حسن حسين يكتب : المراحل الخمس للثورة

profile
حسن حسين كاتب صحفي
  • clock 3 يوليو 2021, 9:01:39 م
  • eye 908
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لم يعد السؤال هل يمكن بالفعل طبقا للمعطيات الحالية قيام ثورة جديدة أو انتفاضة ثورية أو ما شابه ؟ بل السؤال الآن هو متى تقوم؟

كل المؤشرات الميدانية تؤكد أننا دخلنا في خضم المرحلة الثالثة من الحراك الثوري التي تبدأ بالتشكك في قرارات ومواقف النظام الحاكم ومدى تعبيرها الحقيقي عن أهداف ثورة يناير، وهذه المرحلة تتضمن المراوحة بين اليأس والأمل، ويتمنى فيها الشعب أن تكون رؤيته وتقييمه لتلك القرارات في غير محلها، وينحاز مرة لليأس ومرات ينحاز للأمل الكاذب، أما المرحلة التالية لها فهى مرحلة عدم الثقة، ويقوم الناس فيها بإخضاع المواقف والقرارات للمعايير الموضوعية، ويقارنون فيها ما يحدث مع الوعود السابقة التي تحدثت عن طفرة إقتصادية كبرى تسمح بتحقيق العدالة الاجتماعية المرجوة، أما المرحلة الثالثة وهى التي نمر بها الأن فهى الاحتقان بعد إكتشاف الحقيقة والتأكد أن الوعود كانت مجرد سحابة خداع لن تمطر إلا مزيدا من الأكاذيب، وأن مواجهتها تصطدم بالمزيد من قمع الحريات أيضا، مما يضفي على المشهد السياسي برمته كئابة وإحباط عميق، فالنظام فاشل وعاجز على تحقيق كلتا المهمتين الخبز والحرية، في بعض الدول الأشد إستبدادا كان الخيار للنظام الفاشي دائما يتراوح بين إطعام الشعوب وإخراسهم، أو منحهم حرية النباح مع تجويعهم، لكن أن يتفرد النظام الفاشي الذي يحكم مصر الآن بأنه يقطع ألسنة الناس ولا يشبع معداتهم فذلك تفرد تاريخي يذهب به إلى قاع النفايات السياسية في التاريخ.

تتبقى مرحلتان من مراحل الحراك الثوري، تليان مرحلة الاحتقان، الأولى هى الغضب والذي قد يتجسد في عشرات إن لم يكن مئات التصرفات اليومية التي تقدم عليها القوى السياسية المنظمة والقوى الجماهيرية غير المنظمة وعشرات الحركات الشبابية الصغيرة التي تمتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، والنقابات العمالية والمهنية والطلابية، في أشكال متعارف عليها في إطار الصراعات السياسية بدءا من الإضرابات عن العمل وعن الطعام والاعتصامات و والمظاهرات السلمية وغير السلمية، في مناخ يشوبه القلق المستمر من ردود فعل الأجهزة القمعية للدولة، وفي إطار من الشائعات التي تهز الصورة العامة لقوة النظام وتعمل على إضعافه حتى يتسنى لها إسقاطه بسهوله وبأقل قدر من الخسائر.

أما المرحلة الأخيرة فهى مرحلة الانفجار، وقد تأخذ أشكالا كثيرة حيث لن يكون الصدام مع أجهزة القمع سلميا بأى شكل من الأشكال، بل ستكون حربا مفتوحة بلا قواعد ولا أخلاق من الجانبين، قد تجرنا إلى مرحلة من الخراب العظيم ،فهى حرب بلا نهاية، وبلا منتصر، وتستخدم فيها موارد الدولة وضمنها المستقبل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

لم يعد السؤال هل سيحدث ذلك أم لا، بل متى سيحدث

التعليقات (0)