عاصفة ،مدُّ ،و جزْر ،المهم أني دائماً ،أعود لأتصالح مع نفسي ،و كل شيء حولي ،فالتسامح أرقى، و أسمى درجات الحياة ،تشرق روحي بنور المحبة ،و الهدوء ،حتى من كانوا عقبة في هدوئي ،سامحتهم ،يقيناً من عميق قلبي ،فحين يمتلئ القلب بنور الحب ،تشرق الروح بنور التسامح ،وضيائه، فتهدأ النفس، ويسكن اضطرابها ويرتوي عطشها بالود والتسامح ،وتمتلئ بالفرحة، والهناء، والمحبة ،فيتسامي نور القلب، ويمتلئ نوراً يضئ الظلام، ولا تبقى مسافة لغير الصفاء والمودة و العطاء و الحب ،فيفرح القلب ،و يعيد للنفس شبابها و حيويتها ،فأشعر أن الزمن عاد بي لربيع شبابي ،كأنه ميلاد جديد ،وهذا رصيد ،و ثمرة من الثمرات ،رحمة الله عليكِ يا أمي ،و أبي ،وجعل الجنة سكناً ومستقرا لكم ،و كل الحبيبات الراحلات ،و الأحِبَّة إلى أن نلتقى.
أحبابي ،قرائي الأفاضل : طبتم و طابت أوقاتكم و امتلأت حياتكم بسعادة أحبابكم ،و نور أرواحكم ،و فرحة قلوبكم ،و كل عام وأمهاتنا ،وآبائنا جميعاً بخير ،و بركة ،و كل الطيبين ،أيتها الأم أنتِ الحياة .