حين يصبح المطر سلاحًا: البرد يفاقم الإبادة في خيام غزة

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 31 ديسمبر 2024, 12:55:14 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ليلة جديدة من المعاناة عاشها أهالي غزة تحت وطأة الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، في ظل حصار وقصف مستمرين يفاقمان معاناة النازحين. غمرت مياه الأمطار مئات الخيام في مخيمات النزوح المنتشرة بمناطق متعددة من القطاع، وسط صرخات استغاثة من العائلات التي فقدت كل مقومات الحياة.

في مناطق دير البلح ومواصي خان يونس جنوب القطاع، أمضت عائلات مشردة ليلة من الجحيم. "حرام عليكم يا ناس، موتنا من البرد والجوع والمطر!"، بهذه الكلمات صرخت مسنة وسط البرد القارس، بينما كانت تحاول أن تحمي أحفادها من المياه المتدفقة إلى خيمتها الممزقة.

 

الطفل الرضيع علي حسام عزام لم ينجُ من قسوة هذه الظروف؛ فارق الحياة متأثرًا بالبرد الشديد داخل خيمة لا توفر أدنى وسائل الدفء لعائلته. والدته، التي تحدثت بصوت متقطع ومليء بالحزن، قالت: "كان علي أملنا، لكن البرد أخذ روح طفلي من بين يديّ.. ماذا نفعل؟ لا بيت يحمينا ولا مدفأة تدفئنا".

 

"فكرنا حالنا بنص البحر"، هكذا وصفت أم فلسطينية اللحظة التي تسربت فيها مياه الأمطار إلى خيمتها التي تأوي أطفالها. اعتقدوا أنهم غرقوا في البحر، بينما الرياح العاصفة أسقطت أجزاء من الخيمة فوق رؤوسهم النائمة.

 

جهاز الدفاع المدني في غزة تلقى مئات نداءات الاستغاثة من العائلات، لكن الحصار الإسرائيلي الخانق يضعف قدرة الأجهزة المحلية على توفير المساعدة اللازمة. 

يقول أحد أفراد الدفاع المدني: "نحن عاجزون عن تلبية كل الطلبات، لدينا نقص حاد في المعدات والموارد، والأوضاع كارثية".

 

من جهة أخرى، أصدرت جهات طبية في غزة تحذيرات متكررة من ارتفاع عدد الوفيات بين الأطفال بسبب البرد القارس ونقص وسائل التدفئة. 

هذه التحذيرات لم تلقَ أي صدى على المستوى الدولي، بينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في تضييق الخناق على القطاع، مما يجعل حياة النازحين أشبه بالجحيم اليومي.

 

مشاهد الأطفال يرتجفون من البرد في خيام مهترئة وغارقة بالمياه باتت تجسد الوجه الأبرز لهذه المأساة الإنسانية المستمرة. 

مع كل قطرة مطر، وكل عاصفة ريح، تتسع جراح أهالي غزة، وسط صمت العالم الذي يراقب دون أن يمد يده لإنقاذ من بقي من أطفال القطاع المحاصر.

 

 

إنها غزة، حيث لا يكفي الحصار والقصف؛ فحتى الشتاء بات شريكًا في مأساة لا تنتهي.

التعليقات (0)