- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
رئاسة تركيا.. روسيا تفضل أردوغان والغرب يتمنى كليتشدار أوغلو
رئاسة تركيا.. روسيا تفضل أردوغان والغرب يتمنى كليتشدار أوغلو
- 26 أبريل 2023, 10:07:38 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تفضل روسيا فوز الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان بانتخابات الرئاسة في 14 مايو/ أيار المقبل، بينما يتمنى الغرب ضمنيا انتصار منافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو، وفقا لمحللين.
لكن فوز المعارضة لن يضمن مسارا خاليا من العقبات لإعادة تركيا إلى طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة، بحسب تحليل لتوم ويلدون نشره الموقع الإلكتروني لقناة "فرانس 24" (France 24) وترجمه "الخليج الجديد".
ويلدون قال إن أردوغان اجتذب الكثير من الاهتمام الدولي خلال السنوات الأخيرة بسياسته الخارجية الحازمة، وأحدثها منع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ بعد اتهام ستوكهولم بتوفير ملاذ آمن لعناصر من حزب العمال الكردستاني.
وتابع أن هذا النهج المواجهي لإبراز القوة كان بمثابة تغيير كبير عن موقف أردوغان المؤيد للغرب بعد فترة وجيزة من توليه السلطة عام 2003.
وأفاد بأنه في مسار حملة 2023، تراجعت السياسة الخارجية لصالح قضايا أكثر إلحاحا، فمنذ 2018 أدت أزمة التضخم والعملة إلى تدهور مستويات المعيشة في تركيا، ويمثل الانقسام بين "إسلامية أردوغان" و"علمانية كيلتشدار أوغلو" ديناميكية رئيسية أخرى في المعركة الانتخابية.
وقال سنان أولجن، وهو دبلوماسي تركي سابق وزميل بمركز "كارنيجي يوروب" مقيم في إسطنبول: "كما هو الحال في معظم البلدان الديمقراطية، السياسة الخارجية أقل أهمية مقارنة بالموضوعات الأخرى، لا سيما القضايا الاقتصادية والهوية".
موسكو وأردوغان
لكن في حين أن السياسة الخارجية قد تكون مسألة هامشية بالنسبة للناخب التركي العادي، فإن الانتخابات تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لمختلف القوى الأجنبية، وفقا لويلدون.
وأوضح هوارد إيسنستات، المتخصص في شؤون تركيا بجامعة "سانت لورانس" ومعهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن القوى الأجنبية ستتابع الانتخابات التركية "بعناية شديدة".
وأردف أن أردوغان من غير المرجح أن ينقلب على سياسته الخارجية إذا أعيد انتخابه، "فسيظل أردوغان أردوغان"، لكن "روسيا ستتمنى فوز أردوغان".
وعمَّق أردوغان مع روسيا علاقات نجت من دعم البلدين المتباين للأطراف المتصارعة في حروب سوريا وليبيا وإقليم ناغورنو كاراباخ (في أذربيجان)، بينما أدت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016 إلى حالة من الجمود في علاقات أنقرة مع الغرب، بحسب ويلدون.
ولفت إلى أن أنقرة اتهمت فتح الله جولن، وهو رجل دين إسلامي وحليف سابق لأردوغان يعيش في المنفى بالولايات المتحدة، بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب، واعتبر أردوغان أن الغرب لم يدعم بلاده بشكل كاف في أعقاب الانقلاب الفاشل.
وأضاف أن تقارب أردوغان مع روسيا أدى إلى قطيعة كاملة مع الولايات المتحدة في 2017، عندما قررت تركيا شراء منظومة الدفاع الجوي "إس 400" من روسيا، وهو خط أحمر بالنسبة لأحد أعضاء "الناتو"؛ مما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على صناعة الدفاع التركية.
واستطرد أنه منذ حقبة الحرب الباردة (1947-1991)، كانت موسكو "دائما الخيار الثاني لتركيا إذا كانت تعتقد أن واشنطن غير راغبة" في المساعدة، كما لاحظ أوزغور أونلوهيسارجيكلي، المدير في مكتب أنقرة التابع لصندوق مارشال الألماني.
وقال أولجن إن "روسيا دعمت أردوغان بوضوح (قبل حملته الانتخابية) من خلال صرفها مدفوعات مؤجلة على مشترياتها من الغاز الطبيعي لمساعدة تركيا في تخفيف الضغوط على البنك المركزي".
الغرب وكليتشدار أوغلو
على النقيض من ذلك، يشير "تحالف الأمة"، وهو كتلة سداسية غير متجانسة تدعم كليتشدار أوغلو، إلى أنها تريد استعادة العلاقات مع الغرب، بحسب ويلدون.
وتابع أن التحالف يلتزم باستئناف عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي واتباع أحكام الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
كما أعلن أنه سيتخذ "مبادرات" لإعادة تركيا إلى برنامج الطائرات المقاتلة "F-35"، الذي يسمح لحلفاء "الناتو" بشراء الطائرات القتالية الأمريكية متعددة المهام. وقد أزالت واشنطن تركيا من البرنامج في 2019 بسبب اتفاقها على شراء منظومة "إس -400" من روسيا.
ووفقا لجيفري مانكوف، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، فإن "الكثير من المسؤولين والقادة الغربيين يشعرون بالإحباط والإرهاق في التعامل مع أردوغان.. يرون أنه يقود انحراف تركيا عن الغرب والتحرك نحو نظام شخصي وشعبي، ولهذا سيكونون سعداء جدا بفوز كليتشدار أوغلو".
الاتحاد وواشنطن
وبشأن عضوية أنقرة المأمولة في الاتحاد الأوروبي، كما أضاف ويلدون، فإن زخم توسع الاتحاد تضاءل في السنوات الأخيرة، بعد أن كان التوسع السريع للكتلة مدفوعا بشكل أساسي من بريطانيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لتخفيف النفوذ الفرنسي الألماني.
وتابع أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استخدم حق النقض ضد محادثات انضمام شمال مقدونيا وألبانيا في 2019؛ مما يشير إلى أن الاتحاد سيكافح لدمج دولتين من منطقة البلقان المضطربة.
وأردف أن العلاقات السيئة مع أعضاء الاتحاد الأوروبي اليونان وقبرص تمثل عقبات أكبر أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد، مشيرا إلى دعم واعتراف أنقرة بجمهورية قبرص التركية غير المعترف بها دوليا.
وقال أونلوهيسارجيكلي: "بالطبع ستنخفض التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إذا فاز كليتشدار أوغلو، لذا ستكون تركيا أقل عزلة وستستخدم الدبلوماسية بدلا من التهديد بغزو اليونان، لكن حتى إذا استوفت تركيا جميع المعايير الأخرى لعضوية الاتحاد، فستظل قبرص مشكلة كبيرة، وستظل هناك أسئلة حول اليونان".
واعتبر إيسنستات أنه "فيما يتعلق بقبرص، لا تختلف سياسة المعارضة كثيرا عن سياسة أردوغان (دعم قبرص التركية)، وطريق انضمام تركيا إلى الاتحاد مغلق فعليا بهذه النقطة".
وكذلك "ستكون عملية إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة معقدة بالمثل، بالنظر إلى المد المنخفض الذي وصلت إليه"، وفقا لويلدون.
وقال أونلوهيسارجيكلي: "يبدو أن (الرئيس الأمريكي جو) بايدن يفرض حظرا على أردوغان"، مضيفا أنه بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية التركية فـ"ستكون هناك حاجة لإدارة العلاقات الأمريكية التركية المعرضة للأزمات".
ورجح إيسنستات أنه "في عهد كليتشدار أوغلو، أتوقع أن تكون علاقات تركيا مع الولايات المتحدة أقل صعوبة ، لكنها لا تزال صعبة".