- ℃ 11 تركيا
- 1 نوفمبر 2024
خروج البشير وقياداته من السجن يفجر اتهامات بين الجيش والدعم السريع والحرية والتغيير
خروج البشير وقياداته من السجن يفجر اتهامات بين الجيش والدعم السريع والحرية والتغيير
- 26 أبريل 2023, 10:10:32 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أثار إعلان محامي الرئيس السوداني المعزول عمر البشير عن خروجه، بصحبة قيادات في نظامه، من محبسهم بسجن كوبر، شمالي الخرطوم، جدلا واسعا، وتبادلا للاتهامات بين مختلف الأطراف السودانية، بما فيها الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، اللذن ينخرطان في معارك طاحنة منذ منتصف أبريل/نيسان الجاري، علاوة على "قوى الحرية والتغيير" التي أسهمت في الإطاحة بالبشير.
ويبدو أن خروج البشير وأركان نظامه من السجن، سيكون رقما مهما في معادلة الصراع الدائر الآن بالبلاد، والذي يتوسع بشكل متسارع، وسط تحركات دولية محمومة لإجلاء الرعايا الأجانب من السودان.
ومساء الثلاثاء، قال محامي البشير، الشيخ النذير، إن موكله خرج بالفعل من سجن كوبر، وأنه حاليا "في مكان آمن"، بصحبة قادة من الإنقاذ، "تحت إشراف قيادة أمنية تابعة للجيش".
وبالتزامن، قال أحمد هارون، آخر رئيس مكلف لحزب البشير (المؤتمر الوطني) عند عزله في أبريل/ نيسان 2019، في تسجيل صوتي متداول نشرته وسائل إعلام سودانية، إنهم خرجوا من سجن كوبر، بعد استحالة المكوث فيه بسبب انقطاع تام للكهرباء والماء وانعدام للطعام والخبز، وأنهم سيحمون أنفسهم، وجاهزون للعودة إلى السجن متى استقرت الأوضاع وتمكنت السلطات القضائية من ممارسة سلطاتها.
أطراف عديدة تفاعلت مع هذا الحدث، كان أبرزها الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، و"قوى الحرية والتغيير".
الجيش يتبرأ
وقال الجيش السوداني، في بيان، صباح الأربعاء، إنه غير معني بأي بيانات تصدر من أي جماعة أو أفراد خرجوا من السجون، بما فيها بيان هارون، وأنه لا علاقة له بحزبه السياسي، متهما قوات "الدعم السريع" بإجبار شرطة السجون على إطلاق سجناء في أنحاء مختلفة بالخرطوم.
وذكر مكتب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان: "مسغربون لإشارة أحمد هارون في بيانه للقوات المسلحة، فلا علاقة لنا به ولا بحزبه السياسي".
وكان هارون قد أكد دعمه، وقيادات الإنقاذ الذين خرجوا من سجن كوبر، للجيش ضد قوات "الدعم السريع"، ودعا أفراد الأخيرة للانخراط في صفوف القوات المسلحة.
وأضاف بيان الجيش: "شهدت بعض السجون في السودان اضطرابات خلال الأيام السابقة، مع اقتحام المليشيا المتمردة لسجون الهدى وسوبا والنساء بأم درمان وإجبار شرطة السجون على إطلاق سراح النزلاء بعد قتل وجرح بعض منسوبي الشرطة، بجانب تصرف إدارة سجن كوبر بإطلاق سراح نزلائه بسبب انقطاع خدمات المياه والكهرباء والإعاشة؛ مما خلق تهديداً إضافياً على الأمن والطمأنينة العامة بمدينة الخرطوم. ويخشى من تمددها إلى ولايات أخرى".
وتابع: "بدأ النزلاء في بعض السجون المطالبة بإطلاق سراحهم أسوة بما جرى ببعض سجون ولاية الخرطوم، وما قد يترتب على ذلك من فوضى وانتشار للجرائم خاصة وأن بعض هؤلاء النزلاء محكومون أو منتظرون بموجب جرائم جنائية خطيرة".
واعتبر البيان أن "تمرد ميليشيا الدعم السريع يُعَد سبباً رئيسياً في خلق هذا الوضع المعقد، خاصةً ما يتعلق بعدم استمرار الخدمات، خاصة وأنهم يسيطرون على عدد من مهندسي المياه والكهرباء ويمنعونهم - أو يجبرونهم على تخريب مرافق الخدمات للمواطنين والمؤسسات في مسعاهم إلى تعطيل الدولة، يعتبر تسبب المتمردين في هذه الأحداث إحدى جرائمهم الكبرى التي يجري رصدها".
الدعم السريع يتهم الجيش بتهريب البشير
من ناحيتها، اتهمت "الدعم السريع" الجيش السوداني بتهريب البشير وقيادات نظامه من سجن كوبر، مؤكدة أنه لا سيطرة لها على ذلك السجن.
ونقلت قناة "العربية" السعودية عن يوسف عزت، مستشار الجنرال محمد حمدان دقلو قائد "الدعم السريع" تأكيده أن "الاستخبارات العسكرية في الجيش هي من دبرت تهريب البشير وقيادات نظامه".
واعتبر أن الرئيس السوداني المعزول وقياداته "تم تهريبهم بعملية عسكرية وإطلاق نار من قبل الجيش للتغطية على الأمر".
وشدد على أن قوات "الدعم السريع" ليس لديها أي سيطرة على السجون في السودان، وأن الأمر هو مسؤولية الشرطة والجيش
الحرية والتغيير: زيادة اشتعال الحرب
أما "قوى الحرية والتغيير"، والتي أسهمت في الإطاحة بالبشير وشاركت في حكم البلاد حتى سيطرة الجيش على السلطة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، فاعتبرت أن خروج قادة النظام المعزول من السجن يعني زيادة اشتعال الحرب وأن بيان أحمد هارون دليل على أن النظام البائد يقف خلف الحرب في السودان.
ودعت القوى السودانية، في بيان، الشعب إلى "توحيد الصفوف للتصدي لمخططات الفلول الشريرة"، وجددت الدعوة "لقيادة القوات المسلحة والدعم السريع لوقف هذه الحرب التي تهدد وطنهم بالتمزق وتعصف بأمنه وسيادته ووحدته".
وجاء في البيان: "أطل على الشعب السوداني مساء أمس القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية أحمد هارون ببيان صوتي مسجل إنابة عن مجرمي نظام الإنقاذ الموقوفين بسجن كوبر بعد إخراجهم من السجن".
وأضاف البيان: "ذلك البيان أكد الحقائق التي ظللنا نرددها في قوى الحرية والتغيير الآونة الأخيرة أن النظام المباد وحزبه المحلول ومن خلال عناصرهم الموجودة داخل القوات المسلحة والقوات النظامية هم من يقفون خلف الحرب الدائرة الآن منذ صباح السبت 15 أبريل الجاري بهدف عودة الطغمة الفاسدة المستبدة للحكم مجدداً بأي شكل من الأشكال".
ولفت البيان إلى أن "وجودهم في مشهد الأحداث وخروجهم من السجن في هذا التوقيت بوصفهم مجموعة مارست من قبل أبشع الجرائم والحروب وقسمت البلاد وقتلت وشردت الملايين من أهلها يعني زيادة اشتعال الحرب".
وتابع: "إننا نتوجه بالنداء لجماهير شعبنا بأن ترص الصفوف للتصدي لمخططات الفلول الشريرة التي تكشفت الآن أكثر من أي وقت مضى بعدما باتت تهدد وطننا بالتمزق وتعصف بأمنه وسيادته ووحدته".
أسماء القيادات التي خرجت
ووفقا لما نقلته تقارير، فإن كلا من الرئيس المعزول، ونائبه بكري حسن، خرجا من السجن وأنهما موجودان في المستشفى العسكري بالخرطوم، لكن وكالة "رويترز" قالت، الأربعاء، إن البشير نقل من المستشفى إلى "مكان آمن آخر".
كما خرج أيضا كل من نائب البشير السابق علي عثمان طه، ومساعد البشير ورئيس جهاز الأمن السوداني السابق نافع علي نافع، والوزير السابق عوض أحمد الجاز، بالإضافة إلى أحمد هارون، صاحب التسجيل الصوتي، وهو آخر رئيس مكلف لحزب البشير (المؤتمر الوطني).