- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
الدكتور خليل الخوري يكتب: شروق وغروب بركة 7 تشرين الأول : بداية زوال إسرائيل
الدكتور خليل الخوري يكتب: شروق وغروب بركة 7 تشرين الأول : بداية زوال إسرائيل
- 23 مايو 2024, 10:51:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل كان السفاح بنيامين نتانياهو وأعضاء عصابته في "كابينت" المجازر والارهاب يعرفون ان ارتكاباتهم الوحشية في قطاع غزة ستقودهم الى نهايتهم في مسارٍ نحو مصير حتمي لم يعد يتجاهله أو يعمى عنه الّا الساذجون ، بل الأغبياء ، أو المكابرون ؟!.
اذا لم يكن للسابع من تشرين الأول من فضلٍ الّا انه أوصل الاحتلال الصهيوني الى هذه المحطة ، فهو يكون قد حقق انجازاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى .
فكم بالحري ان ايجابياته لا تُحصى ولا تٌعَدّ . صحيح ان التكلفة كبيرة جداً ، ومؤلمة جداً وفظيعة جدا ، ولكن المردود الايجابي فلسطينياً هو أيضاً كبير ولكنه عظيم بكل ما للكلمة من معنى : فلقد تحقق في السابع من تشرين سقوط الهالة المرسومة حول جيش الاحتلال التي استمرت نحواً من سبعين عاماً .
ولقد فشل نتانياهو وعصابته في تحقيق اي من اهدافهم في غزة ، فلا هم حسموا الحرب بالرغم من الوحشية غير المسبوقة والمجازر الرهيبة والدمار الشامل ، ولا قضوا على حماس كتنظيم لا يزال قائما ويقاتل بقوة ويتصدى لجحافل العدو بشراسة ويوقع في صفوفهم القتلى بأعداد كبيرة ، ولا تمكّنوا من تحرير اسراهم ، ولا أفلحوا في تهجير الغزاويين الى خارج فلسطين (...) .
في المقابل فقدوا الرأي العام العالمي بخسارتهم المعركة الاعلامية وهي خسارة كبيرة للصهاينة الذين فشلوا ، هذه المرة ، في استخدام سلاح اللاسامية المزعومة .
الّا ان الخسارة الأكبر للصهاينة تتمثل في الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين السيدة والمستقلة.
وهي خسارة وجودية ومصيرية للكيان العبري الهجين ما كانت لتحصل ، ولو في الخيال، لولا ذلك السابع من تشرين الأول الشهير . معهم حق الصهاينة بأن هذه الرقعة المقدسة من الأرض التي هي فلسطين لا تتسع لكيانين ، وكما نجح التواطؤ الدولي الذي أقام الكيان الصهيوني على حساب الدولة الفلسطينية ، ظلماً وقهراً ، فان عودة فلسطين الى فلسطين ستؤدي ، حكماً ، الى زوال الكيان المحتل ، ليعود الحق الى أصحابه.
ليس الزمن، الان، زمن المحاسبة على الأخطاء الكبيرة منذ ما قبل "أوسلو" وبعدها، ولكن يجدر التذكير بأنه حتى عقد تلك الاتفاقية المشؤومة ، كانت دول كثيرة ترفض الأعتراف باسرائيل ، وفي طليعتها الفاتيكان والدول "الكاثوليكية" بدءاً باسبانيا والبرتغال ودول اميركا الوسطى والجنوبية واللاتينية ، الى ان اعترف ياسر عرفات باسرائيل فتغير الوضع . واليوم ليس بالمستغرَب ان تكون هذه الدول هي في طليعة المبدرة الى الاعتراف بفلسطين كاملة السيادة، انها بركة السابع من تشرين الأول.