- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
"حدل أسقف الطين".. عادة قديمة يتمسك بها ثمانيني شرقي لبنان (مقابلة)
"حدل أسقف الطين".. عادة قديمة يتمسك بها ثمانيني شرقي لبنان (مقابلة)
- 14 مارس 2023, 10:35:30 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ـ الثمانيني جورج كفوري يملك آخر منزل صخري سقفه طيني في قرية الخنشارة، ويحتاج في الشتاء إلى عملية "الحدل" البدائية المتوارثة
ـ "المحدلة" أداة تتكون من حجر أسطواني يدور حول عمود حديدي، تمرر فوق السقف لإعادة تأهيله بعد اختلاطه بالماء
عند مدخل قرية الخنشارة في قضاء المتن شرقي لبنان، يستقبلك منزل حجري قديم لا يشبه منازل البلدة المغطى سقفها بالقرميد، بل يتكون من الطين كعادة المنازل التي كانت تبنى قبل مئات السنين.
المنزل الوحيد ذو السقف الطيني في "الخنشارة" يعيش فيه ويملكه اللبناني جورج كفوري (80 عاما)، وكان قد ورثه عن أجداده الذين بنوه قبل نحو 250 سنة، بمساعدة من أحد الكهنة في القرية.
ولأن سقف المنزل طيني فهو يحتاج إلى "الحدل" في الشتاء، وهي عملية بدائية يجريها كفوري عبر "المحدلة"، وهي أداة تتكون من حجر أسطواني يدور حول عمود حديدي، تمرر فوق السقف لإعادة تأهيله بعد اختلاطه بالماء.
وتقع بلدة الخنشارة في محافظة جبل لبنان، وترتفع نحو 1000 متر عن سطح البحر، كما تبعد نحو 31 كيلومترا عن العاصمة بيروت، وتتميز بمنازلها القديمة القرميدية التي تتوسط أشجار الصنوبر والسنديان.
** الوحيد بالبلدة
كفوري قال للأناضول، إن سقف منزله ليس مصنوعا من الأسمنت كحال المباني الجديدة، إنما لا يزال يحافظ على السقف المصنوع من الخشب والتراب، تماما كما ورثه عن أجداده.
ورغم التطور العمراني، ترى البيوت الحجرية صامدة محافظة على روح التراث اللبناني القديم، الذي كان يستخدم الحجر الصخري بأشكال مميزة، مع سقف من الطين، ما يجعلها بحاجة إلى "الحدل" خلال فصل الشتاء.
ففي البرد القارس وتحت الأمطار والثلوج، يصعد الثمانيني كفوري إلى سقف منزله لـ"حدله"، ومنع تسرب المياه إلى داخله، فيقول: "عندما تمطر السماء عليّ أقوم بحدل السقف وإعادة تأهيله عبر (المحدلة)".
ولفت إلى أن "منزله الوحيد في البلدة الذي يحافظ على تقنية حدل السقف"، فمع مرور السنوات، تراجعت نسبة "الحدل" في لبنان مع تراجع وجود البيوت ذات الأسقف الطينية واستبدالها بأسقف أسمنتية أو من القرميد.
وأكد كفوري أن "هذا الفن المعماري قديم ومن التراث اللبناني، لأنه في الماضي لم يكن هناك أسمنت لوضعه على سطوح المنازل، بل كانت المنازل مشابهة لمنزلي".
** تقنية الحدل
وعن تقنيته في "الحدل" قال كفوري: "الأمر يتوقف على مدى سهولة سير المحدلة، فعندما تكون حركتها بطيئة وصعبة يعني أن الماء لم يختلط بالتراب جيدا، بينما عندما تسير بشكل أسرع يعني أنه تم تسوية الأرض بشكل صحيح".
وأشار اللبناني الثمانيني إلى أن "تقنية الحدل ليست سهلة، بل صعبة وتحتاج إلى جهد"، ورغم كبر سنه وحاجة الحدل إلى بنية جسدية قوية فهو لا يتردد في صعود سطح منزله في الشتاء لحدله والحفاظ عليه سليما.
ويتحدث بفرح وفخر، أن "كل جامعات لبنان ترسل طلابها الذين يتخصصون في مجال الهندسة لرؤية منزلي، والتعلم من هندسته القديمة".
وختم كفوري حديثه بالإشارة إلى أن "سيط (سمعة) وشهرة منزلي، وصلت إلى دول أجنبية كفرنسا".
وعادة ما تضرب الأمطار محافظة جبل لبنان، كما تتحول في فصل الشتاء إلى منطقة بيضاء مغطاة بالثلوج، ما يساعد على جذب العديد من محبي الرياضات الشتوية، وعلى رأسها التزلج.