- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
حمدي عبدالعزيز يكتب..أسئلة اللحظة الراهنة..الصين هل تكون لاعب العالم الأول؟
حمدي عبدالعزيز يكتب..أسئلة اللحظة الراهنة..الصين هل تكون لاعب العالم الأول؟
- 31 مارس 2021, 6:25:59 م
- 966
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل الصين هي القوة التي ستستطيع لعب دور الفاعل الدولي الرئيسي نحو إعادة صياغة النظام العالمي في إتجاه شروط أكثر عدالة لشعوب العالم التي نزحت المراكز الرأسمالية العالمية مقدراتها ومواردها ، وسخرت مواردها الطبيعية وعرق ودماء وتضحيات أبنائها في تحقيق ما يعرف بفائض القيمة الإستعماري الذي لعب ولازال يلعب دوراً رئيسياً في رفاهية المجتمعات الأورو أمريكية؟
أم أن الصين مرشحة للصعود نحو استبدال نظام هيمنة يتجه نحو التحلل والإضمحلال الذاتي بفعل أزمات النظام الرأسمالي المستحكمة وبلوغها ذروة لم تغادرها منذ 2008 وحتي تاريخه ، بنظام يشهد هيمنة صينية تستحوذ علي النصيب الأكبر من فائض القيمة العالمي ولكن ربما عبر شروط مختلفة من حيث الكيف والكم تشير إليه بعض دلائل أنشطة الصين في بعض دول أفريقيا كدول القرن الأفريقي وزامبيا ودول أخري علي سبيل المثال لا الحصر ؟
الإتفاق الصيني الإيراني الشامل (والممتد لمدة 25 عام) ببنوده العلنية والسرية .. بدءاً من جمع ومعالجة القمامة الإيرانية ، مروراً بالتعاون في المجالات العسكرية وشراء النفط الإيراني وهو ما يتعلق بضمان بإمدادات أهم مصدر للطاقة إلي الصين (مصنع العالم والمستهلك الأكبر للطاقة) إلي إدارة وتطوير الموانئ بما يصل بالصين إلي تحقيق هدف استراتيجي كبير وهو ضمان تأمين أهم المضايق المحورية في طريق الحرير البحري ، بعد أن أمنت تواجدها في مضيق باب المندب (القواعد والموانئ المؤجرة في جيبوتي) ، وكذلك أهم المناطق حيوية في الطريق التجاري البري (كامتداد لما بدأته بباكستان) ، وبالتالي الإستكمال اللوجستي لقاعدة الوثوب الأساسية في (مبادرة الطريق والحزام الصينية) التي انهي بها التنين الصيني الصاعد عزلته وتصرف كعملاق لديه فوائض قوي هائلة تحول عزلته دون تصريفها .. فكان من الطبيعي أن يتمطي مع بداية العقد الأول من هذا القرن شاعراً بالجاهزية والحيوية ليخرج علي العالم بمبادرة (الحزام والطريق) طالباً من القوي المركزية التقليدية أن تفسح له المكان الأوسع في قيادة عالم جديد .. لأن هناك عالم مابعد الحرب العالمية الثانية قد شاخ واتجه إلي الإضمحلال تحت وطأة أزمات تراكمت ولاسبيل إلي حل تناقضاتها ..
الأحداث تتسارع في عالم اليوم
والأسئلة تتصاعد أكثر ..
لكن ربما لا يمكن الجزم باحتمالات المستقبل بالنسبة للصين والعالم ، لكن الأهم والحيوي بالنسبة للكثير من شعوب العالم أن هناك فرص للنهوض في تلك المراحل التي تشهد عمليات التغيير أو الإحلال والتجديد في النظام العالمي والعلاقات الدولية تماماً كما كانت لحظة ما قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية التي شهدت تأهب الولايات المتحدة الأمريكية للوثوب علي الإرث الاستعماري الأوربي والحرب المكتومة الصوت التي كانت تشهد تكسير عظام أكبر قوتين إستعماريتين هما بريطانيا وفرنسا بعد التخلص من ألمانيا وهزيمة هتلر .. الحرب دارت رحاها أولاً في ولاية (نيوهامتشاير) الأمريكية وتحديداً في منطقة (بيرتون ودوز) عندما دارت المفاوضات واستطاعت أمريكا إحلال الدولار الأمريكي كعملة تداول دولية مكان الجنيه الإسترليني ، واجبار كل من انجلترا وفرنسا وباقي دول العالم علي اتفاقية بيرتون وود المنشأة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية أهم ثلاث أدوات ضمنت الهيمنة الأمريكية علي العالم
مع إعلان تأييدها لحق الشعوب في تقرير المصير والذي كان يعني انتهاء فترة الإستعمار الأوربي التقليدي ، (وفي هذا السياق يمكن تفسير الإنذار الأمريكي لقوي العدوان الثلاثي علي مصر في 1956)
هذه في هذه الفترة الإنتقالية (فترة الإحلال والتجديد التسليم والتسلم) فرصة ومساحة هائلة لحركات التحرر الوطني وشهدت بدايات تأسيس النهوض الصيني ، والتحرر الكوبي ونهوض الإتحاد السوفيتي كقوي عظمي ، ثم شهدت مساعدة اليابان علي النهوض لمحاصرة الإتحاد السوفيتي من جهة الجنوب الشرقي ..
وبغض النظر عن أن غالبية حركات التحرر الوطني قد انتكست واكتفت بمجرد إنجاز رفع العلم وترسيم حدود (الدولة الوطنية) لأسباب نحن في غني عن الإستطراد في تفاصيلها ولكن النتيجة أن اصبح استقلال الغالبية الساحقة من الشعوب التي أجلت الجيوش الإستعمارية من أراضيها مجرد استقلال يقف عند أسقف ترديد النشيد الوطني وتمكين جهاز الدولة ، ورفع أعلامها الوطنية بدءاً من أعلي مباني العاصمة وصولاً لأسقف الجمارك والمطارات والموانئ وبنايات نقاط الحدود المعترف بها دولياً ..
ولذلك فكل ما يمكن تأكيده حتي الآن هو أن شعوب العالم تدخل لحظة الفرص التي ينبغي ألا تضيع ولتعمل من أجل أن تنجح في استغلال المساحة التي تمنحها هذه اللحظة التاريخية في الخروج منها بقدر معتبر من شروط تحقق السيطرة والإستغلال الأمثل لما تمتلك من مقدرات وموارد طبيعية ، وتحقيق أوسع قدر من التخفف من قيود التبعية ، وبناء القدرات الذاتية التي ترسخ لأسس النهوض العام والتحديث بما يكفل عدم الوقوع تحت وطأة أي من الهيمنات الدولية ..
ذلك ما ينبغي دونما رهان ساذج علي الصين أو تعلق واهم بكرم وعدالة قوة أو قطب دولي فدائماً المسألة تعتمد إلي حد لا ينبغي أهماله بمبدأ (بيدي لا بيد عمر ) ..