- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
خالد يوسف : عن الملك احمس
كتب المخرج السينمائي خالد يوسف علي صفحته على فيس بوك معلقا على ايقاف إنتاج مسلسل احمس قائلا :دعوني أتخذ من وقف تصوير #مسلسل_الملك_أحمس مناسبة لمناقشة اكثر من أمر اعتقد
في أهميته وفي نهاية البوست أطرح فكرة قد تنقذ الأمر وتحله
أولا :- انا ضد قرار الوقف جملة وتفصيلا لأن المنع والمصادرة هو مبدأ غير مقبول وقبوله حتي لو هناك كثيرين مستائين من (برومو )العمل هو أمر جد خطير ويمس أصل حرية التعبير وليس هامش لها ومرفوض الوصاية علي الفنون بإسم أي مقدس وضد المنع والمصادرة من أي جهة ومع حرية المبدع في تعبيره بلا اي قيود
ثانيا :- إن التوثيق التاريخي ليس غاية من غايات السينما والدراما التليفزيونية ولا واحدة من مهامها فذلك شأن المؤرخين ومعاهد البحث العلمي والرسائل الاكاديمية ..السينما التاريخية رؤية في التاريخ بوجهة نظر مبدعين العمل وغير خاضعة للمراجعة التاريخية من أحد ..فليس من حق احد اي كان موقعه قهر ارادة المبدع وإملاء شروطه عليه متذرعا بالانضباط التاريخي لذلك ارفض تشكيل لجنة للمراجعة التاريخية الا اذا كان مخرج الفيلم بحاجه للإستفادة منها لأنه يريد أن يكون اقرب لروح هذا العصر
ثالثا:- هذا العمل مأخوذ عن رواية كفاح طيبة
هل استطاع أحد التجرؤ علي نجيب محفوظ وقال له انت تزور التاريخ في روايتك عندما اخترعت قصة غرام للملك أحمس مع فتاة من جيش اعداءه برغم ثبوت ان الواقعة من خياله .؟
ولأن الجميع يدرك انها رواية من بنات افكاره مستلهما فيها روح هذه الفترة وبعض احداثها
لم يقترب منه احد بالنقد أو الشتيمة
ولو اخذنا مثال اخر دال ..الفيلم التاريخي الناصر صلاح الدين ..هل تكلم احد وقال لصناع الفيلم ( يوسف شاهين -نجيب محفوظ -عبد الرحمن الشرقاوي- يوسف السباعي ) لماذا زورتم في تاريخ صلاح الدين وأختلقتم له ابن شهيد ناهيك عن احداث كثيرة واردة بالفيلم لا تمت للحقيقة التاريخية بصلة
لذا المؤكد ان السينما لها ان تخلق احداثا لخدمة رؤية مبدع العمل ..فاذا كان من حقها ان تختلق احداثا.. أليس من حقها ان تتحرك بحريتها في الشكل والمظهر ..؟
رابعا :- اعرف اسماء فنية من صانعي مسلسل أحمس ولهم تاريخ كبير وأثق انهم لو أخذو كفايتهم من الوقت في البحث والتدقيق لخرج العمل بالشكل المطلوب ولكن نسق الانتاج الذي لا يفرق مابين مسلسل تاريخي كبير وست كوم واصرار الشركة المنتجة علي التصوير بدون تحضيرات ودراسات كافية للحاق بموسم رمضان هو السبب الرئيسي لعدم الدقة ولكن ايضا صناع العمل مسئولين لانهم قبلوا ورضخوا لشروط شركة الانتاج (وسربعتها )
خامسا :- انني قد اشارك كثيرين ان العمل كان بحاجة الي مزيد من التدقيق في شكل الحياة وهيئة الانسان والملابس والإكسسوار في تلك الفترة مادام اصحاب العمل صرحوا بأنهم قد دققوا وكانوا يتطلعون للمطابقة التاريخية وليس لهم رؤية ما تستلزم ما شاهدناه في ( البرومو ) الذي لو كنا منصفين ما استطعنا الحكم النهائي علي العمل منه والحقيقة لو كنت مكان مبدعه او مخرجه كنت ساأدقق وألتزم بشكل الحياة الثابت تاريخيا كي اقرب المشاهد من روح هذه الحقبة ولكني سأتحرك بحريتي في بقية عناصر العمل التي تخدم رؤيتي كما تحرك نجيب محفوظ ولكني لست مبدع هذا العمل لذا من حق مبدعه ان يفعل ماشاء ويجعل ابطاله علي اي هيئة يريدها ويراها ملائمة لرؤيته والجمهور في النهاية هو من يتضامن مع هذا العمل او يرفضه
سادسا :- إن التاريخ نفسه حمال أوجه فهل تنسون عندما خرج علينا الدكتور يوسف زيدان منذ سنوات قليلة ونعت صلاح الدين الايوبي بالنصاب والسفاح والمجرم بل انه نفي عنه تحريره للقدس واستند الي ادلة ومراجع تاريخية ويومها اذكر إني رددت عليه بمقال طويل في المصري اليوم ولكني ابدا لم اقل امنعوا هذا الرجل من الاساءة لرمز أستقر في وجدان شعوبنا وتلويثه ليس في صالحنا.. هو قال رأي ووجهة نظر ورددت عليه برأي مخالف ووجهة نظر مغايرة
ان الفن عندما يتطرق لحدث تاريخي او شخصية تاريخية فانه يدلي بدلوه كي يظهر رؤيته ووجهة نظره فمثلا من الممكن ان يري سينمائي ان جمال عبد الناصر ديكتاتور ( وودانا في داهية ) ويريد ان يعبر عن ذلك فله ان يؤول كل الاحداث كي تخدم رؤيته وآخر قد يري انه من اعظم شخصيات التاريخ فله هو الاخر ان يقدم رؤيته ويعظم احداث بعينها ويتجاوز عن بعضها ويستخدم كل ادواته لإظهار هذه الرؤية
سابعا :- أعرف واقدر فرح الفرحيين من الذين رأوا ان هناك عدم إتقان واستسهال بل وإستسلام من مخرج ومنتج العمل لإرادة الممثلين الذين رفضوا تغيير هيئتهم كي يكونوا ملائمين لها وانا مع هؤلاء الفرحيين في منطقهم ولكني لا اشاركهم فرحهم
ثامنا :- حيث انه معلوم للكافة ان هذا المسلسل تنتجه شركة تابعة للدولة اي ان اهدار عشرات الملايين ( ورميها علي الارض ) هو امر يعاقب عليه القانون حيث انه اهدار للمال العام لذا اري ان مسلسل احمس لابد ان يستكمل ونراه ونقول رأينا كجمهور وسيكون ذلك افضل من اهدار الاموال علي الارض علي الاقل هي تجربة من الممكن التعلم منها والاهم كي لا نجعلها ذريعة لابتعاد صانعي الدراما والسينما عن الاعمال التاريخية خشية غضبة رأي عام او جهة ما فيتوقف العمل
واخيرا لو اردنا الا نهدر مجهود صانعي العمل واموال الدولة فمن الممكن وبتغييرات بسيطة في النص وفيما تم تصويره نتمكن من تفادي اية ملاحظات
ماذا لو قلنا ( ان المسلسل مستوحى من رواية نجيب محفوظ ويحكي من ملك كان ذات زمان في مصر اثناء احتلال البلاد من غازي همجي ) ولم نحدد لا الفترة ولا اسم الملك ولا اسم المحتل
اذا كنا لدينا اصرار ان السينما توثق او تطبع في اذهان الأجيال صور لا تمحي خاصة في عصر اللاقراءة
وهذه الفكرة قد تنقذ الاموال وتحل اشكالية غضب الرأي العام لان اعادة مشاهد المعارك وتغيير لوك الابطال يستلزم اعادة مشاهد كثيرة لها تكلفة باهظة
والوطن والفن من وراء القصد