خليل الخوري يكتب: شروق وغروب.. غادرَ بالاغتيال الجبان ليعود من باب التاريخ

profile
د خليل الخوري كاتب وصحفي لبناني
  • clock 30 سبتمبر 2024, 5:15:22 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كان لا بدّ لهذه الأطنان من القذائف الخارقة والمتفجرة لتعبّر عن حقد وخوف العدو الاسرائيلي منك ايها القائد الاستثنائي، سماحة السيد حسن نصرالله، طيّب الله ثراك. كنت ، وتبقى، تلك القامة البطولية الشاهقة، التي أرعبت الصهاينة طوال ما لا يقل عن ثلاثة عقود، حتى اذا ما لوّحتَ بتلك الأصبع المرفوعة، أقاموا لك الف حسابٍ وحساب. وبقَدْر ما فقد جمهور العدو الثقة بقيادته المنافقة صدّق كل كلمة كنت تقولها، حتى اذا ما كنت تتحدث خلت شوارع فلسطين المحتلة وتسمّر القوم أمام شاشات التلفزة ليستمعوا اليك ليس لأنهم من اتباعك بل لأنهم يقارنون بينك وبين قياداتهم المنافقة... واذا كان الوضع كذلك في بيئة الأعداء فكم بالحري في بيئتك ووطنك حيث  الكثيرون يبادلونك الحبَّ عشقاً، والمودّةَ هياماً، والثقةَ إيماناً. 


أيها السيّد يعز عليّ ان أخاطبك غائباً وأنت الحاضر أبداً، كان العميد العنيد في قولة الحق والتزام الموقف ريمون اده يقول متحدّياً الذين يحاربون العدو بالكلام المنافق: هاتولي زرّاً من بزّة جندي صهيوني، او سيراً من رينجره... الى ان جئتِ انت ومقاومتك بأرتال الدبابات والاليات التي دمرها الحزب بقيادتك، وبمئات القتلى من جيش العدو، وبضرب اقتصاده وتعطيل مرافقه وكساد اقتصاده وانهيار سياحته وتراجع تصنيفه العالمي.


ولقد كان وجودك برداً وسلاما على محبيك وناراً على العدو.


أقدمت يا السيّد عندما أدبروا جميعهم ، وبادرتَ عندما أحجموا، وكشفتَ عما فيك من بسالة وغَيرة عندما جبنوا على مستوى الأمّتين، وبذلت الدماء والغالي والأغلى عندما تغرغروا بالسفسطة الممجوجة.


وها هو اليوم العدو، ينتشي بأنه "أزاحك من المعادلة"، وهو يعرف يقيناً أنك باقٍ في الوجدان والضمائر وأيضاً في القلوب، وأن الأفكار التي زرعتها والمبادئ التي نشرتها والقِيَم التي أرسيتها، والنضال الذي أنت سيده، والهمة التي انتقلتْ عدواها النبيلة منك الى الشعوب بالملايين في مختلف بلدان المنطقة والاقليم والى ما وراء حدودهما (الخ...) ستبقى نبراساً لكل من يعمل على مقارعة الباطل.


"أزاحك" العدو ؟!. صحيح ! ولكنه لن يستطيع ان يمحوَ و"جودك" الطاغي بعطر سيرتك الناصعة ، وعظيم انجازاتك ، ومقاومتك الشريفة. 


لقد أخرجك العدو من قيود الجسد لتدخل في رحاب التاريخ في أكثر صفحاته كرامةً وشجاعةً ونبلاً ، ولتبقى تلك الشعلة/القدوة مثالا للأجيال الاتية. فالى جنة ربك راضياً مرضياً، سيّداً في الشهادة، بجوار الحسين سيد الشهداء، سلام الله عليكما.
 

كلمات دليلية
التعليقات (0)