- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
حسابات التكلفة والخسارة تقرب الدعم الأمريكي لإسرائيل من نقطة تحول
حسابات التكلفة والخسارة تقرب الدعم الأمريكي لإسرائيل من نقطة تحول
- 1 نوفمبر 2023, 10:13:47 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رأى المحلل السياسي والباحث في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي، أن مشاهد الجرائم المروعة والمتواصلة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وما يصاحبها من غضب وضغط شعبي متصاعد داخل أمريكا وفي السياسية الدولية، يؤشر باقتراب وصول دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المشروط إلى الحكومة الإسرائيلي من نقطة التحول.
وذكر دورسي، في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" وترجمه "الخليج الجديد"، أن نهج بايدن الحالي بدعم إسرائيل أثار اتهامات للإدارة الأمريكية بالنفاق وتبني معايير مزدوجة، إذ لا تملك الولايات المتحدة، ولا حتى أوروبا، تطبيق نفس معايير القانوني الإنساني الدولي التي توفرها لأوكرانيا ضد روسيا، عندما يتعلق الأمر بالحرب الإسرائيلية على غزة.
ونقل دروسي عن دبلوماسي غربي قوله: "نحن نخسر معركة كسب القلوب والعقول في جنوب الكرة الأرضية، فقد أصبحت عبارات مثل النظام العالمي القائم على القواعد لا معنى لها في هذه المرحلة".
وتساءل الدبلوماسي الغربي قائلا: "لماذا يجب على سكان جنوب الكرة الأرضية أخذ إصرارنا بتطبيق معايير حقوق الإنسان العالمية والقانون الدولي على محمل الجد إذا كنا أول من يلقيها على جانب الطريق؟".
نفوذ وقيود
وأوضح أنه بالنظر إلى هيمنة مشاهد المجازر الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين خلال حرب غزة، فإن سكان جنوب الكرة الأرضية لا يملكون بالفعل خيارات جيدة، مقارنة بواشنطن التي تعد القوة العالمية الوحيدة التي تمتلك نفوذا على تل أبيب.
ومع ذلك، يمكن القول إن بايدن لا يتمتع بالحرية الكاملة في هذا الصدد، وبغض النظر عما إذا كان يريد إرغام إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي، فإنه محاصر بقيود سياسية داخلية.
واستشهد دروسي بتقديم الجمهوري مايك جونسون مشروع قانون في الكونجرس يدعم إسرائيل، مشيرا إلى أن المشرع تم اقراره بأغلبية ساحقة وكان الأول لجونسون كرئيس لمجلس النواب الأمريكي.
ولفت دروسي إلى أن خطوة إقرار المشروع الداعم لإسرائيل تظهر قيودًا داخلية على الرئيس الأمريكي في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وأضاف أن مشروع القانون سلط الضوء على الفجوة بين الكونجرس والرأي العام المنقسم بشكل أكبر بكثير، حيث خرج الآلاف إلى شوارع المدن في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم في مسيرة ضد الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، طالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين تل أبيب بجعل إطلاق سراح الأسرى أولوية على القضاء على حركة "حماس" في غزة.
نقطة تحول
وذكر دروسي أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان محدودية الهجوم البري الإسرائيلي حتى الآن كانت نتيجة لممارسة الإدارة الأمريكية ضغوطا على تل أبيب أم أنه مرحلة أولى من غزو واسع النطاق لقطاع غزة.
وأشار إلى أن ما لم تفعله الضغوط الأمريكية حتى الآن هو إقناع إسرائيل بوقف قصفها العشوائي للقطاع الذي أوقع آلاف الشهداء من المدنيين معظمهم النساء والأطفال.
علاوة على ذلك، فإن صدق وقوة نهج بايدن فيما يتعلق بحقوق الإنسان والقانون الدولي أصبحت موضع شك عالمي الآن بسبب جرائم إسرائيل.
لكن إدارة بايدن عادت هذا الأسبوع وهددت إسرائيل بوقف إمداداتها للأسلحة إذا تم توزيعها على المدنيين الإسرائيليين، وذلك في إشارة إلى انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وزير الأمن القومي القومي المتطرف إيتامار بن جفير وهو يوزع أسلحة على فرق أمن المجتمع المدني في بني براك وإلعاد، وهما مدينتان يهيمن عليهما اليمين الديني المتطرف.
ورداً على التهديد الأمريكي، وعدت إسرائيل بأن الأسلحة لن يتم توزيعها إلا من قبل الشرطة والجيش على القوات المساعدة التي تم تشكيلها منذ هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتي تشرف عليها الشرطة والجيش.
وعلى الرغم من ذلك، فإن التهديد الأمريكي لا يغير شيئا على الأرض في غزة، لكنه يشير إلى أن الولايات المتحدة لديها نفوذ للتأثير على سلوك إسرائيل في الحرب.
وفي دليل آخر على نفوذها، قال مسؤول أمريكي إن إسرائيل أعادت خدمة الإنترنت في غزة تحت ضغط أمريكي.
ووفق المحللة تريتا بارسي، فإن ضغط بايدن على إسرائيل لا يهدف إلى منع القتل الجماعي وجرائم الحرب في غزة، ولكن يبدو أنه يهدف إلى إبقاء التفجيرات وجرائم الحرب الإسرائيلية عند مستوى مقبول لإبقاء رد الفعل العنيف ضد إسرائيل تحت السيطرة.
وذكر دروسي أنه بغض النظر عما إذا كان تحليل بارسي دقيقا أم لا، فإن السؤال يبقى مطروحا الآن هو ما إذا كان تكلفة وعائد دعم واشنطن لإسرائيل سيصل إلى نقطة التحول، وعند أي نقطة.
وخلص إلى أن المشاهد المروعة القادمة غزة وتزايد الضغوط الشعبية والسياسية الدولية ضد النهج غير المشروط لدعم إسرائيل، بجانب قدرة واشنطن على ممارسة ضغوط محدودة على تل أبيب، تشير إلى أن هذه نقطة التحول لا يمكن أن تكون بعيدة المنال.