- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
خلدون الشيخ يكتب: بيلنغهام وريال مدريد علاقة مثالية منتظرة!
خلدون الشيخ يكتب: بيلنغهام وريال مدريد علاقة مثالية منتظرة!
- 14 مايو 2023, 3:11:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على مدى سنوات طويلة اشتهر ريال مدريد بسياسة ضم أبرز نجوم العالم، والذين اشتهروا باسم «الغلاكتيكوس»، والتي استحدثها الرئيس الحالي للنادي الملكي فلورنتينو بيريز في حقبته الأولى عام 2000، لكن اليوم يبدو انها استحدثت بأخرى أكثر فعالية واستدامة.
بدأت سياسة «الغلاكتيكوس»، الهادفة الى تعزيز شعبية الريال وزيادة الاهتمام العالمي بالنادي، بضم أبرز نجوم تلك الحقبة النجم البرتغالي لويس فيغو من العدو اللدود برشلونة، وتلاه سريعاً زين الدين زيدان ورونالدو وديفيد بيكهام وروبينيو، وكلهم جاؤوا بصفقات خيالية، مثلما استمرت هذه السياسة في الحقبة الثانية لبيريز في 2009 بضم كريستيانو رونالدو وكاكا وغاريث بيل وخاميس رودريغز، ليكرس الريال نفسه كالوجهة الاساسية لنجوم العالم، لكن فجأة تغير كل شيء، وجمدت سياسة «الغلاكتيكوس»، واستبدلت بسياسة ضم أفضل الشبان الواعدين في العالم، وهي سياسة تتماشى مع واقع الصعوبات المادية التي يعانيها عالم كرة القدم، وأيضا يتماشى مع التحديات المتمثلة بدخول منافسين شرسين على ضم النجوم، من عالم أندية البريميرليغ الانكليزية الثرية، والأخرى المدعومة من صناديق استثمارية، ما قاد ادارة الريال الى تعديل السياسة باشراف المساعد الأيمن لبيريز خوسيه أنخيل سانشيز وتنفيذ رئيس الكشافين جوني سالافات.
ورغم بعض الاستثناءات هنا وهناك، كضم البلجيكي ايدين هازارد بأكثر من 100 مليون يورو في 2019 من تشلسي، وامكانية دفع ضعفي هذا المبلغ لضم الفرنسي كيليان مبابي، الا ان الريال ابتعد عن ضم النجوم الجاهزين، وبدأ سياسة البحث عن المواهب غير المصقولة في أمريكا الجنوبية، والذين لديهم الامكانية أن يصبحوا نجوما من العيار الثقيل في المستقبل، فاتفق في 2017 ضمن هذه السياسة الجديدة على ضم شاب برازيلي بعمر السادسة عشرة اسمه فينيسيوس جونيور بقيمة 46 مليون يورو، على ان يلتحق بالفريق ببلوغه سن الثامنة عشرة، ورغم البداية الصعبة والبطيئة جداً، الا ان الريال جنى ثمار ما زرعه، اذا يعتبر فينيسيوس اليوم أحد أبرز الأجنحة في العالم، وتأثيره واضح على الفريق، حيث سجل هدف الفوز بنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، وهو الهدف الذي صنعه له موهبة أخرى اكتشفها الريال في أمريكا الجنوبية، الأوروغواني فيديريكو فالفيردي، مثلما ساهم متألق آخر في وصول الريال الى نهائي العام الماضي البرازيلي الآخر رودريغو الذي أيضا انضم من سانتوس وهو في الثامنة عشرة من عمره.
هذه السياسة لم تقتصر فقط على مواهب أمريكا الجنوبية فحسب، بل شملت القارة الأوروبية، حيث ضم الريال أفضل مواهب فرنسا الشابة المتمثلة بادوار كامافينغا ابن الـ18 عاماً بقيمة 40 مليون يورو من رين، وتبعه أورليان تشواميني (22 عاماً) بـ80 مليون يورو من موناكو، فبات من السهل رؤية نجاعة هذه السياسة الجديدة، خصوصاً ان الريال بات يبيع نجومه الذين تقترب مسيرتهم من النهاية بمبالغ كبيرة، على غرار بيع كازيميرو بـ70 مليون يورو وفاران بـ40 مليوناً لمانشستر يونايتد، لكن أيضاً هناك دائماً هامش للصفقات المخيبة، ففي مقابل الصفقات الناجحة هناك صفقات مثل رينيير الذي كلف 30 مليوناً من فلامنغو، أو لوكا يوفيتش الذي كلف 60 مليوناً من انتراخت فرانكفورت وكلاهما أخفقا بشناعة.
لهذا بات من السهولة رؤية لماذا الريال على استعدادا لدفع أكثر من 100 مليون لضم النجم الانكليزي الصاعد بقوة جود بيلنغهام من بوروسيا دورتموند، فرغم انه لم يتعد الـ19 عاماً الا انه لعب نحو 200 مباراة مع فريقيه بيرمنغهام ودورتموند ومثل منتخب بلاده 24 مرة، وخاض كأس العالم الاخيرة بتألق. ورغم سنه الصغيرة الا انه وصف بالقائد والمقاتل الشرس، والمخضرم في سن المراهقة، بسبب ثقته العالية بنفسه وتأثيره على زملائه، وهو سيكمل الى جانب تشاوميني وكامافينغا وفالفيردي، الدورة الكاملة في تجديد دماء خط الوسط مع كبر سن كروس ومودريتش، وايضاً في الخط الهجومي مع انضمام «الفتة» البرازيلي اندريك في عام 2024 ليشكل مع فينيسيوس ورودريغو خطاً مرعباً للخصوم، مع احتمالية ضم مبابي.
قبل عامين، سخر كثيرون في عالم كرة القدم، عندما أعلن بيرمنغهام عن حجب رقم بيلنغهام بعد بيعه الى دورتموند، رغم انه كان في السابعة عشرة فقط حينها، ولم يلعب سوى موسم واحد لفريق مدينته، لكن اليوم يريد الكثيرون معرفة المزيد عن هذه الموهبة الذي يلقبونه في انكلترا باسم «سكيبر» (القائد) وفي دورتموند ينادونه بـ«مالوخا» (المقاتل)، كونه يحوي كل شيء من مهارات لاعب الوسط المهاري المؤثر، فهو قادر على اللعب في كل مراكز الوسط، بدءاً من رقم «6» كلاعب ارتكاز، أو رقم «10» كصانع ألعاب، لكن أكثر من يناسبه هو رقم «8» كلاعب وسط متكامل، بامكانه الدفاع وكسر هجمات الخصوم، أو الهجوم وصنع الأهداف وتسجيلها.
بيلنغهام صفقة ينتظر الاعلان عنها قريباً، ويتمناها أنصار الميرينغي سريعاً، والريال يتمناها محسومة، كونه يعلم ان العلاقة بينه وبين بيلنغهام ستكون مثالية.