- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
خلافاً للتوقعات.. اليمين بإسبانيا يفشل بتحقيق أغلبية برلمانية رغم فوزه بالانتخابات، والبلاد تدخل جموداً سياسياً
خلافاً للتوقعات.. اليمين بإسبانيا يفشل بتحقيق أغلبية برلمانية رغم فوزه بالانتخابات، والبلاد تدخل جموداً سياسياً
- 24 يوليو 2023, 9:35:26 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حقّق اليمين في إسبانيا فوزاً بأكبر كتلة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي أُجريت الأحد 23 يوليو/تموز 2023، دون أن يحقق الأغلبية، متقدماً على الاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، ليواجه الإسبانيون حالة من الجمود السياسي، إذ لم يظهر فائز واضح في الانتخابات العامة بالبلاد.
لم تترك نتائج تصويت أمس الأحد لكتلة اليسار أو اليمين طريقاً سهلاً لتشكيل الحكومة، وحصل الحزب الشعبي من يمين الوسط، وحزب "فوكس" اليميني المتطرف على 169 مقعداً في البرلمان، وأظهرت النتائج أن الحزب الشعبي بقيادة ألبرتو نونييس فيخو حصل على 136 مقعداً، أي أكثر بـ47 مقعداً من النتيجة التي حققها قبل 4 سنوات.
في حين حصل حزب العمال الاشتراكي الحاكم، وحزب "سومار" اليساري المتطرف على 153 مقعداً، أي أقل بكثير من 176 مقعداً لازمة للفوز بأغلبية.
بعد الفوز بأكبر عدد من المقاعد، سيواجه الحزب الشعبي أولى الصعوبات في محاولة حشد عدد كافٍ من الأصوات في البرلمان للفوز بالتصويت على منصب رئاسة الوزراء، لكن تحالفه مع حزب "فوكس" اليميني المتطرف سيجعل من الصعب الحصول على دعم من أي فصيل آخر، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
كذلك فإنه لدى الاشتراكيين بقيادة رئيس الوزراء سانشيز المزيد من الخيارات، لكنهم يواجهون مطالب غير مستساغة من الأحزاب الانفصالية في كتالونيا، ويمكن أن يشمل ذلك الإصرار على استفتاء على الاستقلال، ما قد يؤدي إلى نوع من الفوضى السياسية التي حدثت في عام 2017 عندما حاول إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا آخر مرة.
استطاع سانشيز أن يحدّ من مكاسب المعارضة اليمينية، وأن يحتفظ، خلافاً لكل التوقعات، بفرصة للبقاء في السلطة قد تُوفرها له لعبة التحالفات.
إثر إعلان النتائج، قال فيخو أمام مقر الحزب الشعبي في مدريد: "بصفتي مرشح الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات، أعتقد أن من واجبي محاولة تشكيل حكومة"، وذلك على الرغم من عدم حصوله مع حليفه المحتمل حزب "فوكس" اليميني المتطرف على الغالبية المطلقة من مقاعد البرلمان.
لم يكشف فيخو نياته بشأن حزب "فوكس"، وصرّح في مقابلة مع صحيفة "إل موندو" يوم الجمعة الماضي أنه "قبل يومين من الانتخابات، يجب ألا يقول المرشح من سيتحالف معه"، مقراً على الرغم من ذلك بأن تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب اليميني القومي "ليس مثالياً".
ألبرتو نونييس فيخو زعيم الحزب الشعبي في إسبانيا – رويترز
من جانبه، سارع سانشيز إلى التأكيد على أنه تمكن من الحد من مكاسب المعارضة اليمينية، مشدداً على أن اليمين واليمين المتطرف قد "هُزما" في الانتخابات التشريعية.
أضاف سانشيز أمام ناشطين اشتراكيين متحمسين تجمعوا خارج مقر الحزب الاشتراكي في وسط مدريد، إن "الكتلة الرجعية للحزب الشعبي ولحزب فوكس هُزمت". أضاف: "نحن الذين نريد أن تُواصِل إسبانيا التقدم، عددنا أكبر بكثير".
من جانبها، أعلنت وزيرة العمل المنتهية ولايتها يولاندا دياز، زعيمة حزب سومار اليساري الراديكالي وحليفة سانشيز، أن "هذه الانتخابات هي الأهم بالنسبة لأبناء جيلي"، مضيفة أن نتيجتها "ستحدد ملامح العقد المقبل".
كانت استطلاعات قد أفادت بأن الحزب الشعبي سيكون قادراً على تشكيل حكومة من خلال التحالف مع حزب "فوكس" اليميني المتطرف.
كان من شأن سيناريو كهذا، في حال حصوله، أن يعيد اليمين المتطرف إلى السلطة في إسبانيا للمرة الأولى منذ نهاية ديكتاتورية فرانكو قبل نحو نصف قرن (1975).
فشل اليمين في إسبانيا بتحقيق الأغلبية بالبرلمان رغم تقدمه بنتائج الانتخابات – رويترز
جعل سانشيز (51 عاماً)، الذي دفعته هزيمة اليسار في انتخابات محلية إلى الدعوة إلى هذا الاقتراع المبكر، من التحذير من وصول اليمين المتطرف إلى السلطة محور حملته الانتخابية.
وكان رئيس وزراء إسبانيا المنتهية ولايته قد قال في مناظرة تلفزيونية يوم الأربعاء الماضي، إن "تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزب الشعبي وفوكس ليس انتكاسة فحسب لإسبانيا على صعيد الحقوق، بل انتكاسة خطرة للمشروع الأوروبي".
اعتبر أن البديل الوحيد لمثل هذه الحكومة الائتلافية هو الإبقاء على الائتلاف اليساري الحالي الذي شكل في 2020 بين حزبه الاشتراكي واليسار الراديكالي.